حين أحزنتني تلك المرأة عجوز
تاريخ النشر : 2018-05-31 16:48

حينما أرى تلك المرأة العجوز تصعد درجات السّلم الخشبي لتنظيف زجاج نوافذها أشفق عليها وأراني حزينا للمشهد.. فأنا أراها في كل أسبوع تقوم بتنظيف شبابيك منزلها المكون من طابقين، أقول في ذاتي ألا تخاف أن تسقط تلك المرأة عن السّلم الخشبي! وحين أراها أحزن عليها، سأرسل خادمتي لتساعدها.. وذات صباح رأيت المرأة العجوز غير قادرة على الصعود على سُلمها الخشبي، فناديت على خادمتي وقلت لها: اذهبي لكي تساعدي تلك المرأة العجوز، فردت علي: أمرك يا سيّدي، فوبختها حينما سمعت كلمة سيدي وقلت لها لا تناديني بسيّدي صمتت الخادمة، وهزّت برأسها وفالت كما تحبّ.. ذهبت الخادمة بكلّ طواعية إلى تلك المرأة العجوز.. وحين رأتها المرأة العجوز، التي بدا التعب عليها جليا، فقالت لها ماذا تريدين؟ فردت الخادمة جاركِ قال لي بأن أتي لأساعدكِ، فنزلت المرأة العجوز عن سلمها الخشبي وصعدت الخادمة لتنظيف زجاج النوافذ كنت أرى كل شيءٍ من نافذةِ فيللتي.. وحين انتهت الخادمة من تنظيف النوافذ نزلت فشكرتها المرأة العجوز وقالت قولي لجارك شكرا، فعادت الخادمةُ إلى فيللتي، فقلت لها: استريحي، فاليومُ أمامكِ تنظيف آخر في فيللتيي المكركبة من سهر مجنون قضيته مع أصدقائي، فقالت لي: سأعدّ لك فطورا، فقلت لها: كلا، أريد فقط أن تستريحي، نظرت صوبي الخادمة، وقالت لي: لماذا كنت مهتما بتلك المرأة العجوز؟ لكنني آثرت الصمت، ولم أرد على سؤالها وبعد صمت مجنون قلت لها لأن لا أريد لها السقوط من على السّلمِ، ربما ستموت يوما، وهذا بسبب عيشها بمفردها، فلا أحد لها ولا أحد يساعدها، وهذا يحزنني.