إذا كانت إسرائيل تكره السلام؟؟؟
تاريخ النشر : 2014-04-18 20:13

علامات على الطريق

نحن في هذه المنطقة من العالم، نحن العرب، نحن المسلمون و في القلب الشعب الفلسطيني، مهما حاولنا الهروب من الأسئلة فإنها تلاحقنا باستمرار، تقرع أبوابنا بلا كلل أو ملل، و تصدع رؤوسنا طوال الوقت، ماذا إذا كانت إسرائيل تكره السلام، لا تريد السلام، عاجزة عن السلام؟؟؟ متواطئة ضد معنى السلام؟؟؟ ماذا نفعل؟؟؟

 الجدل الدائر في إسرائيل منذ بداية المفاوضات الحالية التي ذهبنا إليها كفلسطييين بعقل مفتوح و إيجابي، بغطاء إيجابي أيضاً من النظام الإقليمي و العربي، و بأمل كبير من مفردات المجتمع الدولي، هذا الجدل في إسرائيل الجدل في إسرائيل ينحدر بعضه إلى مستوى يقول أن إسرائيل لا يوجد فيها الآن قيادة صالحة لأن تكون شريكاً جدياً في أي عملية سلام يمكن أن تصل إلى أي نتيجة!!! مفردات هذا الجدل نسمعها في إسرائيل على لسان أعضاء البيت اليهودي، و إسرائيل بيتنا، و الليكود، و جمعيات المستوطنين، و بعض قادة الجيش و الأجهزة الأمنية، تشتمل على قدر كبير من الغباء و الاستهتار و الاستهانة، و ربما يكون وراء ذلك المزايدة التي يستخدمها هؤلاء ليحققوا أعلى المرابح في البورصة السياسية الإسرائيلية، فهذه البورصة تدار بأحط قدر من المعايير، ذلك أنه في الوقت الذي يعلو فيه صوت الاستيطان مثلاً، فإن هناك إحصائيات و استطلاعات تشير إلى أن قرابة ثلاثين في المئة من هؤلاء المستوطنين يدرسون في هذه الأيام الثمن الذي يمكن أن يقبضونه لقاء مستوطناتهم!!! و أن مظم وزراء هذه الحكومة التي يقودها نتنياهو يدروسون بجدية ما هو الأفضل لهم، هل البقاء مع نتنياهو أم تركه يغرق وحده و يفشل وحده!!! بل إن لسان الحال في هذه الحكومة الإسرائيلية يقول للحليف الأكبر أميركا، مادمتم قد تخطيتمونا في الاتفاق مع إيران، فاتركونا مع الفلسطينيين نفعل ما نريد!!!

و لكن مجمل الوضع يتبلور في أن هذه الحكومة الإسرائيلية، حكومة المستوطنين و المتطرفين و المزايدين الانتهازين غير قادرة و غير راغبة في أن تكون شريكاً في أي عملية سياسية تؤدي إلى السلام، فماذا نفعل؟؟؟

 و هذا السؤال نطرحه و قد خطونا منذ نهاية عام 2012 خطوات مهمة إلى الأمام لا تراجع عنها، فقد حصلنا على قرار مهم من الأمم المتحدة كعضو مراقب في الأمم المتحدة، و دخلنا قبل أيام في عضوية خمسة عشر آتفاقية و معاهدة دولية، و نجحنا في جعل إسرائيل تكشف عن نواياها الخبيثة علناً من خلال تهديدات و تصريحات و عربدات نتنياهو و فريقه في ائتلاف الذئاب، و عندما تدفع خصمك إلى الكشف عن أعماقه العنصرية العدوانية المظلمة فهذا مكسب كبير لا يقدر بثمن، لأن هذا الخصم أو العدو يكون قد فضح نفسه بنفسه.

و لكننا و نحن نتقدم إلى الأمام، و نجعل عدونا عارياً أمام العالم، يجب أن نتحصن أكثر، و من بين هذه الحصانة أن ننهي الانقسام، فهل حماس جاهزة لذلك، راغبة في ذلك، قادرة على ذلك إذ كانت راغبة؟؟؟ هذا ما سوف ينكشف يوم الإثنين القادم حين يصل وفد المصالحة من رام الله إلى غزة، و قد يلح علينا السؤال وقتها إذا لم تكن حماس راغبة، أو إذا كانت راغبة و لكنها بحكم ارتباطاتها و رهاناتها غير قادرة، فماذا نفعل؟؟؟

 هناك أسئلة تلاحقنا، و هناك حقائق نهائية ماثلة أمامنا، و في مواجهة هذه الأسئلة و الحقائق فإن علينا أن نخرج من الصندوق، و أن نبحث عن أجوبة و حلول، و أن نعيد صياغة أنفسنا لهذه المرحلة المتقدمة من الصراع التي وصلنا إليها بخيارنا، ذلك أن المكاسب و المصاعب تحملنا بأعباء جديدة و يجب أن نكون مستعدين.