خطوات فلسطينية بين العبور والمناورة
تاريخ النشر : 2014-04-04 21:30

ليس من السهل العمل على إنجاز هذه الخطوات الفلسطينية, لكن هناك ضرورة وطنية لا تقبل التأجيل في سرعة انضمام فلسطين لكافة المنظمات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة, لفضح الاحتلال وممارساته بحق الشعب الفلسطيني, فإن التوقيع على اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة وميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية ضرورة عاجلة لمحاسبة وملاحقة قادة الاحتلال الصهيوني على جرائمهم المستمرة بحق فلسطين "الوطن والشعب", والتي هي في تقديري تحتاج إلى مزيد من الخطوات الأخرى, وبالتالي المطلوب أيضًا إعطاء الأولوية للمصالحة الوطنية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة وانهاء حالة الانقسام, لمواجهة التحديات التي سوف تترتب على هذه الخطوات الفلسطينية, وبناءً على ذلك قد يكون التغيير في الموقف متقدم للأمام من مفاوضات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري", ومن واقع الانفصال السياسي الفلسطيني, دون ذلك سنعتبر أن الحديث عن الخطوات الفلسطينية من الرئيس محمود عباس", هي خطوات فقط تأتي في سياق المناكفة والمناورة أو تمهيدًا للعبور الغير مباشر إلى العودة للمفاوضات من جديد.

بحيث كانت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية تسير في تجاه فشل متوقع لأسباب أهمها:

1- في عدم قدرة القيادة الفلسطينية على تسويق اتفاق نهائي بالشروط الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

2- الطرف الإسرائيلي غير مهيأ لتنازلات "تاريخية"، وتقوده حكومة متطرفة في مجتمع يزداد تطرفًا وعنصرية.

3- الطرف الأميركي غير عادل ويمارس الضغط على الطرف الفلسطيني لتقديم تنازلات "تاريخية"، دون الضغط على الطرف الإسرائيلي.

4- في حضور غياب الثقة بالقيادة الفلسطينية من الطرف الأمريكي والإسرائيلي، وذلك باعتبارها لا ثمثل الشعب الفلسطيني، وسيما في ظل الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية, وبالتالي ليس هناك ضرورة لتقديم تنازلات لها قد تذهب في مهب الريح.

5- الأوضاع الإقليمية العربية, أوضاع غير مستقرة, ولا يمكن التحكم في مساراتها اليوم، ولا هناك ضمانات لشراكات عربية حالية في مسار التسوية, كما أن الاستراتيجبة التفاوضية الإسرائيلية قائمة على أساس إطالة أمد المفاوضات, وعلى فرض إرادتها على الطرف الآخر بعد أن تكون قد انتزعت منه أوراق القوة التي يملكها, وهي "الأرض".

لذلك تبقى خطوات القيادة الفلسطينية ضعيفة لطالما لم تحملْ إسرائيل المسؤولية, مسؤولية نقطة النهاية, وفي الحقيقة ليس لدينا في هذه المرحلة ما يسمح لنا بتحطيم الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين.. ولا الوضع العربي المتردي يسمح بتغيير موازين القوى.. لكن نقول إن الشعوب والقوى التحررية الوطنية لا تنتظر المعجزة.. عليها خلق الظروف الكفاحية واستخدام كافة الامكانيات المتاحة التي تزيد من قدرات الحالة الكفاحية في هذه المواجهة مع الاحتلال.