امسية موسيقية هندية في رام الله
تاريخ النشر : 2014-04-14 01:32

الرقص الهندي سفيرا لامته وراويا مثقفا للحضارة ورمزا للتعايش

عشاق الفن الراقي والباحثين على عمق الحضارات وامتزاج الثقافات وتسامح المعتقدات والاديان والذين اعياهم التنظير الادبي وسماع كلام في السياسة او التاريخ كانوا حاضرين ليلة امس في مسرح وسينما القصبة وسط مدينة رام الله لمشاهدة الفرقة الهندية Indian Classical Dance Performance - Kathak والتي كانت ضيفة معرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب.

فكانت ليلة ثقافية هندية وعكس حضور الجمهور وابناء الجالية الهندية في فلسطين علاقات الصداقة وما يكنه الشعب الفلسطيني للأصدقاء الهنود والذين وقفوا على الدوام الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقوفا ماديا ومعنويا رغم امكانيات الهند المتواضعة وتلك العلاقات المميزة منذ زمن الشهيد الراحل ياسر عرفات ورئيسة وزراء الهند انديرا غاندي والحكومات الهندية التالية وتخرج الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني من الجامعات الهندية الى جانب برنامج التدريب والذي يستفيد منه العشرات سنويا من موظفي دولة فلسطين في المعاهد والجامعات ومراكز التدريب وجزء منهم كان حاضرا ليقول للهند شكرا

وما لفت انتباهي وقبل ان نهيم في ملكوت الرقص التعبير وسحر موسيقى الشرق كلمات الافتتاح القصيرة لمحافظ رام والبيرة ليلى غنام وقولها "لا نريد اعداء لاسرائيل او لا نبحث عن اعداء اسرائيل بل نريد اصدقاء لفلسطين لانه بالتأكيد أي صديق لفلسطين ومؤمن بعدالة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني سيحسم موقفه قالتها بحضور ابن القدس الشريف ماجد الفتياني محافظ اريحا والاغوار والذي شغل لفترة طويلة رئيس اتحاد طلبة فلسطين بالهند. ود.حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية. وبوجود الباسم دائما رغم موقعه الدبلوماسي كسفير لجمهورية الهند لدي فلسطين, السيد س.مبارك, مبارك والذي لم يفوت الفرصة ليعبر عن العلاقات المتينة بين الهند ودولة فلسطين وعن مواقف الهند الداعمة للحقوق الوطنية وليقدم لنا موجزا عن الفرقة الهندية وربما لم يعرف الكثير الحضور ان من رقص امامهم Marami Medhi ومواطنتها وابنتها Meghranjani Medhiوهي مؤسسة معهد سور سنجام من الموسيقى الكلاسيكية الهندية والرقص في جواهاتي وهي مدينة في ولاية شمال شرق ولاية اسام الهندية. وان اغلب اعضاء الفرقة هم اعضاء عائلة واحدة فالزوج هو المنشد وملحن ومخرج بعض اللوحات الراقصة وابنها الى جانب ابنتها.

ورقي الرقص نابع من رقي الفكرة ف"كاثاك" نشأت من رواية رواة القصص " من الملاحم الأسطورية من خلال الإيماءات التي تحولت في نهاية المطاف إلى الرقص ومرتبطة بان Kathakars ( رواة القصص ) من شمال الهند. ومن الخصائص الحاسمة لل كاثاك - وربما الأكثر إثارة للاهتمام ان جزء من الرقص مستوحى من التقاليد الاسلامية ، كما أنها وضعت في القرن 16 عندما كانت الهند من قبل الإمبراطورية المغولية . وان Kathaki اصبحت اليوم شكل الرقص الكلاسيكي الهندي ويتأثر بالديانتين : الهندوسية والإسلام .

ويركز الرقص على ثلاثة الانحناءات في الجسم المعروفة باسم Tribhangi في الرقبة والخصر و الركبة ، ولا تزال راقصة كاثاك تستقيم في وضعية الوقوف ، والحفاظ على العمود الفقري مستقيم في معظم الوقت ، مع توزيع وزن الجسم على طول المحاور الأفقية والعمودية . في الأداء، و يتم وضع الكثير من الضغط على الخطوات الإيقاعية من أقدام مسطحة و الصوت المنبثقة من أجراس الكاحل التي يرتديها راقصة في العديد من المؤلفات.

فكل ايماءة او رقصة تحكي قصة اسطورة وما اكثر الحكايات والأساطير في بلد مترامي الاطراف كشبه القارة الهندية كثيفة السكان متنوعة الاعراق والحضارات والاثنية الدينية والمشارب الثقافية.