كذبة تفوق جيش الاحتلال
تاريخ النشر : 2017-11-29 15:35

يحاول جيش الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، إتقان فن الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي وقواه الحية، بهدف تثبيط العزائم، والاستسلام والإذعان له، خاصة كذبة تفوقه في مختلف المجالات وتحديدا التقنية العسكرية منها، ومن أنه جيش لا يقهر، طنا منه أن تضخيم قوته وفبركتها، ستجعل له السطوة والهيبة وسط بحر هادر من العرب والمسلمين.

ما  عادت تنطلي على أحد كذبة الجيش الذي لا يقهر لتفوقه التكنولوجي وامتلاكه أسلحة لا تقهر ولا تجابه؛ فهذه الأكاذيب باتت من الماضي؛ خاصة بعد إخفاق الاحتلال في حربه العدوانية على غزة عام 2014، طيلة 53 يوما من القصف الجوي والبحري والأرضي دون أن يحقق أيا من أهدافه، في الوقت الذي كان في السابق يحتل أراضي دول عربية خلال ساعات في حرب الأيام الستة عام 67، وجرى عام 2014 انه تم خطف وأسر ضباطه وجنوده من داخل المدرعات المحمية من الطائرات وبأحدث الأجهزة التقنية.

من أكاذيب الاحتلال الكثيرة انه يستطيع رؤية ورصد أي شخص يقتحم مستوطنة، أو معسكر للجيش، أو الحدود الفاصلة بين غزة أو الدول العربية، حتى عمليات اقتحام معسكرات الجيش للسرقة، أو لغيره، تتسرب كل يوم لصحف الاحتلال، وتقوم بنشرها، فأين التطور التقني لدى جيش الاحتلال!؟ وبين فترة وأخرى ترسل حماس طائرات بلا طيار ويعود بعضها سالما غانما من الصور وباعتراف جيش الاحتلال الذي "لا يقهر"وهو ما تنشره صحف الاحتلال ومواقعه الالكترونية.

على الدوام عودتنا دولة الاحتلال على وفرة في الأكاذيب من باب الحرب النفسية؛ كي تطيل عمر دولتها المزعومة لأطول فترة ممكنة، ولكن أن تصل فيها الأكاذيب إلى حد الاستخفاف المهين بالعالم العربي والإسلامي، ومحاولة ترويج نفسها على أنها قمة الحضارة والرقي والتقدم العلمي، فهذا لا يقبله المنطق العلمي ولا الشواهد الحية.

لو كانت دولة الاحتلال تملك كل هذا التفوق التكنولوجي، فلماذا عجزت وللسنة الثالثة عن معرفة مكان جنودها وضباطها المأسورين في غزة التي هي محاصرة جوا وبرا وبحرا، ومغطاة بالكامل من قبل طائرات الاحتلال الاستطلاعية!؟

ودائما الاحتلال يروج إلى نجاحات استخباراتية واليد الطولى، وإذا بها يخترق من قبل الفلسطينيين البسطاء ومن مختلف الفصائل الفلسطينية – من فتح وحماس والجهاد والجبهتين- خلال انتفاضة الأقصى،وما بعد الانتفاضة.

وما بين فترة وأخرى تخرج علينا دولة الاحتلال، بأنها استحدثت نظام قادر على اعتراض الصواريخ التي تطلق من غزة باتجاه الداخل المحتل، ويتبين مع أول صاروخ يطلق أنها تكذب وتخادع.

أبن البطولة والقوة والمنعة، والتطور التكنولوجي في اقتحام مناطق فلسطينية واقعة تحت الاحتلال، في الضفة الغربية، مع ساعات الفجر الأولى من كل يوم، واعتقال مدنيين عزل مسالمين من بين أحضان أطفالهم!؟

لا يعني مما سبق الاستخفاف بقدرات دولة الاحتلال في المجال التقني العسكري، والتقليل من قدراتها العسكرية وتفوقها التكنولوجي المحدود في مجالات معروفة؛ والتي من السهل التغلب عليها وإبطالها، بل المطلوب على الدوام التعامل مع قدراتها في المجالات المختلفة كما هي دون تهويل ومبالغة يصل حد الهوس؛ لان ذلك يقود دولة الاحتلال للانتصار مسبقا ودون حرب، عبر الحرب النفسية والتي هي أحد أسس الانتصار في الحروب.

خلاصة القول أن دولة الاحتلال تعمل بالمثل القائل :"أكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدق الآخرون"، والآخرون هنا هم العرب والفلسطينيون، والاحتلال وبسبب عدم أحقيته فيما سلبه بالقوة، صار يعتمد كليا على الأكاذيب لتبرير احتلاله، فصارت دولة أكاذيب.

دولة الاحتلال ما عادت قوية كالسابق؛ فهي قد مرت في مرحلة التأسيس والطفولة، واجتازت مرحلة الشباب بشنها الحروب المعروفة ونجحت فيها مؤقتا، وهي الآن دخلت في مرحلة الشيخوخة والانكماش والاندثار، وهو ما قاله  "نتنياهو" خلال اجتماع قبل أشهر في منزله حيث عبر عن خشيته من قرب زوال كيانه، وهذه الخشية ما كانت لتنبع وتظهر بشكل جلي، دون معطيات هو أدرى بها، كونه على أعلى درجة في سلم قيادة دولته الفانية.