خاص:فصائل ترى اتمام المصالحة ممكن هذه المرة وأخرى تتمنى ولكن قلق عدم انجازها الغالب
تاريخ النشر : 2014-04-22 17:56

أمد/ غزة – رام الله – خاص : تقترب جولات المصالحة الداخلية من الحسم ، ومع وصول وفد الفصائل الذي تم تشكيله في أخر إجتماع للقيادة الفلسطينية ، الى غزة  تفتح بشائر ويمسك الكثيرون ألسنتهم عن الحديث في الأمر تحسباً لمفاجآت، ولكن يبقى القلق مشروعا عند الغالبية بسبب كثرة الاحباطات وفشل الجولات السابقة ، التي استمرت سنوات ، وما يميز هذه الجولة ، عنوان نشاطها وهو قطاع غزة ، الذي تم السيطرة عليه من قبل حركة حماس ، وهو المنطقة الجغرافية المستأصلة سياسياً وإدارياً عن قيادة السلطة في رام الله منذ عام 2007 .

القيادي في حركة فتح يحيى رباح يقول لــ (أمد) : \\\"الضرورات الوطنية تحتم على الجميع إتمام المصالحة ، لأن الشعب الفلسطيني وقيادته استنفذوا الوسائل لإنهاء الانقسام ، وليس لدينا فائض وقت ، فـ مع قرب انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير ولا بد من اتخاذ قرارات مهمة جداً، على ضوء ما سينتج عن لقاءات المصالحة في قطاع غزة \\\".

وقال رباح :\\\" وهذه الجولة تعتبر  الفرصة الأخيرة لحركة حماس ، للأسباب التالية :

-معركة الدفاع عن الثوابت الوطنية ، ولا تستطيع حماس أن تبرر لجماهيرها تغريدها بعيداً عن خط الدفاع عن هذه الثوابت .

-بقاء حماس وتمركزها في قطاع غزة مع تغييرات المنطقة ، والمواقف المتبدلة من الاسلام السياسي ، وخاصة مصر يضعها في موقف مثقل بالمسئوليات وعليها أن تراجع نفسها بخصوص المصالحة ، لكي تتقدم خطوات نحو حل الازمات الراهنة ، خاصة وأن المنطقة العربية كلها بحالة مراجعة من الاسلام السياسي ، ومخرج حماس الوحيد بات اليوم هو دخولها المربع الوطني والشرعي للشعب الفلسطيني .

اما صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ، تمنى أن تكون هذه الجولة من المصالحة نهاية مطاف مرحلة الانقسام فيقول بإتصال لـ (أمد) :\\\" نحن نؤكد على ضرورة توفر الارادة السياسية لدى الجميع لإنجاح هذه الفرصة ، وأن يخرج الحوار بين الفصائل وحركة حماس بمحددات مضبوطة ، ومنها تشكيل حكومة التوافق الوطني ، وتحديد مواعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، والمجلس الوطني \\\".

وقال زيدان :\\\" علينا أن نتجنب التصريحات التي تؤثر سلباً على جهود المصالحة ، خاصة وأن الأمر لم يعد انقساماً بين فتح وحماس ، ولكنه بات واقعاً يؤثر كارثياً على المشروع الوطني برمته ، لذا الأمر لا يتعلق بتفاؤل أو تشاؤم ، ولكننا نطالب الجميع بتحمل المسئولية وانتهاز هذه الفرصة الوطنية ، لإنجاز المصالحة وانهاء حالة الانقسام ، لتوحيد الصف الوطني ، لمواجهة التحديات المفروضة على مشروعنا الوطني \\\".

اما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الدكتور رباح مهنا ، يقول لـ (أمد) :\\\" على قاعدة الحقائق الواضحة نؤكد على وجوب دعم وتعزيز جهود المصالحة ، ولكنني من موقعي لا أرى جدية لدى حركتي فتح وحماس بإتمام المصالحة ، واتمنى أن اكون مخطئاً لكن المؤشرات تقول أن الجدية في منسوبها الادنى ، ولكلا الطرفين غير جاهز لإتمام ما تم التوافق عليه في الدوحة والقاهرة \\\".

وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ، يقول لـ (أمد) :\\\" أن المرحلة الراهنة مواتية لإنجاح بنود المصالحة ونعتقد أن العوامل تشير الى إمكانية انجاح الجهود هذه المرة ،و أنه لأول مرة يتم تشكيل وفد فلسطيني بهذا المستوى من أجل المصالحة ، وأن وصول عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى ابو مرزوق الى غزة  ، والتنسيق بين قيادات حركة حماس في غزة والضفة والخارج وتوافقهم على اتمام المصالحة سيدفع الطرفين لتكليل الجهود المبذولة وإخراج شعبنا من المرحلة الحالية القاتمة التي ترجمها الانقسام ، حصاراً وعزلة وأزمات مركبة في قطاع غزة ، ووهن في القرار السياسي الفلسطيني العام ، وذريعة تعمدها الاحتلال لإضعاف المواقف الفلسطينية الثابتة ، لهذه الاسباب وكثيرة غيرها يجب انجاح المصالحة والخروج بنتائج وطنية مشرفة تبدأ بتشكيل حكومة التوافق وتسوية وضع منظمة التحرير الفلسطينية وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات المجلس الوطني واعادة اعمار قطاع غزة ، واتمام المصالحة المجتمعية وتسوية ملف الاجهزة الأمنية ، هذه الملفات الخمس التي تم التوافق عليها في جولات القاهرة والدوحة\\\".

اما القيادي في الجبهة العربية الفلسطينية هاني ابو عمرة يرى أن الوقت الراهن فرصة وطنية لمعالجة الانقسام وانهاءه كليا بإتمام المصالحة ، وأن الوفد الفصائلي الذي جاء الى قطاع غزة ، يحمل مهمة واضحة وهي إنهاء مرحلة الانقسام الى الأبد ، والدخول عملياً في تطبيق بنود المصالحة ، بتشكيل حكومة توافق وطني ، ومعالجة أثار الانقسام في الفترة السابقة ، وأن الظروف تخدمنا الأن لإنجاح هذه المهام ، وللخروج من مرحلة الانقسام \\\".

وقال ابو عمرة بإتصال مع (أمد) :\\\" نتمنى أن تكلل الجهود بالنجاح ، وأن يتم الاعلان عن تطبيق بنود المصالحة ، لأن التحديات التي تواجه مشروعنا الوطني خطيرة ، ولا مجال للمماطلة في ملف المصالحة والتفاؤل موجود لأسباب كثيرة منها توفر الجدية من قبل الطرفين فتح وحماس ، والظروف الاقليمية والعربية والداخلية الوطنية تدفع الجميع الى صياغة إرادة قوية لإنجاز المصالحة ، وربما وجود عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق قادماً من مصر له مؤشر قوي بجدية حركة حماس ، ووصل وفد قيادي من رام الله الى غزة يعطي نفس المؤشر الايجابي بأن الشعور بالمسئولية الوطنية بات واضحاً لدى الجميع لترحل حالة الانقسام واتمام بنود المصالحة .

رئيس تجمع المستقلين الفلسطينيين في الضفة خليل عساف يبدي تخوفه من فشل الجهود المبذولة حالياً في ملف المصالحة ، وهذا الخوف مصدره التجارب السابقة ، ويقول لـ (أمد) :\\\" موضوع الانقسام لم يعد يخدم غير الاحتلال ، وخوفي نابع من حرصي الشديد على اتمام المصالحة ، والذي سيعطل اتمام المصالحة يدرك أنه يخدم الاحتلال وحده ، ويهدد الوجود الوطني برمته ، لذا ما اتمناه مع الساعات القادمة سماع اتفاق مشرف وتحديد مواعيد مضبوطة لتشكيل حكومة التوافق والاعلان عن انتهاء مرحلة الانقسام ،ـ وغير ذلك سنبقى في دوامة الترهل السياسي والواقعي الصعب ، وأرجو من الجميع أن ينتبه لخطورة المرحلة وصياغة موقف وطني موحد يوصلنا الى الوحدة الوطنية ، لمواجهة الاحتلال والتحديات التي يفرضها على شعبنا ، اتمنى أن نصل الى نهاية مؤكدة لحالة الانقسام وأن نتعافى من أثاره وندخل مرحلة الوحدة الفلسطينية \\\",