في غزة.. سرقة النوم من عيون المواطنين مهارة تجار الملاعب
تاريخ النشر : 2014-04-19 17:19

أمد/ غزة – خاص : يشتكي المواطن العادي ، من المواطن المسنود ، صاحب الواسطة في قطاع غزة ، كما تشتكي الارض العطشى من السماء ، ولكن أن يزيد المواطن المسنود والمدعوم من جهة مسئولة في طغيانه وقهره للمواطن العادي ، فهذا يعني أننا شطبنا القوانين والانظمة وأصبحنا نتعامل بقانون الغاب ، الكبير يأكل الصغير والثري يدوس على الفقير ، والمسنود صاحب الواسطة ، يستأجر ملعباً من جهة مسئولة لكي يمارس تجارته في الاحياء المأهولة بالسكان وتصدير الازعاج للبيوت ليقض مضاجع الاطفال والنساء والبسطاء ، ويحول الوسائد الى أدوات كاتمة للصوت ، وأذا ما خرج مشتكي ليطالب بحقه وانهاء مبارة كروية في منتصف الليل ، يقابله المواطن المسنود صاحب الواسطة بالشتم والسباب، وأن يلزم بيته ويغلق فمه وإلا ...

هذا ما يحدث حقيقة منذ أيام مع الزميلة الكاتبة والصحفية هداية شمعون ، التي تقطن مدينة رفح ، جنوب قطاع غزة ، منذ ولادتها ، وكان قدرها أن تتزوج وتثبت أركانها في المدينة ، وأن يكون منزلها لصيقاً بمنطقة خالية ، حولها بعض التجار الكرويين الى ملعب شعبي ، يؤجره للفرق المحلية والهواة ، وهذا بالاتفاق مع بلدية رفح المدارة من قبل شخصيات محسوبة على حركة حماس  ، ولم يتم اعتراض الناشطة المجتمعية شمعون على اللعب نهاراً ولا حتى عصراً وقت القيلولة ، ولكن اعتراضها جاء بعد أن تطاول التاجر الكروي ، على حريتها وحرية اسرتها والمنطقة المجاورة ، وقام بتأجير الملعب للاعبين هواة لا يحلو لهم اللعب إلا على الاضواء الكاشفة المانعة لسكون الليل ، وضجيجهم الذي يصل غرف نوم الاطفال والمرضى ، وهم يتبادلون السباب والشتائم على بعضهم البعض ، ليخدش حياء النساء في بيوتهن ، ويقض مضاجع الحرمات في منازلها ، مشهد يتكرر يومياً مع الكاتبة شمعون وجيرانها ، ولكن البلدية أوصدت أذانها لإنتفاعها من التاجر الليلي ، الذي يدس جيوبها ببعض الشواكل ، ويشتري ذمة رئيسها وكبار موظفي البلدية .

تقول الصحفية هداية شمعون :\\\" بدأ اللعب في الملعب غير القانوني في منطقتنا من الساعة العاشرة صباحا وإلى الآن.. 9:30 مساءا وسأوثق وقت مغادرتهم اخر الليل!! اليوم أيضا من أسوأ الأيام التي نسمع فيها ألفاظ نابية وشجارات سخيفة، طرقنا كل الأبواب ولازلنا وإلى الآن لم يتم حتى مجرد توقيف للعب فترة هذا النزاع.. لماذا؟!! إن هذا الضغط النفسي الذي يتم وضعنا جميعا فيه يؤكد على الاستخفاف بمطالبنا .. اترككم الآن لأن الصفارة تدق رأسي من الملعب ..!!

للعلم فقط كل ما أبثه هنا هو رأي جماعي لـ 15 عائلة وفق عريضة موقعة وفيها اسماء العائلات وهوياتهم لكنها فقط في المسار القانوني وليست للبث في الاعلام .. وهذا تأكيد على حقوقنا الجماعية وليست قضية شخصية.\\\"

الموضوع استحق وقفة تضامنية مع الصحفية شمعون ، والتي نظمها العديد من الزميلات و الزملاء الصحفيين ، أمام منزلها في رفح تعبيراً عن امتعاضهم من تصرفات الاعبين والتاجر الكروي الذي فضل مصلحته على مصالح العامة ، ويتاجر بمعاناتهم كما يروج لثقافة مشوهة ملؤها الشتم والسباب والصراخ في أوقات جعلها الله لباس للناس وسكناً.

والمواطن العادي يتساءل فأين الذين يمسكون بالقانون ويتشدقون به ، وبأنهم مهرة في تطبيقه وتعميمه ، والمساواة بين السكان فيه ؟ أين مرتدي الزي الشرطي وهاماتهم من انتهاكات تاجر فضل مصلحته على سكينة الأمنين، وما حال ضميره وهو  يسرق النوم من جفون الاطفال ، ويشرد السكينة من أجسام معتلة ، ويستفز النساء والرجال ؟.

والذين يغضون الطرف عن هؤلاء ، هم معهم سواء في هتك حرية الأخرين ، وليسوا حراس أمن بل لصوص أمن بزي شرعي وغطاء قانوني ...

اعيدوا الهدوء والسكينة الى سكان هذه المنطقة أيها العابثون ، وكونوا كما تدعون ، و\\\"كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون .. \\\".