صفقة القرن،،ونظام الأبارتهيد
تاريخ النشر : 2018-01-28 18:37

يعتقد الرئيس الأمريكى واهما بأن إعلانه بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، و قراره بالبدء بنقل السفارة الأمريكية للقدس ،و بأن الشعب الفلسطينى سيقبل مشروعه التصفوي للقضية الفلسطينية الذى إشتهر بإسم صفقة القرن ، بالتهديد المباشر تارة و بإستخدام أدواته في المنطقة تارة أخرى ، مما فتح شهية حزب الليكود بضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل . 
إن التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة أثبت الرفض الدولى للقرار الأمريكى ، و الذى أكدت فيه دول عديدة في العالم أنها لن تخضع للإبتراز و التهديد الأمريكي .
لقد إنهار حل الدولتين بسبب رفض حكومات الإحتلال الإسرائيلي المتعاقبة كافة مشاريع التسوية وكان ردها مواصلة سرقة و مصادرة الأراضي و إقامة المستوطنات و التهويد الممنهج للقدس عاصمة الدولة الفلسطينية و الإستمرار فى القتل و الحصار فى قطاع غزة . 
على صعيد آخر فإن إعلان الرئيس الأمريكى و الرفض الإسرائيلى لحل الدولتين قد فتح الأبواب نحو إنتقال إسرائيل إلى نظام الأبارتهيد الأكبر في التاريخ المعاصر بعد النظام البائد في جنوب أفريقيا إضافة إلى كونها الفصل الأطول كإستعمار كولونيالي . 
كل ذلك ، يملي على الحركة الوطنية الفلسطينية إجراء مراجعة شاملة ، و الإتفاق على برنامج كفاحي يعمل على تفكيك الإحتلال الإسرائيلي و إنهاء نظام الفصل العنصري ، و التوقف عن الرهان على إقامة تسوية مع الاحتلال الإسرائيلي تحت أي ظرف كان . 
صفقة القرن و التى أماط الرئيس الأمريكى اللثام عن أبرز خطوطها ، فى إستبعاد القدس عن طاولة المفاوضات ، تحمل في طياتها تصفية للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لا تقل خطورة عن وعد بلفور الذي أسس لنكبة الشعب الفلسطينى 
إن أفضل السبل لتقصير معاناة الشعب الفلسطينى هو تعميق أزمة الاحتلال الإسرائيلي و عدم تقديم أية حلول تشكل طوق نجاة من مصيره المحتوم في التحول إلى نظام أبارتهيد لن يقبله العالم كعضو به ، بعد رفضه لكل محاولات التسوية و إصراره على مواصلة إحتلاله .