توريط متعمد لمصر
تاريخ النشر : 2014-05-05 11:07

من الواضح أن هناك طرفا ما فى الخرطوم يسعى إلى توريط مصر فى الحرب الأهلية الجارية حاليا فى دولة جنوب السودان ولهذا السبب زعمت عدة صحف تصدر فى الشمال أن هناك جنودا مصريين يقاتلون مع القوات الحكومية الجنوبية ضد الميليشيات المتمردة المعارضة بقيادة الجنرال رياك مشار النائب السابق لسيلفا كير والمعروفة باسم الجيش الأبيض نسبة إلى أن عناصرها يدهنون أجسادهم بروث الأبقار .

ورغم أن مصر سارعت إلى نفى التقارير الصحفية التى نشرتها صحيفتا «الانتباهة» و«الصحافة» الصادرتان فى الخرطوم وصحيفة «أعالى النيل» الصادرة فى الجنوب والموالية للنظام السودانى عن أن عناصر من الجيش الابيض المتمرد فى دولة جنوب السودان قتلت وأسرت عددا من الجنود المصريين كانوا يقاتلون بجانب قوات حكومة سلفاكير فى منطقة «أيود» فى ولاية جونقلى إلا أن هذه الصحف تجاهلت النفى المصرى وواصلت نشر المانشيتات التى تسعى من خلالها لتوريط القاهرة فى الصراع الداخلى فى جنوب السودان .

وزعمت تلك الصحف أن المعركة وقعت الأسبوع الماضي، عندما حاولت قوات سلفاكير بمعاونة قوة مصرية وأوغندية استعادة منطقة «ايود» بولاية جونجلى لكن تعزيزات الجيش الأبيض وصلت مما كبد القوات الحكومية خسائر فادحة وكان بين القتلى 14 جنديا مصريا علاوة على أسر «12» جندياً مصرياً آخرين . ولكى تكتمل الحبكة فقد نشرت الصحف السودانية أسماء الأسرى المصريين المزعومين وهى أسماء تبدو مصرية شائعة، ولكن غاب عن تلك الصحف نشر صور هؤلاء الأسرى وكأن الجنوب السودانى لم يعرف بعد أن هناك اختراعا يسمى الكاميرا وانه لم يعد بإمكان اى جيش فى العالم أن يخفى تورطه فى أى صراع خارجى بفضل الكاميرات والمصورين. إن الشيء الوحيد المؤكد فى قصة التورط المصرى المزعوم فى جنوب السودان هو أن مصر مع الحكومة الشرعية المنتخبة فى جوبا ولكن مساندتها لها تتم على المستويين السياسى والإنسانى وفى إطار الرغبة فى الحفاظ على الاستقرار فى هذا البلد الوليد والذى يمثل أهمية استراتيجية كبيرة للقاهرة من خلال تحكمه فى نسبة كبيرة من حصة مصر فى مياه النيل ومن أجل ذلك فإن الحكومة المصرية تسعى بكل قوة للبحث عن حل سلمى لهذه الأزمة.

عن الاهرام