عندما يستيقظ ضمير المسؤول .. !!!
تاريخ النشر : 2014-04-06 00:42

لا يخفى على احد الحالة المستعصية التي وصلت اليها قضيتنا , و انسداد الافق امام كافة السبل المطروحة على ارض الواقع , بين اطراف الوطن و اجزائه المنتهكة بفعل سياسات الاحتلال المتعمدة لتكبيل شعبنا و تحميله ما لا طاقة له من معاناة متعددة الاشكال و الالوان , استيطان و حصار و تهويد واعتقالات و مواجهة مفتوحة متى خطر على امزجة الاحتلال ان يلبي رغبته بإشعال نيران الحرب , كل هذا زاد على ثقل المواطن الفلسطيني و ساهم بانخفاض اماله بأن يرى بصيص امل للخروج من واقعه المرير , كما فقد ثقته في كافة الخيارات السياسية الموجودة , بعد ان وصلت المفاوضات الى طريق مسدود , واصبحت عبأ على كاهل الفلسطينيين اكثر من كونه وسيلة حل او انفراج ازمة , وما زاد هذا الشعور هو عدم جدية الطرف الاسرائيلي في الوصول الى تسوية , و انحياز الراعي الامريكي لهذه المفاوضات ضد المصلحة الفلسطينية , هذه الاسباب مجتمعة جعلت الموقف يحتاج الى قرار حاسم يخرجنا من هذه الدوامة , و هو ما قام به رئيس السلطة ابو مازن عندما اختار قرار سياسي حاسم يكسبه ثقة شعبه من جديد , و يمثل موقف فلسطيني مناسب امام تعنت اسرائيل و كذلك الولايات المتحدة و تجاهلها لرغبة الفلسطينيين و مطالبهم ..

لاشك ان اتخاذ قرار سياسي بالانضمام الى المنظمات الدولية و الاممية , و التوجه اليها كلما اضطرت القيادة الفلسطينية وهو يشكل بالنسبة للإسرائيليين امر غير مرغوب به و تصل خطورته الى انكشاف الوجه الحقيقي لإسرائيل امام العالم بعكس ما تروج له في الخارج , و اكثر ما تخشاه هو ان يقوم الجانب الفلسطيني بالتوجه الى الجنايات الدولية في حال اقترفت اسرائيل انتهاكا لأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني التي نصت عليه الامم المتحدة .

لكن ابو مازن اراد ان يبلغ اسرائيل رسالة مفادها انها لا تخشى نتائج فشل المفوضات والخيارات مفتوحة لدينا في حال انتهت عمليات التسوية بين الطرفين , وعلى اسرائيل ان تتحمل المسؤولية الكاملة التي ستنتج من ذلك في حال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة .

ان مثل هذا القرار الذي مثل صدمة ويأس امريكيين شديدين من حالة المفاوضات المتعثرة في الشرق الاوسط, ساهم في تحسين الموقف الفلسطيني ( الجماهيري ) العام , وكذلك الخاص بنسبة لموقف رئيس السلطة الذي تعرض في الآونة الاخيرة لحملات سياسية قوية كادت ان تعرضه لمسائلة داخلية نظرا للتهم التي تعرض لها من منافسيه , لكنه و بذكاء و حنكة استطاع الخروج من المأزق و اعادة جمهوره لصفه مجددا , لكن الاهم من بين كل هذا , هو تنفيذ ما وعد به الرئيس من تشكيل لجنة من قيادات فتح و بعض الفصائل وإرسالها الى غزة من اجل تحقيق المصالحة مع حماس و امكانية خلق وضع سياسي جديد يحسن الوضع الاقتصادي المتأزم في القطاع , و يحل جزء من ازماته , وهو ما نتمناه جميعا و يمثل مصلحة وطنية واحدة , و نحذر من ان يتم تجاهل هذه الخطوة او التراجع عنها لأي سبب كان من ضغوط و تدخلات , نظرا لصعوبة الوضع الذي يعيشه الغزيين و ما وصلوا اليه يستوجب حل عاجل و سريع لمأساتهم , وعلى اطراف الانقسام المعنية بتحقيق المصالحة و تحمل هم المواطن ان تبذل ما بوسعها لكي تحمل الاشهر القادمة انجاز وطني لطالما انتظره شعبنا , ولا يحتمل الانتظار اكثر من ذلك ...