أنا ابن عكّا "هادي زاهر"
تاريخ النشر : 2018-01-13 00:52

أنا أبن عكا

ولدتُ على أسوارها المنيعة

وكم حاول المأفون نابليونْ

أن يدكّ أسوارها دكّا

ومن قبله كم حاولَ فرعونْ

وظلّت كما أنجبتها السماءْ

عصيّةٌ .. قويٰةٌ .. مَنيعة

ولكنّها لنداء الله مرضيّةٌ مطيعة

وتشهدُ الخليقةُ

ويشهدُ الكونْ

أنها لم تتغيّر ولم تُبدٰل اللونْ

كنعانيٰةُ الحواري والأزقّة

عربيّة الهوية والإنتماءْ

كبغداد .. كدمشق وكمكّة

فناراتها دليل المرافئ

بوصلةُ التائهين في أرض الغُربة

ومنارتها تضئ الشواطئ

بالنور والمحبّة

غداً سيعود اللاجئ

وإنْ تركَ الطائرِ سربه

سيعود ذات فرحْ

ويعود الغريبُ مهما اغتربْ

ويستعادُ كلُّ ما اغتُصبْ

فلن يضيع حقْ

وراءه طفلٌ في أرض العربْ

فلا فرق يا مدينتي لا فرقْ

فلا بدّ أن يعودُ المُشرّدْ

مهما غاب ومهما تشرّدْ

هنا هزيمُ رعدٍ هنا وميضُ برقْ

أشعلي يا مواقد الروح أشعلي الحطبْ

فالمطرُ الجميلُ أوّله غضبْ

وآخره زهرٌ تفتّحَ بالحِقبْ

فلا بدّ من عكّا وإن طال الزمنْ

ومهما تكالبتْ علينا المِحنْ

عكّا خاصرةُ البلادْ

وعكّا روح الوطنْ

وعكّا الموتُ والميلادْ

وعكّا البعثْ والحياةُ

حتّى ولو في كفنْ

وأينما وليت وجهك ترى عكّا

فهي الرواية والحكاية مازالت تُحكى

سلامٌ عليكِ

كلّما غرّد الطيرُ وفاح الزهرُ

فكلّ العاشقين مردهم إليكِ

عمّا قليلٍ سيفيضُ النهرُ

لبيّكِ يا عكّا لبيٰكِ