عشرة انجازات للمقاومة
تاريخ النشر : 2018-05-31 15:15

انتهت الجولة الصاروخية للمقاومة في غزة بانجازات تحسب لها رغم حصارها الخانق جوا وبرا وبحرا، لتنجح هذه المرة في قلب المعادلات، وترد الرد بالرد، وهو ما تجلى بتصريحات قادة الاحتلال، بعدم القدرة لتطبيق تهديدات وزير حرب الاحتلال "ليبرمان" الذي مرغت المقاومة أنفه بالتراب مرة تلو أخري، وهو الذي صرح ذات يوم انه في اليوم التالي لاستلامه قيادة الجيش سيصفي اسماعيل هنية.

أولى تلك الانجازات ان المقاومة الواعية والمدروسة، وحدت قوى شعبنا، فالمقاومة كالسمكة وبحرها الجماهير، فالكل الفلسطيني كان قلبه ودعواته في شهر رمضان مع المقاومة، فالمقاومة كانت دوما توحد ولا تفرق، وهذا ما ينسجم مع السنن الكونية برفض الظلم، بعكس المفاوضات التي كانت سببا في انقسام قوى الشعب الفلسطيني لرؤى مختلفة.

ثاني تلك الانجازات أن الاحتلال لم يستطع الرد كما كان يهدد قادته، وهو ما يعني ان قوة المقاومة وانعكاسات تطبيق تهديدات "ليبرمان" داخليا وخارجيا، حسب لها الاحتلال ألف حساب، وهذا يشير الى ان الزمن ما عاد يعمل للاحتلال كما كان في السابق.

ثالث الانجازات فشل الاحتلال سياسيا في فشل مجلس الأمن، فالكويت افشلت قرار ادانة المقاومة المقدم من قبل امريكا، والرأي العام الدولي سجل خسارات متلاحقة للاحتلال.

رابع الانجازات ان الاحتلال ترك فكرة اعادة احتلال لسبب واضح جدا كما قال "يؤاف غالانت" ، الذي كان قائدا عسكريا للمنطقة الجنوبية في الجيش "الإسرائيلي"، حيث قال:"إن على كل من يفكر بإعادة احتلال غزة الإجابة عن سؤالين؛ ما الثمن الذي سيدفع لقاء هذه الخطوة؟ وثانيا، ما الذي سيحدث في اليوم التالي؟".

خامس الانجازات ان الاحتلال كذب عندما قال انه لا توجد تهدئة، والا كيف توقف قصفهم لغزة، بالتزامن مع وقف المقاومة في غزة بإطلاق صواريخها.

سادس الانجازات ان المقاومة عادت تصنع الحدث باقتدار ورقم صعب لا يمكن تخطيه، محليا واقليميا ودوليا، ولا حل بدونها، فالقوي وهو هنا المقاوم صاحب الحق، هو من يقرر الحلول، كونه يملك اوراق قوة، اما الضعيف حتى وان فاوض فانه لا يملك حلول بل تفرض عليه وهذا هو منطق التاريخ وصيرورته.

سابع الانجازات ان قوة المقاومة بقوة شعبها، ولولا احتضان القاعدة الشعبية للمقاومة في غزة لما قدرت ان تطلق الصواريخ وتواصل مشوار التحرير لاحقا، فصارت ترد الضربة بضربة، ولا تعدها كما كان في السابق كما عودتنا الدول العربية المبتلاة بحكام جبناء يخافون "اسرائيل" اكثر من خوفهم من خالقهم.

ثامن الانجازات ان ما جرى سيعزز تلقائيا ولاحقا صفقة تبادل الاسرى وسيحد من مماطلة الاحتلال، فمن يملك قوة اطلاق صواريخ بهذه الكثافة، يملك فرض شروطه في صفقة مشرفة حتى وان تأخرت قليلا.

تاسع الانجازات ان المستوطنين ما عادوا يشعروا بأمان في مستوطناتهم، وان عليهم دفع ثمن احتلالهم حتى ولو براحة نومهم في هذه المرحلة الحالية، ليصبح الوعي الجمعي لديهم ام مسألة عودتهم لبلدانهم التي أتو منها هي فقط مسألة وقت.

عاشر الانجازات ثبت ان للاحتلال نقاط ضعف اكثر مما كنا نتصور، وان حدود قوته باتت مقيدة اكثر من السابق، وان نقاط ضعفه خبرتها المقاومة في الرد بالتوقيت والمكان المناسب، وولى عهد صناعة الحدث واحتلال اراض عربية بستة ايام لعدة دول، فالعد التنازلي أخذ يضرب كيان الاحتلال.

في المحصلة ما جرى هو عبارة عن جولة واحدة في سلسلة جولات قادمة، والمقاومة ان قدمت وخسرت فهو امر متوقع، فقتلاها شهداء في الجنة وقتلى الاحتلال للنار، وخسارة الاحتلال هي التي يقاس عليها؛ كون كل خسارة تقرب وقت التحرير وكنس الاحتلال، وان كانت المقاومة تألم، فان الاحتلال أيضا يألم.