تغييرات في الهيئة السياسية للائتلاف السوري تعكس التجاذبات الإقليمية
تاريخ النشر : 2014-04-08 09:36

أمد/ اسطنبول:  اعتبر الكاتب السوري المعارض أحمد كامل أن نتائج انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض تمثل تراجعاً واضحاً لكتلة الديمقراطيين وإعادة للتوازن داخل الائتلاف، في حين رفض أنور بدر عضو الائتلاف وصف ذلك بالتراجع، مشيراً الى أن ما حدث ‘نجاح لقائمة توافقية’.
وقال كامل الذي يشغل أيضا منصب عضو المكتب الاعلامي للمجلس الوطني في حوار خاص مع ‘القدس العربي’ في اسطنبول ‘نتائج الانتخابات الأخيرة شكلت استعادة للتوازن داخله بعد أن كان يتشكل من لون واحد يتبع لرئيسه أحمد الجربا’، مضيفاً ‘ما زال الجربا يسيطر على الائتلاف لكن النتائج الجديدة خلقت حالة من التنوع والتوازن’.
ووصف كامل نتائج كتلة الجربا في الإنتخابات بـ ‘السيئة جداً’، وقال ‘ميشيل كيلو لم يرشح نفسه، وفايز سارة الرجل الثاني في القائمة خسر، والرجل الثالث كان ترتيبه قبل الأخير’، معتبراً أن ‘سياسات الجربا الخاطئة هي السبب الرئيسي في خروج كيلو وسارة من الهيئة السياسية للائتلاف’.
وقال كامل ‘الجربا مسؤول عن تفتت كتلة ميشيل كيلو وعن تشتت المجلس الوطني بسبب طرق توزيع الأموال التي يسيطر عليها، وبسبب حالة الاستقطاب والانقسام داخل الائتلاف، ووجود فساد مالي، بالإضافة الى فشله في إقامة علاقات متوازنة مع أصدقاء الشعب السوري’.
وتابع ‘على رئيس الائتلاف أن يكون على مسافة واحدة من أصدقاء الشعب السوري وبالتحديد في العلاقات مع قطر والسعودية وتركيا، وهذا ما لم يفعله الجربا، وأضر بمصالح الشعب السوري، بالإضافة الى سياساته التي أدت الى تهميش الجيش السوري الحر وإضعافه’.
من جهته اعتبر أنور بدر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض في حديث مع ‘القدس العربي’ أن النتائج تمثل انعكاساً لقائمة توافقية بين جميع القوى السورية المعارضة’، نافياً وجود ‘أي تراجع في مكانة أحد وأن ما حدث نجاح لقائمة توافقية فقط’.
وحول وجود معارضة في الداخل السوري لرئيس الائتلاف أحمد الجربا وخروج مظاهرات مناهضة له في اسطنبول قال بدر ‘هذه أعمال محدودة ولا تؤثر على مكانة وقوة رئيس الائتلاف فهو لا يأخذ تفويضه السياسي من صفحة معارضة على الفيسبوك أو مظاهرة لعدد من الاشخاص هنا أو هناك’.
من جهته اعتبر عبد الرحمن مطر الكاتب السوري أن نتائج الانتخابات تعكس تراجعاً واضحاً في كتلة التيار الديمقراطي داخل الائتلاف من خلال خروج عدد من أهم وأبرز ممثلي كتلة الديمقراطيين مثل فايز سارة وموفق نيربية، إضافة الى خروج عدد من رموز التيار العلماني مثل منذر ماخوس وعبد الباسط سيدا، منوهاً الى أن ذلك يعكس حدة التجاذبات السياسية للقوتين الإقليميتين الأبرز في سوريا وصعود قوة على حساب أخرى.
وأشار مطر في مجمل حديثه لـ ‘القدس العربي’ الى أن النتائج توضح تنامي الدور القطري من خلال استعادة الاخوان المسلمين لثقلهم داخل الهيئة السياسية مما يعني تغييراً هاماً سيطرأ في المرحلة القادمة داخل الائتلاف وسينعكس على الثورة السورية مع استحقاقات جنيف 3 والتحديات التي تواجهها القوى المسلحة للثورة في الداخل.
ولفت مطر الى أن عدم ترشح ميشيل كيلو للانتخابات ربما تكون له دوافع أخرى تتمثل في محاولته القيام بعملية توازن بين قطبي قطر والسعودية داخل الائتلاف وذلك من خلال تشكيل هيئة استشارية بالتعاون مع برهان غليون ومصطفى الصباغ ورياض حجاب، لتكون أشبه ‘بلجنة حكماء’، مع عدم إغفال استشعار كيلو للمزاج السوري العام الذي أثار حفيظته عبر موقفه من معركة الساحل.
وتوقع مطر أن تكون لذلك انعكاسات على كيلو في اجتماعات مجلس الأمانة العامة لاتحاد الديمقراطيين الذي سيعقد الأربعاء في اسطنبول.
وأظهرت نتائج انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف الوطني التي عقدت في اسطنبول محافظة عدد من الأعضاء على مواقعهم ومنهم هادي البحرة وأنس العبدة ونذير الحكيم وأحمد رمضان (الحكيم ورمضان والعبدة يحسبون على التيار الاسلامي والاخوان) وعبد الأحد اصطيفو (عن المسيحيين السريان والآشوريين)، وبدون انتخابات كل من الرئيس أحمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور ونورة الأمير وعبد الحكيم بشار والأمين العام بدر جاموس وعاد إليها بعد غياب 3 أشهر فقط سالم المسلط ودخل لأول مرة جمال الورد وخالد الناصر ويحيى مكتبي ورياض حسن ونصر حريري ومحمد خير الوزير وصلاح درويش ومحمد خير بنكو وحسان هاشمي وأنور بدر وأحمد جقل وعالية منصور وزياد الحسن.
في حين خرج من الهيئة السياسية للائتلاف كل من ميشيل كيلو وفايز سارة وموفق نيربية وأكرم العساف ومنذر ماخوس وكمال اللبواني ولؤي صافي وعبد الباسط سيدا ومنى مصطفى وريما فليحان.
كما انتخبت الهيئة في اجتماعاتها محيي الدين بنانة وزيرا للتعليم في الحكومة السورية المؤقتة وعدنان محمد حزوري وزيرا للصحة، فيما أرجئ انتخاب وزير للداخلية، نظرا لعدم وجود مرشح.