لا عرب يفهمون ذلك
تاريخ النشر : 2014-04-06 11:48

آسيا قارة هائلة الاتساع بامتداد المساحات وتباعد التواجد بين من هو في شرقها وغربها.. يتبع هذا التباعد وجود اختلافات واسعة في كثير من أساليب الحياة وكثير من أنماط تناول المعيشة..
شعوب هناك - في زمن لا يقل عن الخمسين عاماً - عاشت قسوة الفقر ومعه أمراض الجوع.. الهند مثلاً.. ومع ذلك فإنك عندما تزور الهند في سنوات مختلفة تماماً عن ذلك الماضي فإنك ستجد وبشكل واضح جداً وجود مجالات معيشية متعددة، وتوفر مواقع العمل، ليس لعدد سكان محصور الكثرة وإنما لعدد كبير إن سافر إلى الخارج.. بعيد أو قريب.. فهو إنسان يجد الكثير من الترحيب بوجوده، وفي وطنه تتوفر كل مواقع التقدم..
أذكر في الماضي - المتجاوز للخمسين عاماً - أن بعض أسباب الوفيات تأتي بفعل ضآلة وجود المعيشة، أما في تاريخها القريب فإن الهند المتسعة جداً جداً بالوجود السكاني قد استطاعت أن تتفوق وأن تفرض وجودها آسيوياً وعالمياً..
نفس الكلام تستطيع أن تقوله عن الصين.. الدولة الهائلة جداً في تعدّدها السكاني، ومع ذلك فإنها في تاريخها الحديث عندما أصبحت الأكثر امتلاءً بالسكان أصبحت الأسرع في التواجد منافسة للدول الكبرى في وجاهة الحضور الدولي المتعدد لها، وفي نفس الوقت تنوّع القدرات الاقتصادية المذهلة..
تبتسم إذا عرفت أن الهند لا تتفق مع العرب إلا فقط في نوعية السائقين الذين يشغلونك مع سائق آخر بلغة خصومة متبادلة لا مبرر لها.. وفي الصين تكاد أن تشك في مصداقية مكان وجودك، لأن مواقف صارمة للدولة اتخذتها لردع التسول من ناحية، وردع تحوّل العطالة إلى مهنة..
ناس اتجهوا إلى الأمم بإعجاز جهود مع الأسف لم يستطع العالم العربي الذي يدّعي وجود ماضٍ حضاري طويل في تاريخه أن يوجد واقع كفاءة بسيطة في ظروف حاضرة، أو وجود استقلالية حقيقية في توجيه تصرفاته.. لا شيء من ذلك عند أكثرية ضائعة ومشغولة بالعداوات..
أما اليابان فدولة انتقلت من هزيمة حرب قاسية في الحرب العالمية الثانية ليس لتبقى مهملة القدرات ولكنها فرضت ذاتها كأرقى حضور آسيوي رائع الاستقلال وكثافة القدرات.. لا عرب يفهمون ذلك..
عن الرياض السعودية