"لوفيجارو": الاستخبارات البريطانية وراء قرار كاميرون بمراجعة أنشطة الإخوان
تاريخ النشر : 2014-04-07 15:02

أمد/ باريس: كتبت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، اليوم الإثنين، أن جماعة "الاخوان" ببريطانيا عهدت دفاعها إلى محام رفيع المستوى، هو اللورد كين ماكدونالد، المدعي العام السابق البريطاني، مهددة لندن بإجراءات قانونية إذا ما حاولت الحكومة تقييد أنشطتها في المملكة المتحدة.

وتحت عنوان "لندن تحقق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها"، أشارت الصحيفة عبر مراسلها بلندن إلى أن الحكومة البريطانية تشتبه فى وجود روابط بين التنظيم المصرى "الإخوان" والإرهاب، لكن حكومة لندن متهمة فى نفس الوقت بأنها تتصرف بهذا الصدد تحت ضغط أمن القاهرة والرياض.

وأضافت "لوفيجارو" أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أشعل النار من خلال تلميحه الأسبوع الماضى بالاشتباه فى قيام الإخوان بأنشطة إرهابية ببريطانيا، حيث كلفت رئاسة الوزراء "داوننج ستريت" أجهزة الاستخبارات "إم 15" و"إم 16" بالتحقيق فى أنشطة التنظيم الإسلامى.

وذكرت اليومية الفرنسية أنه منذ أن حظرت مصر الجماعة فى شهر ديسمبر الماضى، فإن العديد من قيادات "الإخوان" وجدوا فى بريطانيا ملاذًا لهم، مضيفة أن الإخوان ببريطانيا يؤكدون استعدادهم للتعاون علنا مع التحقيقات التي تجريها الحكومة البريطانية"، لكنهم شددوا على أنهم لا يشجعوا، أو يقوموا بأعمال عنف لتحقيق أهدافهم".

وكتبت الصحيفة الفرنسية أن كاميرون أكد أنه من المهم التأكد من أننا نفهم تماما طبيعة هذه المنظمة (الإخوان) وموقفها فيما يتعلق بالتطرف العنيف وصلاتها مع مجموعات أخرى, وأيضا وجود الاخوان في المملكة المتحدة، مذكرة بأن كاميرون عهد إلى السفير البريطاني في المملكة العربية السعودية "جون جنكينز" تنسيق التحقيق وتقديم تقرير في شهر يوليو القادم حول فلسفة وقيم، والتطرف المفترض والعنف، وعلاقته بجماعة الإخوان.

ولفتت اليومية الباريسية إلى أن استخبارات الخارجية البريطانية "إم 16" تحمل جماعة الاخوان مسئولية مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية بمصر في 16 فبراير الماضى، مذكرة بأن جون سويرز رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية هو سفير سابق لبلاده فى مصر.

وأعتبرت "لو فيجارو" أن دور هذين الرجلين (السفير البريطانى فى الرياض, ورئيس الاستخبارات الخارجية) يزيد من عناء التحقيقات التى أطلقها "داوننج ستريت"، لاسيما أن لندن متهمة بالعمل فى هذا الصدد تحت ضغط من القاهرة والرياض، وكلاهما قد حظر جماعة الإخوان المسلمين.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الاخوان يطالبون العاصمة البريطانية بعدم الرضوخ للضغوط مشككة في نزاهة السفير البريطانى بالمملكة العربية السعودية الذى يقود التحقيقات البريطانية فى هذا الصدد، على حد قولها.

وأوضحت "لوفيجارو" أن دولة الامارات العربية المتحدة الحليف الاخر للمملكة المتحدة بدأت أيضا فى مطاردة الإخوان المسلمين، كما رحبت وزارة الخارجية المصرية بمبادرة الحكومة البريطانية.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن بعض الدبلوماسيين في وزارة الخارجية البريطانية قابلوا هذا النهج ببعض الانزعاج، حيث يبدو أن رئاسة الوزراء بلندن قد تصرفت تحت ضغط من الاستخبارات "أم 16" بدلاً من الدبلوماسيين، مضيفة أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن تعتبر فى السابق بمثابة تهديد أمني بالنسبة للمملكة المتحدة..على حد قول الصحيفة .

وأوضحت أن عددًا من الخبراء المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط، وكذا عدد من الجاليات المسلمة فى بريطانيا يعتقدون أن هذه الإدانة التي ترتكز على تنظيم الإخوان يمكن أن تؤدى إلى تداعيات سلبية تشجع على التطرف من قبل النشطاء المعتدلين حتى الآن، بحسب الصحيفة.