الأردن الهدف قبل هرتسل وقبل بلفور!
تاريخ النشر : 2014-04-20 12:27

نقرأ في كتاب «شلومو ساند» المثير الذي عنونه «باختراع ارض اسرائيل» وهو من مؤرخي الموجة الجديدة من الذين تنبهوا الى ان الصهيونية استغلت, بتحريف شديد, قصة «الوعد الالهي» لليهود بأرض فلسطين, في حين ان كتب اليهود كلها تتحدث عن «ارض كنعان» وعن «بلستينا» وفي الادعاء الاكثر تحريفاً في وهم «العرق اليهودي – المسيحي» الذي يجب أن يسيطر على «الارض المقدسة» وذلك بعد انطفاء جريمة «الحروب الصليبية», وهزيمتها المطلقة, وخروج الفرنج من الارض العربية كلها!!

نقرأ عن كتاب لورنس اوليفانت المنشور في العام 1880 «ارض جلعاد» أن الكاتب الذي جاء من اوروبا واستقر في طبريا, يقترح, لصعوبة استملاك اليهود لارض فلسطين, ان يكون توطينهم في شرق الاردن ولتحقيق ذلك «يجب طرد البدو» المقيمين في المكان, أما الفلاحون الاردنيون «فيجب تجميعهم في محميات كما حدث في السابق للهنود الحمر في اميركا, واستخدامهم كأيد عاملة في المستوطنات اليهودية»!! وقد حمل ليفانت ومعه توصية من رئيس الوزراء البريطاني دزرائلي, الى السلطان العثماني, لكنه لم يفلح في اقناعه بدعم مشروع شرق الاردن!!

وقد قامت قيامة الصهاينة لدى تأسيس امارة الشرق العربي, وحمل عبدالله بن الحسين مسؤولياته, ذلك أنهم كانوا يضغطون عن طريق الصهيوني هربرت صموئيل, بشمول الاردن بوعد بلفور. وقد سعوا سعياً مجنوناً في اروقة عصبة الامم لينص صك الانتداب على فلسطين بتنفيذ وعد بلفور, على الاردن ايضاً. وعلينا أن نفهم لماذا اعلن استقلال الاردن في 25/ 5/ 1923, وليس في 25/ 5/ 1946 عيد اعلان الاستقلال والمملكة الاردنية الهاشمية في ذلك اليوم.

فاعلان الاستقلال عام 1923 هو عملياً تكريس فشل الصهيونية في ضم الاردن لوعد بلفور, وهذا ما لم يفهمه الكثير من العاملين في القضية الوطنية الاردنية والفلسطينية. وكان لحزب حيروت حتى وقت متأخر.. حتى آرييل شارون شعار لم يتغير هو: غربي الاردن لنا..وشرقية ايضاً!! ولعل قصة الوطن البديل تأخذ المشهد المرسوم بطرد أكثرية الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الاردن.. ثم تكون المرحلة الثانية القريبة هيمنة اسرائيل عليه والاستمرار في زرع المستوطنات على جباله الخصبة في عجلون والبلقاء وموآب واستعباد الاردنيين والفلسطينيين بتشغيلهم في المستوطنات وحصرهم في محميات الهنود الحمر، ولعل ما يجري في فلسطين من تقطيع اوصال الكيان البشري - الجغرافي الفلسطيني، ومصادرة الاراضي الزراعية، والهيمنة «الامنية» على نهر الاردن، هو النموذج الذي كان دائما في تصوّر عتاة الصهاينة، في تعاملهم مع القضية الفلسطينية.

عن الراي الاردنية