المربية زينب تترجل
تاريخ النشر : 2014-04-30 00:37

بعد صراع طويل مع المرض، وتشيث بالحياة مستعينة بارادة البقاء لرؤية بعض احلامها الوطنية والشخصية، ترجلت المناضلة زينب الوزير عن المشهد، مخلفة خلفها إرثا كفاحيا وتربويا فضلا عن ذرية صالحة.

ام احمد، لم تكن رقما وطنيا، كونها شقيقة امير الشهداء خليل الوزير، وان كان وجوده في حياتها الاسرية والفتحاوية، له أثر هام على مسيرتها وصيرورة تطور تجربتها الشخصية، بل لان إدراكها لذاتها واستعدادها وعطاءها المتواصل، وانغماسها في معمعان الكفاح الوطني طيلة سني حياتها مذ وعت دورها ومكانها كإمرأة فلسطينية، جميعها عناصر شكلت الارهاصات الاساسية لاحتلالها موقعها السياسي والتنظيمي والتربوي في مؤسسات السلطة الوطنية.

زينب الوزير نموذج خلاق للمرأة الفلسطينية المكافحة، لانها كانت فاعلة في مجالات الحياة المختلفة، اولا هي المناضلة، المنتسبة لحركة فتح، والمتقدمة في صفوفها  من خلال موقعها في المجلس الثوري؛ وثانيا بتبوئها موقع وكيل وزارة التربية والتعليم؛ ثالثا قبل هذا وذاك هي الزوجة والام في آن؛ رابعا هي جزء اصيل من كفاح المرأة الفلسطينية لتحقيق المساواة مع الرجل؛ وهي واحدة من النساء حاملات مشعل الثورة وحارسات ديمومتها. 

في المواقع المتعددة، المذكورة اعلاه كانت شعلة من النشاط والعطاء إلى ان فاجأها هجوم المرض البغيض دون إستئذان، قاومت بثبات وشجاعة، وحاولت الانتصار عليه يملاؤها الامل بامكانية هزيمته ومواصلة مسيرة الحياة والعطاء وتكحيل عينيها بهدف المصالحة الوطنية، وطي صفحة الانقلاب البشع، وإستكمال الفرح بابناءها نزار وخليل إسوة بندى واحمد، لكن المرض كان اشد شراسة، واكثر وحشية في نهش جسدها المتخن بالالام، وكسب الجولة الاخيرة.

غادرت زينب الوزير الحياة يوم الاثنين الماضي، لكنها تركت بصمات قوية حيثما وجدت وفي الميادين، التي ساهمت فيها.  في دول الخليج ( الكويت والامارات) ام في سوريا او غزة والضفة والقدس، في فتح وفي اتحاد المرأة وفي وزارة التربية والتعليم وفي علاقاتها الشخصية والاجتماعية وفي اسرتها. ام احمد لم تمت إسوة بكل المناضلين، الذين سطروا تاريخهم بالعرق والعطاء والكفاح والدم دفاعا عن المشروع الوطني ووحدة الارض والشعب والقضية والاهداف والمصالح العليا للشعب العربي الفلسطيني.

برحيل المربية الشجاعة زينب الوزير تكون الساحة الوطنية خسرت مناضلة متميزة بخصالها الشخصية والاجتماعية والكفاحية، ولكن العزاء بام احمد، انها تركت ارثا للاجيال الجديدة، ورسخت مع من سبقها وجايلها من النساء المعطاءات مداميك قوية  لتحرر المرأة، ومساواتها بالرجل، وإغنت الحياة الوطنية بسمات المرأة الفاعلة بصمت وثبات دون ضجيج او صخب مفتعل.

رحم الله ام احمد، والعزاء الحار لزوجها الصديق العزيز موسى الوزير ولابنائها جميعا ولذويها ولاسرة التربية والتعليم ولحركة فتح ولاتحاد المرأة ولابناء شعبنا في الوطن والشتات. غابت المربية والمناضلة زينب، لكنها باقية في سجل الشعب الذهبي.

[email protected]

[email protected]