حماس والفرصة الاخيرة
تاريخ النشر : 2014-04-20 11:59

من الاخطاء القاتلة التي اعتدنا عليها لدى بعض الاحزاب السياسية وخاصة الاسلامية منها حالة الثبات في الافكار وعدم الاتجاه الى التغيير الا وقت المصلحة الذاتية حيث تكون تغيرات محكومة للظروف وبالتالي تكون التغيرات هشة ولا تدوم ، اما ان تكون التغيرات في المواقف والافكار مبنية على مصلحة وطنية ورؤية استنهاضيه وواقعية للخروج من ازمة عادة ماتكون هذه التغيرات قوية ودائمة وتعطي حالة من الاستمرارية في التعاطي مع هذه التغيرات لتضمن اعادة الاعتبار لهذه الاحزاب وتصنيفها بتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية.

كلنا نعرف المحاولات العديدة لإنهاء حالة الانقسام لكنها للأسف لم تنجح بسبب اطراف الانقسام وهنا لا اريد ان اوضح تلك الاسباب لا نها عادت معروفة لكل افراد الشعب بل حتى لصانعي القرار واصحاب الراي في العالم ، المهم ان هذه المرة ستكون في تقديري مفصلية لأنهاء هذه الحالة التي اصبحت تشكل عبئاً اكبر مما نحتمل ، ولان هذه المرة ذاهبة باتجاه اتخاد قرارات عالية الاهمية مرتبطة بالواقع والتحديات الكبيرة التي تستهدف مشروعنا الوطني ولان المجلس المركزي الذي وافق على انشاء السلطة قرر الانعقاد ووزع الدعوات ليقف امام كافة القضايا المطروحة من استيطان ومفاوضات وملف المصالحة وهنا لابد من النظر بجدية الانعقاد واهمية القرارات ودور الجميع في صنع ماسيتم اتخاذه سيكون الاهم وخاصة مشاركة حركة حماس.

ان مايعتينا هنا ملف المصالحة لأنه مدخلاً لحل كافة الازمات التي نعيشها جميعاً ، لذلك يجب على الجميع ان لا يضيع هده الفرصة ويدرك الحاجة لإنهاء هدا الفيلم ، بالتالي على الاخوة اصحاب السيادة واصحاب الراي وقادة الفصائل والامناء العامون ورؤساء المكاتب السياسية ومن يصنف في حسبتهم ان يدركوا ان هناك شعبا يحتاج لان يعيش ويتعلم ويتنفس ويتحرك ويأكل ويشرب ويتطور ويبني ويقاوم ويكافح ويبتسم ويشاركهم الراي .

هنا شعبٌ ينتظر قفزة على المصلحة الحزبية والشخصية والنظر بعين المسئولية والتعالي على مفهوم التشارك والمناصفة والحقوق الفردية وبعض المزايا الرمزية ، كلكم اصحاب وطن وكلكم اصحاب قضية وكلكم مقاومون وكلكم مفاوضون وكلكم اصحاب معالي وسادة العصر ان استطعتم ان تنقذوا شعبكم وتبسطوا حالة من الاطمئنان والراحة وتقليص حالة التيه فأنكم قدر المسئولية وبارك الله فيكم وان كنتم عكس ذلك سيأتي يوما لكم اسوداً لايستطيع الفرد منكم حتى التحدث مع نفسه ولايستطيع ان يكتب ماضيه ،.

الفرصة كبيرة وجدية والشاطر من يلتقط الاشارة ويدخل المسلك الصحيح خيرا ان يفرض عليه مسلكا اخر وبالتالي ان أُجبرنا ان ندخل في مسلك آخر فلن نصل الى طريق العزة والكرامة وسنبقى تائهين الى ان نندثر وهذا ما لانريده لأي فصيل مهما كان حجمه او لأي شخص مهما كان لقبه ، كلنا في فلك واحد وفي مواجهة واحدة لذلك اغتنموا هذه الفرصة لعلها تكون الاخيرة لان نسير في مركب واحد اتجاه القدس ، ان رغبتم جميعا في السير نحو القدس التي أرى اننا أسقطناها من حساباتنا وان كانت موجودة فهي تستحق الاتفاق والانسجام والالتفاف حول قضيتنا وابناء شعبنا

ان كنتم حريصون على الاتفاق والمشاركة في اعادة تجديد الشرعيات الفلسطينية وبناء نظام سياسي متين يوقف التفرد والاستقواء فعليكم التنفيذ فورا وبدون اشتراطات او استدراكات حتى تعيدوا الثقة فيكم وتصححوا نظرة اطفالنا لكم ، الجميع يجب ان يلتقط الفرصة الاخيرة ولايتراجع لمطلب هنا اوهناك كما ويجب على الاخوة في الفصائل والقوى الوطنية ان يكن لكم دورا في التشجيع ، فان لم تستطيعوا فلكم الجلوس على أعتاب بيوتكم أفضل من ان تقودوا اوطان .

اعذرونا يا قادة التاريخ لان حال وحياة ابناء شعبكم اسود من السواد واضنك من الضنك عندما لا يستطيع المواطن ان يعطي ابنه مصروفا او ان يعود لهم بنصف وجبة من وجبات فخر الدين اوجبات معتوق او ان ينير على زوجته المريضة وان يتمم زواج ابنه الاكبر الذي شارف على الاربعين او ان يحل قضاياه العالقة بين رام الله وغزة او ان يكون موظفاً بسيطاً طاله سيف الانقسام فقطع راتبه او علق استحقاقاته او مريض لايستطيع السفر الابعد دخوله حالة الموت السريري وعندما تفتح ابواب معابر الرحمة او ان يرضي احدكم بتوسط هنا اوهناك .

[email protected]