النتائج المرجوة من اجتماع مركزي المنظمة
تاريخ النشر : 2014-04-21 04:05

ينعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال أيام لمناقشة الأوضاع التي آلت إليها الحالة الفلسطينية,, وكثيرٌ هى الملفات على جدول أعمال المجلس, لأن المجلس المركزي للمنظمة هوَ أعلى سلطة تشريعية لمؤسسات الشعب الفلسطيني في حال تَعَطُّل مؤسسات السلطة الوطنية والتي أُنْشِئَتْ بقرارٍ من المجلس,, ويأتي هذا الاجتماع في ظلِ أوضاعِ لم يشهدُها تاريخ القضية من حيث الحجم والمضمون ,, فلو تناولنا قضية الصراع مع الاحتلال وحالة التشابك السياسي هناك تاريخ طويل في هذا الإطار, مُدْرِكين حجم الصَلَف والغطرسة الاحتلالية المدعومة من أكبر قوة في العالم .. فلا غرابة من مواقف الاحتلال وحاضِنَتُه من قضيتنا, وبنظرةٍ تحليلية استطاعت الدبلوماسية الفلسطينية على مدار سنوات التشابك السياسي تحقيق الشيء الكثير ولم يكن وجود لسلطة وطنية على أرض فلسطينية حتى لو كانت شبراً واحداً .. وتمثيل الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية التى كانت ممنوع الاقتراب منها , والذى حاول الاحتلال شطبُه من التاريخ إن لم نُسجل نجاح لهذا النضال السياسي,, وكانت الفاتورة كبيرة وكبيرة جداً ,, آلاف من الشهداء والأسرى والجرحى وهذا ليس مِنْاً على فلسطين, بل واجب وطبيعي أن يكون هناك تضحيات جسام لأعدل قضية في التاريخ,, وما تناولتُه بعض وسائل الاعلام من تسريباتِ حول الأفكار المتداولة لاجتماع المركزي هو حل السلطة الوطنية بقرار من المجلس كونه أنشأها بقرار وهذا حق قانونى له ,, ولكن : لماذا يكون اجتماعات المركزي في إطار ردة فعل على موقف معين؟؟ أليس من المنطق السياسي والأخلاقي أن يتناوب المجلس في اجتماعاته لمتابعة هموم الفلسطينيين في كل مكان كون المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟؟ لماذا يأتي هذا الاجتماع بناءً على تَعثُر المفاوضات مع اسرائيل وإخفاق واشنطن في التأثير؟؟ أين المجلس من ملف الانقسام الأسود ؟؟ وهل يتنظر الشعب الفلسطيني من المجلس بعض التهديدات الموجهة لإسرائيل وواشنطن فقط؟؟,, وقراءةَ للواقع المرير والأليم التى تمُر به القضية الفلسطينية في ظل ما يَحدُث على الساحة الوطنية وما تشهده من انقسامات داخل حركة فتح الفصيل الأكبر والمسيطر على المنظمة والسلطة.. وانقسام وطني وسياسي وجغرافي بين شطري الدولة المنتظرة .. وتغيير في بُنية النظام الدولي والإقليمي , فإن الشعب الفلسطيني من تشيلي إلى اليابان مروراَ بالكرةِ الأرضية يأمل أن يخرج اجتماع المجلس بمجموعة من الإجراءات الحاسمة والفورية ,, وحيث أننا ما زلنا نعيش تحت الاحتلال فعلى المجلس أن يتخذ القرارات والاجراءات التالية :

أولاً : الذهاب فوراَ إلى إنهاء وضع حركة فتح الشاذ, وبدون مناكفات لا تُسمِن ولا تُغنِى أحداَ إلاّ أعداءُ الوطن والقضية, ولِنَجْعَل فلسطين أكبر من التفاهات والمرتزقة .

ثانياً : الإعلان الفوري والجاد عن وقف المفاوضات الجارية على شَكلِها الحالي والمُستمر مُنذُ 20عاماَ مهما كلف الثمن إلى أن تتم عودة المفاوضات بأسس جديدة وتحت رعاية دولية .

ثالثاً : العودة فوراً إلى غزة بكل مؤسسات وقيادات السلطة والمنظمة والبِدء الفوري لتنفيذ آليات إنهاء الانقسام والتي تتمثل في تشكيل حكومة كفاءات وطنية وليس حزبية مُهِمَتَها الإشراف على انتخاباتٍ رئاسيةٍ وبرلمانيةَ ومجلس وطني للمنظمة يضم كافة القوى والفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المدني , وذلك لوقف أى محاولة لترسيخ ادارة الانقسام بين شطري الوطن.

رابعاً : الِبدء الفعلي لتنفيذ استحقاقات الدولة الفلسطينية بناءً على قرارات الأمم المتحدة الأخيرة والعمل بما يلزم لتغيير ما هو مُستُحق من تسميات \\\" الدولة بدلاً من السلطة والبرلمان بدلاً من التشريعي \\\"..والخ.

خامساً : الانضمام الفوري وبِلَا تَرَدُد للمؤسسات الدولية التي تم تأجيل الانضمام إليها جميعها وخصوصاً اتفاقية روما الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الاحتلال دولياً.

إنّ ما ذكرناه ليس من بابِ الترف الخِطابي ولا فَرد للعضلات ولا لرؤيةٍ ضَيقة وقِلَةَ حِيلَةٍ, بل هو استحقاقٌ وطنيٌ بامتياز,, ولا زِلْنَا نُذَكِر وسَنَظَلُ, بأنّنَا شعبٌ تحت الاحتلال ولا يجب أن نتعامل بترفٍ مع هذه المسميات المستحقة للسلطة والمواقع والمسئوليات فكلُ مسئولِ هو خادمٌ لشعبِه وليس دكتاتوراً عليه ,, ولذلك ما يَطمحُ له الشعب الفلسطيني ويرجوه من اجتماع المركزي ,, أو زيارة الوفد المسئول إلى غزة ليس كلاماً أو موقفاً تكتيكياً .بل يجب أن يكون عملاً واضحاً لوقف مهزلة مفاوضات مع احتلال لا أخلاق ولا ذمة برعاية دولة عظمى أولاً , ثم انهاء الملف الأكثرُ سواداً في تاريخ القضية هو الانقسام البغيض.