موقف حمساوي جديد..أبو مرزوق: مصالحنا مع من يحكم ويختاره الشعب المصري
تاريخ النشر : 2014-04-05 22:24

أمد/ القاهرة: قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق السبت إن حركته حريصة على الاتصال مع مصر – حتى إن قطعته - وستبقي القنوات مفتوحة، مشيرًا إلى أن مصالحها مع "من يحكم ويختاره الشعب المصري العزيز، ولا دخل لنا من قريب أو بعيد بسياسات مصر الداخلية".

ويمثل هذا تطور في موقف حماس تجاه مصر، وبداية لانتهاج واقعية سياسية بعيدا عن التعبير السابق ، سلطة الأمر الواقع الذي تستخدمه حماس وقيادتها لوصف الثورة المصرية وحكمها الجديد..

وأضاف أبو مرزوق بمقالة نشرها على صفحته على فيسبوك بعنوان: "الفلسطيني المفترى عليه" السبت "سنوضح للعيان حقيقة الاتهامات بدون ألفاظ نابية، ولا كلمات جارحة، ولن نقابل الإساءة بالإساءة، رغم كل الضرر الذي حصل لنا، وللمقاومة، وللشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وأكد أن "الحملات على حماس ومن ثم على الفلسطينيين خاصة أبناء القطاع المحاصر يصعب علينا تقبلها ليس لأنها افتراءات وتأليف محبك لبعضها وفج لمعظمها فحسب، ولكن لأن ما يقال ليس من مصلحة حماس ولا قطاع غزة، ولا يمكن أن يصنع أولئك المحاصرون ذلك في أحب الأقطار إلى أنفسهم".

وشهدت العلاقة بين حركة حماس ومصر عقب الانقلاب العسكري على الرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو 2013 توترًا كبيرًا.

ودأبت وسائل إعلام مصرية على اتهام الحركة بدعم "الإرهاب" في سيناء والتدخل لصالح جماعة الإخوان المسلمين دون أي دلائل، فيما نفت الحركة ذلك مرارًا وتكرارًا.

واستعرض خلال مقالته العلاقات المصرية مع قطاع غزة بدءًا من النكبة عام 1948 مرورًا بالنكسة وحرب أكتوبر واتفاقية السلام بين مصر والكيان الإسرائيلي وانتهاءً بما يجري اليوم من محاولات تحميل الفلسطينيين كل المشاكل في مصر.

من سيناء إلى غزة

وأشار أبو مرزوق إلى أن الأنفاق التي حفرها سكان القطاع لمحاولة التغلب على الحصار "لم تكن رغمًا عن الجيش المصري، ولا بعيدًا عن أعينهم، ولكنها أنفاق غير قانونية، تم غض الطرف عنها، حفاظًا على معيشة أهل القطاع، وعدم تجويعهم ورفع قدرتهم في الدفاع عن أنفسهم، وكل المسؤولين في مصر يعلمون ذلك".

 

وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قبل نحو شهر بحظر نشاط حركة حماس داخل مصر، والتحفظ على مقراتها وما ينبثق منها من جمعيات أو جماعات أو منظمات أو مؤسسات تتفرع منها أو منشأة بأموالها أو تتلقي دعما منها ماليًا أو أي نوع من أنواع الدعم؛ وذلك لحين الفصل في الدعوي الجنائية المنظورة أمام جنايات القاهرة باتهامها بالتخابر واقتحام السجون.

وشدد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس على أن "الإرهاب في سيناء، تسرَّب لنا منه جزء إلى القطاع، وليس العكس، ودارت بينهم وبين حماس معارك لاتزال ذكراها حيةٍ وآثارها بادية (..) تهريب السلاح كان ولا يزال من سيناء إلى غزة، وليس العكس، فليس هناك من طريق لتزويد القطاع بالسلاح، سوى سيناء، وليس العكس يا سادة".

وتساءل "الذين يهاجمون حماس، لماذا لا يفعلوا ذلك ضد الصهاينة، وضد اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات التي اعترفت للصهاينة باغتصابهم لفلسطين، وحصر أولئك المهاجمين خلافاتهم بالطرق السلمية لإقامة دولة فلسطينية من بقايا الوطن؟!".

9 أسباب

وأورد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس تسعة أسباب رأى أن أحدها أو بعضها أو كلها تسببت في كيل الاتهامات إلى حركته خصوصًا والشعب الفلسطيني بشكل عام، أبرزها محاولة "اختلاق عدو خارجي" لتوحيد الجبهة الداخلية.

وقال "هذه مسألة لا نستطيع حيالها فعل شيء، إلا التذكير بأننا لا يمكن أن نكون عدوًا محتملاً، فمصالحنا وتاريخنا وعلاقاتنا تأبى ذلك، حتى لو فرضت علينا فرضًا فلن نقابل السيئة بمثلها".

وأما السبب الثاني وراء اتهام حماس-بحسب أبو مرزوق- فهو ارتباطها بالإخوان المسلمين، وهنا فرّق أبو مرزوق بين منهج الإخوان "الإصلاحي الدعوي الخيري" وبين منهج حركته كونها "حركة مقاومة وطنية تواجه احتلالاً لأرضها، وشعبها، فأولويات حماس الوطنية بعيدة عن أولويات بقية الإخوان، في أقطارهم المختلفة".

وعزا السبب الثالث إلى الالتزامات المصرية تجاه الكيان الإسرائيلي، بينما قال إن اعتبار حماس والفلسطينيين "الطرف الأضعف" والهجوم عليهم والاتهامات لهم، بل إيذاؤهم، لا يترتب عليه ضرر داخلي في مصر سببًا رابعًا لذلك.

وقال إن "هروب بعض الأجهزة (بمصر) من تحملها لمسؤوليتها، وأسهل شيء فبركة الاتهامات والإكثار من الإشاعات وفتح بوابة القنوات الفضائية" يأتي سببًا خامسًا.

فيما كان السبب السادس-وفق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس- هي "الخلافات الفلسطينية الداخلية، واتهام الرئيس محمود عباس والسفير الفلسطيني في القاهرة مرارًا لحركته بالتدخل في الشأن الداخلي المصري".

دحلان وسيناء

وتطرق أبو مرزوق إلى "اعتراف (القيادي المفصول من حركة فتح) محمد دحلان بأن له "رجالًا وطنيين في مصر، وأنه هو من ساهم في تقويض الإخوان في مصر والخليج، وأنه يقدم المساعدة في هذا الصدد" كسبب سابع.

وأضاف "وهذا صحيح لأن مجمل ما عند الإمارات من تقارير يزودهم بها دحلان، وتم تمريرها إلى الإخوة في مصر هنا، وكانت هذه المعلومات لدينا معلومات يقينية، ولكن بعد أن ذكرها دحلان بنفسه في دفاعه عن ذاته، بعد اتهامات أبو مازن له، باتت دليلاً على من يتدخل في شؤون الآخرين".

وأرجع السبب الثامن إلى "وجود علاقة بين ما يحدث في سيناء وبعض المتطرفين في غزة"، مشيرًا إلى أن حركته مسئولة عن القطاع، "وبحكم الأمر الواقع، هي مسؤولة عن كل ذلك، فهي مطالبة ببذل كل الجهد لسد كل ضرر يأتي من غزة".

ولفت أبو مرزوق إلى أن هذه "مسؤولية عليها أن تتحملها وتقوم بها، وهي تفعل ذلك، ولكنها لا تستطيع ضمان الأمن 100% حتى إن بذلت من الجهد أقصاه".

أما السبب الأخير فأشار أبو مرزوق إلى أنها محاولة لـ"غسل اليد" من القضية الفلسطينية، "وأرجو أن أكون مخطئًا في كثير مما ذكرت"، وفق ما كتب.