نجاح المهام بين التوجهات والسلوك والمصداقية...
تاريخ النشر : 2014-04-26 20:49

افعل الصواب الذي يتطابق مع قناعاتك، ستحصل على الرضا النفسي الداخلي، والثقة بأفعالك وتصرفاتك، وهكذا سيبدو سلوكك \\\" حياتك الخارجية\\\" التي تطل بها على الناس، انعكاس لما بداخلك، أي أن الطريقة التي تفكر بها داخلك، ستتطابق مع طريقة تصرفك مع المحيطين بك.

وهنا تبرز \\\"المصداقية\\\" فكلما تمتعت بالمصداقية مع نفسك والآخرين، كلما تمتعت بالخبرة، ووصفت بعدم التحيز، والأهم أنك تصبح محبوباً في بيتك، وفي مؤسستك وفي إطارك ومع المجموعة التي تعمل معها.

ولا يمكن أي شخص أن يتمكن من تغيير اتجاهات الآخرين واستقطابهم وإقناعهم، ما لم يتمتع هو \\\"بالمصداقية\\\"، لذا نجد البعض من القيادات يفشلون في كسب رضا الناس بالرغم من بذلهم الجهد الكبير في ذلك، لأنهم لا يتمتعون بالمصداقية المطلوبة، فتتحول كل تصرفاتهم وقراراتهم وتوجهاتهم وسلوكهم عبارة عن أفعال \\\"مرفوضة \\\" حتى دون الخوض في تفاصيلها.

وكلما تمتع القائد بالنقاء والشفافية وابتعد عن التلوث بالفساد وسوء الأخلاق والنرجسية، كلما استطاع أن يكون قريبا من الجماهير، والعكس بالعكس.

إن تغيير السلوك عامل هام لتغيير الاتجاهات، فالاتجاهات تدِّعم السلوك، وليس العكس، لذلك فإن استخدام وسيلة الإقناع في تغيير المعتقدات والقيم، غالباً ما يفشل في تغيير الاتجاهات، فالأفراد المراد التأثير عليهم يكونوا غير قادرين على رؤية أو إدراك الكيفية التي يمكن من خلالها تحويل المعتقدات الجديدة على تطبيق فعلي في مجال السلوك.

فالمعتقدات والذاكرة تشكل المعرفة التي تعتبر جزء من مكونات الاتجاه، فإن كان اعتقادي أن المسئول أو القائد إنسان يتصف بالثأرية والإقصاء لمن هم يعملون تحت مسؤوليته، وتكونت لديك معلومات حول ذلك، فإن مجرد سماع اسمه يعني فتح شاشة متحركة سوداء عنه، والمحصلة أن هذا القائد والمسؤول لن يتمكن من الاستقطاب او التأثير وسيعاني من وجود المعارضة والانتقاد الدائم وأحيانا القاسي .

أما إذا تمترس ذلك المسؤول أو القائد حول قرار ما ووظف كل المؤسسة لتطبيقه، فإن ما خلف القرار يتحول الى موضوع للنقاش، وهذا النقاش هو عبارة عن مجموعة من المشاعر \\\" قبول او رفض\\\" فإن كانت المشاعر ترفض القرار، فهذا يعني ان الاتجاه سيكون سلبي تجاه المسؤول والقائد نفسه أكثر من الاتجاه نحو رفض القرار، وهذا أسوأ ما يمكن تعديله لأنه عامل عاطفي وجداني ويعتبر من مكونات الاتجاه، ويحتاج إلى أن يتم استقطاب الشخص المرؤوس الى الحالة الحيادية ومنها إلى الإيجابية، وبما يوفر لاحقا قبول المسؤول وتصرفاته وقراراته وحتى وجوده على رأس المؤسسة .

وأهم عامل من مكونات الاتجاه هو السلوك، فحين يميل الشخص إلى التصرف بطريقة معينة تجاه موضوع او قضية \\\" موضوع الاتجاه\\\" فإن هذا يعني أن سلوك الشخص سوف يكون العامل الحاسم في القبول او الرفض.

ولربما يسأل القارئ، وما هو المطلوب وكيفية المعالجة، فهنا علينا أن نذكر أن وظيفة الاتجاهات تكمن أساساً في إشباع الحاجاتـ، فكل إنسان يحب ان يكون شيئاً مذكورا، وبحاجة إلى شيئا محددا لإشباع رغباته وطموحاته وميوله، وكلما استطاع المسؤول أو القائد إشباع ذلك وتلبية حاجة الشخص كلما استطاع أن يؤثر في توجهاته وتصرفاته في الاتجاه الإيجابي وبما يخدم الخطة العامة.

وهنا كلما لمس الشخص ان حاجاته وتطلعاته وحقوقه يتم تلبيتها، فإن سلوكه يكون أكثر إنتماءً وتوجهه إيجابي ويمكن أن يكون عامل نجاح.

وأخيرا كلما كانت هناك شفافية ومعرفة سليمة وأفكار غير فضفاضة و برامج غير مبتورة أو مشوهة، كلما كان هناك قدرة فائقة على تغيير الاتجاهات والتحكم في التيار والمضي في الخطة ونجاح المسؤول والقائد والحصول على النتائج المطلوبة وفي الوقت المطلوب .