المجلس المركزي ترقب وأمل
تاريخ النشر : 2014-04-23 03:58

ثلاثة أيام على انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني ، هذا المجلس الذي يغيب كثيراً عن ساحتنا الفلسطينية ليظهر بعد طول انتظار وترقب وأمل بالانعقاد ، مؤسسة فلسطينية هامة لا نحسن استخدامها كفلسطينيين فيما يخدم نضالنا الفلسطيني وفي حماية مصالحنا الفلسطينية ، ومع هذا فالترحيب بانعقاد المجلس المركزي واجب علينا ، والأهم من الترحيب بانعقاد المجلس هو جدول أعمال المجلس في دورته الحالية ، هل ينعقد المجلس المركزي من أجل منح القيادة الفلسطينية التفويض اللازم والكامل بتمديد المفاوضات المتعثرة وبصلاحية كاملة موجودة أصلاً ، وبالتالي تحميل المجلس المركزي المغيّب نتائج المفاوضات وتمديدها علماً أنّ المجلس المركزي ومنذ وضع أسس وشروط المفاوضات والتي لم يعمل بها إطلاقاً .

أم إنّ المجلس المركزي ينعقد من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني وطوي صفحته إلى الأبد وبرؤى فلسطينية خالصة دون المرور على عرب يعبثون بداخلنا الفلسطيني .

أم أنّ المجلس المركزي ينعقد من أجل البحث في الشرعيات الفلسطينية المنتهية ولايتها بما فيها المجلس المركزي نفسه .

ولكن المطلوب اليوم من المجلس المركزي أن يكون مجلساً جاداً في مناقشة ومعالجة الوضع الفلسطيني كله ، داخل الوطن كله الممتد من النهر إلى البحر ، وفي كل الشتات الفلسطيني ، وأن ينطلق في معالجة الوضع الفلسطيني من كونه مسؤول عن كل الشعب الفلسطيني في كل أماكنه بما فيهم أبناء شعبنا في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، فالمجلس المركزي هو مجلس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، ومن الخطأ أن يتجاهل المجلس المركزي ما يعانيه شعبنا في بعض أماكن تواجده ، وخاصة ما تعاني منه اليوم مخيماتنا في سورية ، وما يتعرض له أهلنا في الأرض المحتلة عام 1948 من محاولات الإستيلاء على أراضيهم وطردهم من بيوتهم .

منذ يوم 29/11/2012 اليوم حصلنا فيه على مقعد دولة غير عضو في الأمم المتحدة طالبنا بانعقاد المجلس المركزي الفلسطيني صباح يوم 30/11/2012 ليتعامل بجدية مع القرار الدولي باعتبارنا دولة تحت الاحتلال ، حيث كان من المفروض فلسطينياً الانتقال يوم 30/11/2012 من مرحلة السلطة الوطنية إلى مرحلة الدولة تحت الاحتلال ، والمطلوب اليوم من المجلس المركزي أن يكون مجلساً جاداً لاتخاذ قرارات جادة وجديّة على المستوى الفلسطيني ، وأولى هذه القرارات انتهاء مرحلة السلطة الفلسطينية ، وهذا الانتهاء يعني انتهاء كافة مؤسسات السلطة ، ابتداء من مؤسسة الرئاسة فالمجلس التشريعي إلى حكومة السلطة ، وإلغاء العمل الفلسطيني على كافة الصعد الداخلية والخارجية تحت عنوان السلطة الوطنية الفلسطينية ، وثاني هذا القرارات إعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال ، والعمل على تشكيل مؤسساتها كافة ، من رئاسة دولة ومجلس وطني وحكومة دولة ، وهذا يؤدي حكماً إلى إنهاء وجود حكومتين في رام الله وغزة ، ويؤدي بشكل طبيعي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني ، لأنه لم يعد مبرراّ وفي ظل الدولة تحت الاحتلال إلى وجود حكومتين ، حيث تعتبر ما يسمى بحكومة غزة لاغية وباطلة وليس لوجودها أي مبرر ، إلا إذا أصرّ الإنقساميون على انقسامهم وانسلاخهم عن وحدة الأرض ووحدة الشعب ووحدة الدولة التي هي مرحلة من مراحل الوصول إلى الحريّة والاستقلال ، ومن هنا نقول أنّ ما يجري اليوم في غزة يجب ألا يخرج عن الدخول في مرحلة الدولة تحت الاحتلال ، وأن لايتم التأسيس في اجتماعات غزة لتمديد مرحلة السلطة الوطنية الفلسطينية ، وأن أية انتخابات يجري الاتفاق عليها هي انتخابات الدولة تحت الاحتلال وليس انتخابات السلطة الوطنية لأنّ مرحلتها قد انتهت .

كما أنّ الانتقال إلى مرحلة الدولة يتطلب التحرر الفلسطيني من القيود الاقتصادية التي فـُرضت علينا من خلال اتفاق باريس ، وهذا يعني تجنيد كافة الطاقات البشرية الفلسطينية وتجنيد كافة الإمكانات المادية الفلسطينية في خدمة النهوض بالدولة تحت الاحتلال .

والانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة تحت الاحتلال يتطلب المبادرة الفورية للانضمام إلى كافة الاتفاقات والمعاهدات والمنظمات الدولية دون أن يكون مرتبطاً ذلك بالمفاوضات أو بقضية الأسرى أو بقضية الاستيطان ، وإنما يتحقق ذلك من كون هذا الانضمام حق من حقوق دولة فلسطين وغير خاضع للمساومة والمفاوضة عليه ، وشكل من أشكال النضال الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني .

كما أنه منوط بالمجلس المركزي الفلسطيني دراسة وضع المخيمات الفلسطينية في سورية وما آل إليه الوضع في مخيم اليرموك تحديداً واتخاذ خطوات عملية بما فيها قيام رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بترؤس وفد فلسطيني إلى دمشق والاجتماع مع الرئيس السوري لإنقاذ ما تبقى من مخيم اليرموك بشراً وحجراً وإنقاذ المخيمات الفلسطينية الأخرى ، وإلا فإنّ المجلس المركزي يكون مسؤولاً بشكل أو بآخر عما يحدث لمخيماتنا في سورية .

ومن أجل تحقيق ذلك يجب تحقيق المشاركة الفلسطينية الكاملة بصنع القرار الفلسطيني ، وهذا لا يتم إلا بتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، والبدء بعقد احتماعات فلسطينية على مستوى اللجنة التنفيذية والأمناء العامين كافة لاتخاذ الإجراءات المناسبة التي تخدم شعبنا وتخدم المرحلة الجديدة التي ننتقل إليها .

فهل يستطيع المجلس المركزي الفلسطيني وضع حجر الأساس للانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة تحت الاحتلال ، ومتى نرى المجلس المركزي الفلسطيني يعنى بالكل الفلسطيني أرضاً وشعباً ويؤسس لمرحلة جديدة لفلسطين ، أم أنه سيبقى مجرد مجلس ينعقد للمباركة والتصفيق فقط .