اضواء على رسالة دحلان للمجلس المركزي
تاريخ النشر : 2014-04-26 16:36

لم تكن رسالة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والموجهة للمجلس المركزي ، هي رسالة عادية، او كلمات وجمل تجامل او تغازل واقع اتفق القاصي والداني على انها اسوء مرحلة يمر بها الشعب الفلسطيني منذ النكبة، مرحلة تاهت فيها متجهات البوصلة والخلط والتشويه والاستهتار ليس فقط بالقضية واساسياتها ومعانيها بل التشكيك في قدرات الشعب الفلسطيني في مواجهة سونامي في اتجاه قبول خيارات محددة طرحها السيد عباس كنهج في الساحة الفلسطينية وادت الى تراكمات من الاخطاء والسلبيات والانحرافات.

رسالة دحلان للمجلس المركزي تعطي مؤشر ينطلق منه هذا القائد الشاب كبرنامج وطني ، فهو يحاصر خصومه وطنيا ووفاءا واخلاصا للقضية والشعب مهما حاولوا من تشويهه وتعليق اخطائهم السابقة عليه، وفي توقيت حرج، كما كان لخطاب عباس امام المجلس الثوري من تزييف وتنكر وتشويه وادعاء وكذب.

فهو امام خصومه تقدم وطنيا وانسانيا والتزاما وانضباطا، واثبت مرة تلو الاخرى انه العملاق امام خصومه، وان مواقفه تتقدم كثيرا عما يحاولون تصويره من تشويه، ففي حين احجم الكثيرون وتراجع عن النطق علنا باستخدام المقاومه كخيار للشعب احجم الدعاه خوفا على مصالحهم من ذكر هذا ولو اصطلاحيا، وحين التزم دعاه النصر والانجاز عن مصارحة شعبهم عن ورطتهم في التنسيق طالب هذا القائد الشاب بوقف التنسيق الامني الذي لايحقق أي منفعة للشعب والقضية بل مزيد من العربدة الاحتلالية وصلفها وغرورها.

في الشدائد يظهر القادة وتظهر الارادات عندما يتراجع الجميع ويمتلكهم الجبن لكي يكونوا قادة فعلا وعملا ،هكذا هو القائد الشاب ، هم يتحدثون عن مفاوضات من اجل المفاوضات ولكن هو اول من دعى لوقف المفاوضات العبثية المدمرة التي كانت غطاء للتوسع والاستيطان، وفي حين تراجع برنامج عباس عن الالتزام والانضباط والمطالبة بقرارات الشرعية الدولية 194 والقرار 181 هو الذي ينادي بالالتزام بها بشكل اساسي، والتحول لمؤسسات الدولة المحتلة وما يتوجب على ذلك من حماية قانونية للشعوب في القانون الدولي من استخدام المقاومة بكافة اشكالها لتحرير الارض واستقلال الدولة، لم ينسى هذا القائد الشاب الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال واليات الافراج عنهم وتحريرهم ضمن برنامج وطني وليس استجداء يتيح للاحتلال ممارسة الابتزاز حول هذه القضية،

 نعم ان الساحة الفلسطينية والمؤسسة الفلسطينية تعاني من هيمنة الفرد والهيمنة على جميع السلطات والصلاحيات، حيث ترتكب اخطاء جسيمة في مرحلة تحتاج لوجود شرعيات مما لا يخول أي جهة لاتخاذ أي قرارات مصيرية تخص الشعب الفلسطيني الا بعد اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والاحتكام للصندوق في اختيار رئيس يراعي ويتحسس اوجاع الوطن والمواطن خالي من النرجسية الخاصة،

 واقع الشعب الفلسطيني في الشتات والمخيمات التي يتعرض فيها اللاجي الفلسطيني للخطر وضيق العيش والتي تخلت عنه القيادة الفلسطينية عجزا ام تخاذلا فالنتيجة واحدة، وهذا ما دعى له القائد الشاب مهيبا بالفصائل بمراعاة مصالح الشعب الفلسطيني وحمايته خارج الوطن

 بلاشك ان ما تحويه الرسالة هو برنامج وطني كاملا متكاملا يعالج مشاكل وتقاطعات المرحلة ومتجاوبا مع افق المصالحة التي يجب ان يتناولها الجميع بجدية خارج الحسابات والمحاصصة والظرف والزمن.

برنامج محمد دحلان النضالي الوطني:-

اعلان غلق باب المفاوضات بصورة نهائية و اعلان فشل كل الجهود بعد ربع قرن من المفاوضات

– التوجه الى مجلس الأمن الدولي و مؤسسات الامم المتحدة ببرنامج الحد الأدنى الوطني و المطابق لقرارات الشرعية الدولية و خاصة القرارات 181 و 194 و 242 و 338 و المطالبة بعضوية كاملة لدولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية على أساس تلك القرارات و بالتنسيق و التشاور التام و الصريح مع الاشقاء العرب

– الشروع فورا بإقامة و اعلان المؤسسات السيادية و التشريعية لدولة فلسطين

– اشتراط ان يكون اي اتفاق مستقبلي مع اسرائيل اتفاقا بين دولتين واحدة محتلة و الاخرى تحت الاحتلال ، و الاستعداد لذلك بالانضمام الى معاهدة لاهاي و المعاهدات الدولية ذات الصلة

– ربط اي اتفاق مستقبلي بين الدولتين بتحرير كافة اسرانا الأبطال وفق جدول زمني متفق عليه و مشفوعا بضمانات دولية صلبة

– وقف التنسيق الأمني بصورة فورية و انهاء كل أشكاله و مظاهره بعد انحرافه بعيدا عن خدمة المصالح الوطنية الفلسطينية و تحوله الى خدمة مجانية للاحتلال و على نفقة الشعب الفلسطيني

– تثبيت المصالحة الفلسطينية على أسس وطنية حقيقية بعيدا عن المحاصصة و التقاسم الوظيفي و اعادة الوحدة الجغرافية و القانونية و الإدارية الى المؤسسات كافة تحت إشراف لجنة وطنية مؤتمنة ، و التمييز بينها و بين المصالحات السياسية بين الفصائل و القوى الوطنية

– التوجه فورا لطلب عضوية كافة الاتفاقات و المعاهدات و المؤسسات الدولية دون تجزئة او إبطاء و إعطاء الأولوية المطلقة للمؤسسات الأكثر حيوية و تأثيرا على سيادة و استقلال و حقوق دولة فلسطين و شعبها

– الشروع فورا بتشكيل حكومة تكنوقراطية حقيقية و بعيدا عن المناورات و المزايدات و إضاعة الوقت و يستحسن ان تكون مستقلة بالكامل و تكون مهمتها الرئيسية اجراء انتخابات عامة في مدة أقصاه ستة شهور لانتخاب رئيس جديد للسلطة قادر على تحمل تبعات المرحلة المقبلة ، رئيس يخدم الشعب و ليس رئيس يخدمه الشعب ، و انتخاب مجلس تشريعي تجديد

– بالتزامن و التوازي مع لابد من اجراء انتخابات وطنية شاملة لاول برلمان وطني فلسطيني دون تقديم حجج و تبريرات واهية و سخيفة ، و شعبنا في المهاجر قادر على ابداع طرق و وسائل المشاركة و الاختيار و لهذا البرلمان وحده يعود صلاحية إقرار الدستور الدائم و انتخاب رئيس دولة فلسطين .

– و حتى تتم انتخابات السلطة و الدولة خلال مدة الشهور الستة لا يجوز التصرف باي شان وطني عام ، سياسيا و قانونيا و ماليا و اداريا تجنبا لإجهاض التجربة الديموقراطية و منعا للالتفاف على خيارات الشعب.

– على حكومة التكنوقراط و اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و قادة فصائل و قوى العمل الوطني توفير كل مستلزمات و اجواء الصمود و المقاومة لشعبنا في الداخل ، و كل الدعم اللازم لشعبنا في مخيمات سوريا و لبنان و أينما برز الاحتياج الى الدعم

 لقد طالب الكثيرون بان يضع عضو اللجنة المركزية برنامج نضالي له فهو الملتزم والمنضبط لحركته حركة فتح ولوعاء منظمة التحرير والكينونة الوطنية من خلال منظمة التحرير، ولا يتحدث من جزر الهنولولو او من وراء المحيطات، هكذا هي رسالته للمجلس المركزي الذي نامل جميعا ان يعتمدونها كبرنامج وطني ومقررات للمجلس، لكي نخرج من هيمنه الفرد والجماعة لواقع قادر على التحدي متحيزا للشعب من خلال واقع قيادة جماعية خياراتها دائما المصلحة العليا للوطن والانتماء للوطن لا للفرد .

 بحق ان هذا البرنامج يؤكد ان دحلان هو جيفارا فلسطين في الوقت الصعب والخطر