اختيار الصديق
تاريخ النشر : 2014-04-08 02:29

لقد أقام دينُنا الحنيف(الإسلام) العلاقة الاجتماعية على القيم والمثل العليا والأخلاق الحميدة ، وعلى حفظ حقوق الإخوة المؤمنين وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم، حيث قال تعالى :"إنَّما المؤمنونَ إخوةٌ " صدق الله العظيم.

حيث يأتي هذا النص مؤكداً على الإخوة بين المؤمنين ، وهي الإخوة الصادقة المبنية على الاحترام والتقدير وحفظ النفس والعرض والمال ، وهنا فقد أرشدني الله الكريم للخوض في كتابة هذا الموضوع والذي أظنه هاماً جداً ألا موضوع"اختيار الصديق"، فمما لا شك فيه،أنَّ هذا الموضوع هامٌ ويعتبر مرتَكز من مرتكزات الحياة والمعاملات بين أفراد المجتمع داخل المسجد و المدرسة، وفي العمل ، وفي كافة مجالات التعامل بين الأفراد.

إذن لابد لأفراد المجتمع كافة بمختلف أعمارهم ومختلف فئاتهم أن تكون لهم علاقات وصداقات معلومة تنشأ على أساس الدين والأخلاق, والمحبة والتقدير والاحترام، لا الغدر ولا الخيانة والغيبة والنميمة والتقليل من شأن الآخرين(الاستهتار)، فالصديق المخلص يكون لصديقه مخلصاً وفياً صادقا، يساعده عند شدته وعند حاجته إليه، يقدم له النصائح والإرشادات في أمور حياته العامة، وما يتعرض له من مواقف خاصة في حدود الصداقة والإخوة والمحبة بنقاء القلب وصفائه ونيته الحسنة.

حيث يختلف الناس بطبيعة تفكيرهم وطباعهم في اختيار الأصدقاء، وهذا وفقاً لتركيبته النفسية والسيكلوجية، فمنهم من يختار الصديق على أسس إما فكرية ثقافية أو اجتماعية أو وظيفية، فكل منا يختار صديقه وفق مزاجه الخاص ووفق هوايته وعمله المفضل، لذلك فاختيار الصديق يتطلب منا معايير عديدة لا نستطيع سردها الآن لكننا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

1-أن يكون ذو أخلاق حميدة .

2-أن يكون أمينا وفياً مخلصا.

3-أن يكون ناصحا يقدم كل التوجيهات والإرشادات بشكل حسن.

حيث أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال:"الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل " صدق رسولنا الكريم.

وقد حذر الله جل وعلا في مواضع كثيرة في القرآن الكريم في اختيار الصديق الصدوق فقال:" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا* يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا "(سورة الفرقان).

لذلك ولخطورة الصديق وتأثيره البالغ على الإنسان فإنه لا بد أن تكون هناك ضوابط وقواعد لاختياره وإلا أصيب الإنسان بالندم والألم، وحينها فلا ينفع الندم لأن الأمر يكون قد وصل لنهايته دون أن يشعر الإنسان بذلك.

إن الأصدقاء ليسوا كلهم على درجة واحدة بل إنهم يختلفون فبعضهم أنت بحاجة له دائما، والآخر تفرضه عليك الظروف المحيطة، لذا فاحذر هذا الأمر وكن يقظاً في اختيار الصديق، فالمخلص والصدوق خير لك، تحتاجه فيلبي دعوتك ويرشدك للعمل القويم، ويصوب أخطاءك، وتتبادلان الاستشارات تجاه أي موضوع معين يخصكما، في سبيل تحقيق أفضل النتائج، فتكونان نعم الأصدقاء وخير الأصدقاء ودمتم بأصدقائكم الطيبين المخلصين عماداً ورافعةً للمجتمع والوطن بحبكم وصدقكم وتقديركم ونصحكم ووفائكم أيها المخلصون.