معارضة متزايدة لخطط الفيفا تنظيم كأس العالم 2022 بقطر في الشتاء
تاريخ النشر : 2013-10-04 10:12

أمدم وكالات : يواجه رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم "الفيفا" معارضة متزايدة لخطته تعديل موعد تنظيم بطولة كأس العالم 2022 في قطر لتقام في فصل الشتاء من ذلك العام.

وكان سيب بلاتير رئيس الفيفا قد صرح في أغسطس/آب الماضي بأنه يريد تأخير موعد إقامة البطولة لتجنب الارتفاع في درجات الحرارة الذي تعرف به قطر، والذي تتجاوز معدلاته 40 درجة مئوية.

لكن ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" - وعدد آخر من أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا - يرى أن هناك ضرورة للقيام بالمزيد من المشاورات بخصوص ذلك.

ويرى بلاتيني أنه "يستحيل" التصويت على ذلك الموضوع يوم الجمعة القادمة.

ومن المقرر أن يبدأ الخميس اجتماع اللجنة التنفيذية الذي يستمر يومين في زيوريخ، والذي سيشهد مناقشة هذه الموضوعات، ومن بينها استعدادات البرازيل لهذا الحدث الذي سيقام على أرضها العام المقبل، ويضم جدول أعمال اجتماعات الجمعة مناقشة موضوع قطر.

وجاءت تصريحات بلاتر حول قطر بعد تزايد المخاوف بشأن المخاطر التي قد يشكلها الارتفاع الشديد في درجة الحرارة في الصيف على اللاعبين والمسؤولين والجماهير.

وكان من المنتظر للفيفا أن تتوصل في البداية إلى قرار بشأن تغيير موعد ذلك الحدث الكروي التنافسي من يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وذلك قبل أن تتوصل المشاورات إلى تحديد الموعد الجديد لتلك المسابقة.

لكن كان هناك اعتراض واضح على ذلك، خاصة من قبل مسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز الذي تنبأ مديره التنفيذي ريتشارد سكودامور بوقوع "فوضى" إذا نقلت البطولة إلى نصف الكرة الأرضية الشمالي في فصل الشتاء.

كما يرى جيم بويس نائب رئيس اتحاد الفيفا أنه ينبغي للاتحاد تأجيل أي قرار تفصيلي بشأن تغيير موعد البطولة حتى تجرى المحادثات مع المختصين بهذه اللعبة.

ويستعد بويس، وهو من أيرلندا الشمالية، لتأييد قرار مبدئي لنقل بطولة كأس العالم إلى فصل الشتاء، وذلك لتجنب حرارة فصل الصيف في قطر.

إلا أنه يرى الوقت مبكرا جدا لتحديد توقيت بعينه.

وقال بويس: "لن أعترض على اتخاذ قرار بتغيير الموعد في الأساس. إلا أنني لا أعتقد أن بمقدورنا التوصل إلى قرار حول توقيت بعينه، سواء أكان في نوفمبر/تشرين الثاني أم في يناير/كانون الثاني أم في أي وقت آخر، وذلك حتى يتسنى لنا الاجتماع بكل المختصين في هذه اللعبة لإيجاد حل لذلك".

"إعادة التصويت"

وأكد على وجهة النظر هذه أيضا أحد أعضاء اللجنة التنفيذية، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"بي بي سي رياضة"، بينما اتفق وزير الرياضة البريطاني السابق غيري ساتكليف مع موقف بلاتيني، وهو أيضا نائب لرئيس الفيفا.

وقال ساتكليف لراديو بي بي سي 5: "أعتقد أن بلاتيني محق، إذ يجب أن تكون هناك مشاورات مع الدوري الإنحليزي الممتاز وغيره".

وقال غريغ كلارك رئيس اتحاد كرة القدم الإنجليزي، الذي كان منذ ثلاثة أعوام عضوا في وفد ترشيح بريطانيا لاستضافة كأس العالم عام 2018 وفازت فيه قطر باستضافة كأس العالم لعام 2022، في تصريحات الخميس، إنه ينبغي للفيفا أن تعيد التصويت بدلا من تأجيل موعد البطولة إلى فصل الشتاء.

وقال كلارك: "ينبغي أن يجري ذلك كما يحدث في أي مناقصة عامة. فإذا لم تكن المناقصة صحيحة، يمكنك إعادة إجرائها مرة أخرى".

وأضاف: "كانت هناك بعض العروض الجيدة بالفعل من بعض الدول كأستراليا والولايات المتحدة، التي أنفقت مبالغ كبيرة ولديها ثقافة كروية رائعة وترغب بشدة في استضافة كأس العالم".

أما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يضم 54 عضوا فكان قد دعم بالفعل فكرة تأجيل موعد كأس العالم، بينما صرحت الأندية الأوروبية الكبيرة بأنها "مستعدة" لإمكانية إقامته في الشتاء في قطر عام 2022.

أما قطر، التي وعدت بأن هذا الحدث سيشهد على أرضها ثورة في تكنولوجيا التبريد لمواجهة حر الصيف، فأكدت مرة أخرى في تصريح لها الأربعاء أنها مستعدة لاستضافة المنافسة في أي وقت.

وأكد التصريح على أنها "إذا ما توصل المجتمع الكروي الدولي لتغيير موعد الكأس إلى آخر بديل، فسيكون بإمكان قطر التأقلم مع ذلك التغيير.

ومع أنه لا يستبعد أن يشهد الجمعة قرارا بتغيير ذلك الموعد، إلا أن بلاتيني يرغب في أن تركز اللجنة التنفيذية بشكل أكبر في ذلك الاجتماع على الأزمة التي تواجهها قطر فيما يخص انتهاكات قانون العمل التي يعاني منها العمال المغتربون في تلك الدولة الخليجية.

الكأس والأولمبياد الشتوية

ومن المنتظر إطلاع الفيفا الخميس على آخر المستجدات حول استعدادات قطر لاستضافة الكأس، كما يتوقع أن يشهد الجمعة مناقشة توقيت إقامة هذه المنافسة الكروية وموضوع العمالة المغتربة.

وإذا ما قرر اتحاد الفيفا تغيير موعد إقامة كأس العالم لعام 2022، فإن هارولد مين نيكولس رئيس فريق التفتيش بالاتحاد - والذي عمل على تقييم مشروع استضافة قطر لكأس العالم 2022 - يعتقد أنه ينبغي لهذه المنافسة الكروية أن يؤجل موعدها إلى يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، وذلك في الوقت الذي تبلغ فيه درجات الحرارة هناك ما يقارب 22 درجة مئوية.

إلا أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث تعارض ممكن مع بعض الأحداث الرياضية الأخرى، خاصة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وقال توماس باخ الرئيس الجديد للجنة الأولمبية الدولية إنه واثق من أنه لن يكون في ذلك تضارب مع الألعاب الأولمبية الشتوية.

كما قد يواجه اتحاد الفيفا أيضا غضب كل من أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهي الدول التي خسرت أمام قطر في السباق نحو استضافة كأس العالم 2022.

فأستراليا تطالب الفيفا بتعويض لأنها تقدمت بعرضها لاستضافة هذا الحدث في الفترة ما بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

بينما يقول الاتحاد إنه لا يوجد أساس لذلك التعويض، حيث إن كل المتقدمين بعروض لاستضافة الكأس كانوا قد قبلوا بأنه قد يطرأ هناك تغيير على موعد إقامة الكأس بتعليمات من الاتحاد.