قصف النفق، هل من درس نستخلصه؟
تاريخ النشر : 2017-10-31 23:45

قصفت إسرائيل النفق وأسقطت عدد كبيرا من الشهداء من بين العاملين وكذلك من بين المنقذين.

استخدمت إسرائيل في قصفها على ما يبدو غازات سامة، مطلوب من الفلسطينيين إثبات ذلك علميا وتوجيه اتهام رسمي ضد إسرائيل في المحافل الدولية المختصة، هذا يؤلم إسرائيل

هذا النفق هو واحد من الانفاق الهجومية التي تمتلكها المقاومة ويخترق الخط الاخضر، والتي كلفتها ملايين الدولارات بالإضافة إلى عشرات الشهداء الذين سقطوا خلال فترة الإعداد.

تدعي إسرائيل انها أخبرت مصر "أصبحنا نعرف 90 بالمائة من مواقع أنفاق حماس، ونستطيع ضربها جميعا إن إحتجنا.."ما حصل يوم أمس كان إنذارا!!!

هذا يعني أن كل هذا العناء والتكلفة المادية والبشرية ستكون تحت رحمة أحد صواريخ إسرائيل قبل أن تعمل هذه الانفاق وتؤتي أكلها؟!

قصف النفق لم يكن هو الأول، وبالتأكيد لن يكون الاخير

غدا أو بعد غد ستقصف إسرائيل نفقا اخرا، سيارة، موقع عسكري أو مدني، ستغتال قائدا أو مجموعة من النشيطين بطياراتها أو زناناتها......هذا سيناريو إسرائيل المفضل والمحبب لقلبها ولسياستها ولقادتها

هذا هو ملعبها المفضل، ملعب الدم والاغتيال والقتل

استطاعت كل الظروف المحيطة، من واقع سياسي معقد، إلى وضع الناس المنهك، إلى تدخل الفصائل ودول الجوار أن تقنع حركة الجهاد الإسلامي، المكلومة بهذا العدد الكبير من الشهداء، بأن تمتنع عن الرد العسكري حتى اللحظة، اقتنعت حركة الجهاد أن الرد العسكري لن يكون في مصلحة الشعب الفلسطيني، ففضلت مصلحة الشعب على مصلحة الحزب رغم الضغوطات الهائلة، التي تطالبها بالانتقام، من بين صفوفها ومن بين الجماهير أيضا

فلماذا لم ترد الجهاد عسكريا أو صاروخيا؟

1. هدف العملية الإسرائيلية كما أجمعت كل القوى هو تخريب عملية المصالحة.

2. إسرائيل تتوق لاستدراج الفلسطينيين لحرب جديدة، هذه الحرب بالتاكيد لن تكون في صالح الفلسطينيين المنهكين من أربعة حروب سابقة

شكرا لحركة الجهاد الإسلامي انها حكمت العقل ولم تتعامل مع الموضوع بروح ثأرية وفوتت على اسرائيل فرصة تتوق لها وافشلت خطتها في لخبطة الأوراق في الساحة الفلسطينية.

السؤال الهام من وجهة نظري، في القصف القادم هل تستطيع الجهاد أو فصائل المقاومة أن تصمت مرة اخرى؟! خاصة لو كان الاستهداف لأحد القادة،

ما العمل اذن؟! أن نصمت مشكلة وأن نرد فهي الحرب المدمرة أُم المشاكل؟!

هل فقد الفلسطينيون كل خياراتهم في المقاومة ؟! بحشر أنفسهم في هذه الخيارات المكلفة والضيقة؟!

الا يستطيع الفلسطينيون تجريد إسرائيل من أسلحتها وقوتها إن استطاعوا أن يمارسوا المقاومة التي تؤلم إسرائيل وتمنعها من استخدام عناصر الدمار التي تملكها؟

الفلسطينيون مقبلون على مرحلة بناء نظام سياسي موحد وجديد

إن بناء هذا النظام الجديد لا يمكن أن يتوائم مع وجود أجنحة عسكرية تستطيع إسرائيل بكل دهائها وبطشها أن تستدرجها إلى ملعبها، ملعب الحرب والدمار

الوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي طويل النفس هو الحل

رحم الله كل شهداء شعبنا

رحم الله شهداء الانفاق