أكبر عالم آثار بـ\\\"تل أبيب\\\"ينفى المزاعم الإسرائيلية:لم يكن هناك يهود وقت بناء الأهرامات..
تاريخ النشر : 2014-04-19 16:11

أمد/ القاهرة : لا يزال لغز بناء أهرامات مصر فى الجيزة – أحد أبرز عجائب الدنيا السبعة- يحير العالم أجمع، كما أنها لا تزال حتى هذه اللحظة صلب دراسات وأبحاث كثيرة داخل إسرائيل، ليثبتوا شائعات أطلقها البعض منهم بأن \\\"بنى إسرائيل\\\" هم من بنوها خلال فترة مكوثهم فى مصر فى عهد \\\"موسى\\\" – عليه السلام -، ولكن هذه المزاعم تم نفيها بالعديد من الثوابت والشواهد والحقائق التاريخية والأثرية، وكان أخرها أحد تأكيدات أهم وأكبر علماء الآثار داخل تل أبيب نفسها.

 

وكان رئيس الحكومة لإسرائيلية الأسبق مناحيم بيجين من بين من أطلقوا الشائعات والأساطير حول بناء اليهود لأهرامات الجيزة، خلال الكلمة التى ألقاها خلال زيارته لمصر عام 1977، حيث ادعى أمام وسائل الإعلام ومضيفيه بأن الأهرام بناها \\\"آباؤهم الأوائل\\\"، بنو إسرائيل، مما أثار ردود فعل غاضبة داخل مصر فى حينها، وواصل سياسيون إسرائيليون آخرون السير على خُطاه حيث صرح العديد منهم بشكل واضح أو غير مباشر خلال السنوات الماضية أن بنى إسرائيل هم من بنوا الأهرامات.

 

هذه الادعاءات والمزاعم والأساطير الكاذبة شكلا وموضوعا، نفاها بوضوح أحد أهم وأكبر علماء الآثار الإسرائيليين البروفيسور يسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، خلال دراسة بحثية لها نشرها موقع \\\"مكور\\\" الإخبارى الإسرائيلى مؤخرا، بمناسبة احتفال اليهود بعيد \\\"الفصح\\\" اليهودى ذكرى خروجهم من مصر، حيث أكد فينكلشتاين أن بنى إسرائيل لم يبنوا الأهرامات فى مصر.

 

وأضاف الخبير الأثرى الإسرائيلى، أن معظم الأهرامات الموجودة فى مصر بنيت فى حقبتى المملكة القديمة والمملكة المتوسطة، وأن هذا الأمر غير ممكن من ناحية \\\"كرونولوجية\\\"، حيث إن بناء الأهرامات توقّف كليا قبل نهاية عهد المملكة المتوسطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، بينما خروج اليهود من مصر مع النبى موسى، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، فى ظل المملكة الحديثة.

 

وأضاف البروفيسور الإسرائيلى: \\\"لا شهادات على أننا كنا نحن اليهود فى مصر، خلال عصر بناء الأهرامات، كما أنه ليست هناك أية إشارات فى مصر على أننا بنَينا الأهرامات سواء أثريّة أو تاريخية\\\".

 

وأشار رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، إلى أنه فى الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرامات، كما أنه ليس هناك أى ادعاء يختص ببناء بنى إسرائيل للأهرامات، لا فى \\\"الكتاب المقدّس\\\" و\\\"التلمود\\\" – كتاب تفسير التوراة-، ولا فى أى كتابات دينية يهودية أو تاريخية أخرى.

 

فيما قال الموقع الإخبارى الإسرائيلى، إن أساطير عديدة ارتبطت بالمبانى الرائعة فى بلاد النيل – مصر-، مشيرا إلى أنه فى \\\"عيد الفصح\\\" - العيد اليهودى المبنى على قصة خروج بنى إسرائيل من مصر-، يطرح مجددًا السؤال المرتبط بمصر: \\\"من بنى المبانى الهندسية المذهلة \\\"الأهرامات\\\"؟، لافتا إلى أن هناك أسطورة منتشرة فى إسرائيل والعالم ببناء بنى إسرائيل الأهرامات فى ظروف عبودية وإكراه، مضيفا فى الوقت نفسه أن هذا الادعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، ونفاه مؤخرا فينكلشتاين.

 

وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أنه فى \\\"ليلة التهيئة\\\" - الليلة الأهم فى عيد الفصح اليهودى - يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد فى كتاب \\\"الهاجاداه\\\" – أحد كتب تفاسير التوراة-: \\\"عبيدًا كُنا لفرعون فى مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيد قوية وذراع ممدودة، ولو لَم يخرج القدوس تبارك وتعالى آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا فى مصر\\\".

 

وتابع \\\"مكور\\\" أن مكتشَفات أثرية فى الفترة الأخيرة أكدت أن المصريين هم من بنوا الأهرامات، مضيفا أن بعض علماء الآثار يدعون أن الأهرامات بنيت بدافع الولاء للفراعنة.

 

وأضاف الموقع الإسرائيلى أنه وفقا لما اكتشف فى محيط الأهرامات فى الجيزة، تبيّن أن من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا، حيث إنه من خلال البحث فى القبور المكتشفة هناك، اكتشف الباحثون أن بناة الأهرامات كانوا عمال أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا فى مدينة الجيزة، قرب موقع البناء.

 

وكشف الموقع الإخبارى عن أنه وفقا للعظام والجماجم التى وجدت هناك، يتعزز الاعتقاد أن العمال كانوا مصريين، وليس مجرد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين، وأن هناك شهادات تؤكد أن العمال عملوا كل أيام السنة، دون توقّف، لأن فرعون مصر - ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم -، سيكافئهم فى العالم الآخر بعد وفاتهم بمقابل عملهم الشاق.

 

وأكد الموقع الإسرائيلى أن الرسوم داخل المبانى الهندسية والتحديثات فى علمى الآثار وطبقات الأرض أتاحت الدراسة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيدهم، وأنه يوجد اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مبانى دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينية مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

 

وواصل الموقع الإسرائيلى، أن هناك ادعاءات أخرى تتعلق ببناء الأهرامات فى مصر وهى أن \\\"مخلوقات غريبة\\\" بنتها قد يكون ورادا، مضيفة أن بعض الباحثون بحثوا فى تلك النظريات العلمية الزائفة طوال الوقت عن غرف خفية أو رموز تدل على أن \\\"مخلوقات فضائية\\\" زارت الأرض.

 

وتساءل الباحثون كيف نجح البشر فى نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء \\\"هرم خوفو\\\"، وكل ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط، وأنهم اقترحوا أنّ الأهرامات هى مؤشرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبان غامضة أخرى.

 

وأنهى الموقع الإسرائيلى تقريره قائلا: \\\"حتى لو رفض كثيرون هذه النظرية، فلا يمكن دحضها، إذ إنّ العلم البشرى يقتصر على الأماكن التى بلغناها، وقد تكون هناك عوالم بعيدة ومخلوقات عاقلة غير البشر\\\".

 

اليوم السابع