العلاقات الالكترونية
تاريخ النشر : 2018-01-30 14:45

 النفاق كلمة نفهمها ونستخدمها ونستدل بها على بعض ردود الفعل الغير مبررة أو من خلال جمل منمقة بطريقة تعرف أنت انه لا داعي لها .
هذا الأمر لم يعد مقتصرا على الحياة العادية بل امتد إلى ما كنت قد أسميته سابقا المجتمع البديل وهو مجتمع الفيس البوك او مجتمع مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة .
وحتى تظل دراستنا لهذا الموضوع دقيقة فان المتابع لصفحات الفيس بوك يجد كما هائلا من الفعل ورد الفعل لا لشيء إلا من باب النفاق الاجتماعي الذي أصبح الانترنت جزء منه من خلال صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة واهمها الفيس بوك و التي ساعدت وحثت الناس على ذلك من دون وعي حقيقي وربما من دون قصد فليس مطلوب منا أن نضع كل شيء في إطار الخطة الممنهجة مسبقا .

لقد ساعد الفيس بوك الناس على كتابة كل ما يريدون ويخطون بأصابعهم على مدار الساعة أي شيء يشعرون به ويحسونه بالإضافة إلى تحميل أي شيء على صفحاته . من هنا بدأت العلاقات الاجتماعية تضطرب وبدأت العلاقات الاجتماعية يمتزج فيها الحقد والكراهية من ناحية وبداية حرب غير مبررة على الإطلاق من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أضف إلى ذلك الشخصية المنهزمة أصلا والجبانة التي ساعدها هذا الشيء من الدخول بأسماء مستعارة لتدمير سمعة شخص ما او التفرغ لشخص ما ولكتاباته . إن هدف وجود الجماعات والتجمعات منذ القدم هو البناء والتعمير لقد فهم الإنسان منذ أقدم العصور عندما بدأ ت الأسرة بالظهور إن سر وجوده هو الأعمار والتكاثف والتحالف ضد أي خطر وبدأت القوانين تنسج وتطبق ومع تطور البشرية وتطور العمران وتطور المفهوم الاجتماعي ومفهوم العلاقات يجب ان تزداد هذه العلاقة نبلا لا ان تزداد تفرقتا واضطرابا .

إن المحافظة على النسيج الاجتماعي هو حفاظ على المجتمع و الوطن وعلى السلامة الذهنية والسياسة والاقتصادية، هو الحفاظ على التقدم والعمل والإنتاج فلا يمكن تحقيق تقدم في أي مجال مهما كان هذا المجال في ظل مجتمع مفكك او غارق في النفاق الاجتماعي ومفكك نتيجة الاضطرابات الاجتماعية التي يتوجب على المسئولين التفكير في معالجتها وبقاء الجسم الاجتماعي سليم . لقد بدأت الناس تكره بعضها لمجرد أن الآخر لم يقم بالتعليق على منشور له في الفيس بوك أو انه لم يبدي إعجابه بصورة أو فيديو أو كلمة قالها. والأمر الأدهى انك مطالب ان تعجب وتعلق على مجموعة من السخافات التي لا معنى لها لكي تظل العلاقة موجودة عبر هذا المجتمع الافتراضي البديل . لا بد من معالجة هذه الظواهر وبيان انعكاساتها السلبية على المجتمع والحديث عن كيفية استخدام هذا المجتمع في تنمية وتطوير العلاقة بين الأفراد وفي تنمية وتواصل مؤسساتنا مع بعضها .