امرأة وشمسية ومطر
تاريخ النشر : 2018-01-26 11:41

ذات صباحٍ ماطر بينما كنت أقف تحت شرفة لأحتمي من المطر رأيت امرأة تحمل شمسية وتسير تحت المطر، لكن الرياح كانت تهبّ في تلك الأثناء بقوةٍ، مما جعلت المرأة تمسك شمسيتها بكل قوةٍ لئلا تطير منها، رغم أنّ معطفَها الأنيق تبلّلَ تماما من الخلف من زخّات المطر.. ورغم وقوفي تحت شرفة العمارة إلا أنني تبللت من المطر، وبقيت أنظرُ إلى تلك المرأة، التي كانتْ الرياح تدفع شمسيتها، لكنّ الشّمسيةَ لم تصمد وطارتْ منها بعيدا، فذهبتُ تحت المطرِ لمساعدة المرأة، وتناولتُ الشّمسية من على الأرضِ، وأعطيتها إياها، فنظرتْ صوبي وشكرتني، وتمتمتْ كلماتٍ عن شخص ما وفهمتُ أنّه رحلَ، فعدتُ إلى مكاني، ووقفتُ تحت الشرفة أرتجف من البرْد، وبعد دقائق طارت شمسيةُ المرأة مرة أخرى، فنظرتْ المرأة صوبي فرحتُ أركض تحت المطر مرة أخرى، لكي أعطيها شمسيتها، فشكرتني، رغم أنها كانت تتذمّر من جنون الرياح والمطر، وبسبب تمزّق شمسيتها، وقالت: أعذرني، فأنا امرأة لا أقوى على الانحناء، لكي أتناول شمسيتي من على الأرض، فقلت لها: ليس هناك أية مشكلة، وعدت أقف تحت الشّرفة وصرت أرتجف من البرد، لأنني تبللت من زخات المطر، وبعد ثوان معدودات من وقوفي تحت الشرفة رأيتُ الشّمسية تطير من يدي المرأة، فنظرتْ المرأة صوبي، لكنني لمْ أكترث لها هذه المرة، وخطوت من تحت الشرفة وسرتُ إلى وجهتي تحت المطرِ، ونظرت إلى المرأة ورأيتُها تسير مثلي تحت المطرِ، فقلتُ في ذاتي: لماذا تريد شمسية تمزّقت من الرياح؟ فيبدو بأن للمرأة ذكرياتٍ مع شمسيتها فأنا سمعتها تتمتم حينما طارتْ منها أول مرة، وكانت تقول لو كنتَ بجانبي لما طارت منّي الشّمسية، وكانت تقصد شخصا ما رحل عنها لسبب ما وتواريت عنها وقلت مسكينة تلك المرأة تبللت مثلي ولكن لماذا كانت تصرّ على حمل الشمسية رغم أنها تبللت تماما..