أبو إياد .. أبو الهول .. أبو محمد .. رائد الكرمي لا ولم ولن ننساكم
تاريخ النشر : 2018-01-14 11:13

رغم رحيل القادة .. قادة الأمن الموحد للثورة الفلسطينية عن عالمنا إلا أن مدرستهم الأمنية وخبراتهم الإستخبارية والعسكرية التي رسموا بدمائهم نواتها الأولى لم تكن وليدة صدفه بل كانت نابعة من قلب معانات الشعب الفلسطيني ... وبعد أن كان جهاز الموساد الصهيوني يصول ويجول في كافة بقاع الأرض يتربص للمناضلين أصبح مطارداً ومرصوداً لجهاز الأمن الموحّد .. فتقلص وجود الموساد بنسبة 99% من الساحات العربية وبنسبة تزيد عن 90% من الساحات الأروبيه خاصة الشرقية منها .. فأصبحت الثورة بمثابة دولة ليس فقط من الناحية المعنوية والسياسية أو حتى العسكرية وحرب العصابات التي أتقنها مقاتلي ثورتنا بإمتياز بل من الناحية الإستخباراتيه وجمع أدق المعلومات وتحليلها على مستوى عالي من المهنية حتى أصبح الفدائي الفلسطيني يعمل ضمن مؤسسة متكاملة من رصد وتخطيط وتنفيذ بأدق التفاصيل وإنتقل المواطن الفلسطيني من لاجئ إلي مناضل والثائر الفلسطيني من مطلوباً مختبئاً إلى باحث عمن يلاحقه فإنقلب السحر على الساحر وأصبح أعضاء شبكات الموساد الصهيوني أهدافاً لرجال الأمن الموحد في قبرص وإيطاليا وغيرهم وفي ذلك الوقت تم إجهاض أكثر من محاولة إغتيال لقادة وكوادر م . ت . ف فالقائد أبو إياد " صلاح خلف " وضع أُسساً واضحة مع إخوانه القائد هايل عبد الحميد " أبو الهول " والقائد فخري العمري " أبو محمد " وعلى قدر عالي من المهنية وبالإشتراك مع الكثير من الكوادر الأمنية الذين هم بمقام الجنود المجهولين للثورة الفلسطينية وهنا أذكر كلام رب العزة وهو أصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً " صدق الله العظيم ... فليس ضرورياً أن تحرق كل الأسماء وليس ضرورياً أن نفكر بطريقة أعداء الوطن بأن الشرفاء في فتح فقط هم الشهداء ..! هذه معادلة تحتاج إلى التعديل لأن هناك رجال على ظهر هذه الأرض يستحقون أن نبني لهم تماثيل من ذهب على ما أنجزوا وما أعطوا للوطن وما زالوا يعطون ..
نعم إن الشهداء أعظم منا جميعاً ولكن المرأة الفلسطينية ما زالت قادرة على الإنجاب وإن المدرسة السياسية العسكرية الأمنية التي بناها لنا قادتنا ما زالت قادرة على تخريج الآلاف من الجنرالات الذين يفوقون بالمهنية دولاً وحكومات مستقلة من عشرات السنين علماً بأن الثائر الفلسطيني هو من بنا مؤسسات وأجهزة أمنية وشرطية في أكثر من بلد عربي وأفريقي وما زال حتى يومنا هذا تستعين الكثير من الدول الصديقه والشقيقه والحليفه بخبرات كوادرنا الذين أصبحوا على قدر عالي جداً في إتقان تخصصاتهم الأمنيه والعسكرية .. هذا ولن ننسى بأن ثورتنا الفلسطينية هي معلمة الشعوب وأم الثورات في كافة بقاع الأرض ..
مدرسة زعيمها الشهيد الخالد ياسر عرفات لا يمكن لها أن تموت وإن المدرسة التي بنيت على أكتاف القادة أبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول وفخري العمري ومعين بسيسو وسعد صايل وممدوح صبري صيدم وأبو علي إياد والكمالين والكرمي والمدهون وعبيات وثابت والعمارين والسبعاوي والكثيرون من القادة لا يمكن لها أن تنهدم فالأساس قوي ويستطيع الصمود في وجه أقوى الرياح ولا يمكن لأحد إجتثاث تلك المدرسة مهما أوتي من قوة ومهما إمتلك من معاول للهدم فالوحش يقتل ثائرآ والفتح تنجب ألف ثائر وثائر فآه آه يا كبرياء الجرح لو متنا جميعآ لحاربت المقابر .. يصادف اليوم ذكري إستشهاد رحيل قادة الأمن الموحد لدولة فلسطين وذكري إستشهاد الكرمي صاحب الرد السّريع وما زالت دمائهم الزكية لهابه تحرق كل من يتمنى لنا الهلاك ومهما حاول الأقزام فلن يستطيعوا أن يتعالوا على عمالقة الجبال وستبقى إلى الأبد بوصلتنا لا تُشير إلا إلى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وسيبقى القرار الفلسطيني مستقلاً وبعيداً عن كل الوصايات مهما تآمرت الحثالات وتكالبت أعداء الوطن .. فالعهد هو العهد والقسم هو القسم أن نبقى على درب ونهج قادتنا العظام ما إستطعنا ... وندعوا الله العلي القدير أن يرحم شهدائنا وأمواتنا ويُكرم نُزُلهم ويغسِلهم بالماء والثلج والبرد ويسكنهم الفردوس الأعلى إنه أرحم الراحمين .. وأن تشفي وتعافي يا الله جرحانا والمصابين وأن تفك قيد أسرانا والمعتقلين وأن تحرر أقصانا إنك على كل شيء قدير وأن تقرّ عيوننا بالعوده لديارنا يا الله إنك الوحيد القادر أن تقول للشيء كُن فيكون .. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .