ذكرى رحيل المناضل محمد عبده قاسم أبو ضاهر
تاريخ النشر : 2017-10-31 00:55

محمد عبده قاسم أبو ضاهر من مواليد بلدة دير ميماس قضاء مرجعيون محافظة النبطية في الجنوب ‏اللبناني عام 1953م، ترجع جذور أسرته إلى بلدة الخالصة شمال فلسطين حيث هجرت أسرته قسراً ‏من بلدتهم عام 1948م ولجأت إلى لبنان، الجنوب ومن ثم استقر بهم المطاف في مخيم تل الزعتر ‏للاجئين الفلسطينيين ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت.‏

التحق للدراسة في مدرسة بيسان في المخيم ومن ثم انهى دراسته المتوسطة في ثانوية الناصرة بنفس ‏المخيم.‏

وهو في سن مبكرة التحق بأشبال حركة فتح ومن ثم توجه إلى معسكر الهامة بدمشق حيث تلقى ‏دورة تدريبية هناك ومن ثم عاد إلى لبنان.‏

تفرغ في صفوف حركة فتح بتاريخ 01/06/1974م وعمل في قوات المليشيا وشارك في الدفاع عن ‏وجود الثورة الفلسطينية ومخيمات أبناء شعبنا الفلسطيني خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان ‏عام 1975م.‏

شارك في الدفاع عن مخيم تل الزعتر والذي تعرض للاقتحامات المستمرة والقصف المستمر من ‏قوات الكتائب اللبنانية وبقي محاصراً فيه لمدة (52) يوم أستشهد خلال ذلك المئات من الرجال ‏والنساء والأطفال من أبناء شعبنا جراء قصف المخيم بالمدفعية، أصيب محمد عبده في يده وقدمه ‏ونقل إلى مستشفى الهلال الأحمر في المخيم للعلاج.‏

بعد سقوط مخيم تل الزعتر غادر هو ورفاقه سيراً على الأقدام لمدة أربعة أيام في الجبال حتى تمكنوا ‏من الوصول إلى المنطقة الغربية من بيروت.‏

انتقل بعد ذلك للعمل في منطقة الدامور حيث شارك في التصدي لعدة إنزالات بحرية للقوات ‏الاسرائيلية على شواطئ منطقة الدامور.‏

ظل محمد عبده يمارس عمله العسكري والتنظيمي في منطقة الدامور من خلال قوات المليشيا حتى ‏الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م والذي شارك فيه بالدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية.‏

عام 1983م كلف بالسفر إلى ألمانيا الشرقية وهنالك تعرض لإصابة في حادث وبقى عام في المانيا ‏للعلاج، عاد بعدها إلى لبنان.‏

شارك في الدفاع عن المخيمات الفلسطينية خلال حرب المخيمات عامي 1986م-1987م.‏

حاول محمد عبده السفر عن طريق البحر إلى الخارج حيث أنه أصبح مطلوباً للمخابرات السورية، إلاَّ ‏أنه وللأسف تم القاء القبض عليه من قبل تلك الأجهزة بتاريخ 16/09/1989م وتم نقله إلى سوريا ‏حيث أخضع لتحقيق عنيف وضرب وشبح، ونقل بعدها إلى سجن تدمر سيء السيط والسمعة، ‏حيث بقى مسجوناً حتى تاريخ 05/03/1998م هذا السجن كان يطلق عليه الداخل إليه مفقود ‏والخارج منه مولود، حيث يتعرض السجناء فيه إلى التعذيب والاعتقال واهدار الكرامة الأدمية.‏

بعد الافراج عنه غادر إلى لبنان ومكث هنالك ثلاثة أشهر حتى تكن من الحضور إلى غزة بتصريح ‏زيارة وبعدها تزوج في غزة.‏

عمل محمد عبده في مكتب القائد العام حتى أحداث الانقسام البغيض في غزة منتصف عام 2007م.‏

عاش معنا الحرب الأولي على قطاع غزة نهاية عام 2008م، 2009م، وقرر العودة هو وأسرته ‏وأبناءه إلى لبنان.‏

بعد وصوله إلى بيروت قام بالعديد من الزيارات إلى ما تبقى من أهالي مخيم تل الزعتر في مناطق ‏صيدا وصور والبقاع وبداء بعقد اجتماعات مع الأهالي حيث تقرر على ضوء ذلك انشاء جمعية ‏لأهالي مخيم تل الزعتر وعين محمد عبده رئيساً لتلك الجمعية.‏

كان يرى أن من واجبه العمل على أن يبقى الجميع من سكان المخيم على ترابط وتواصل ومحبه ‏من خلال هذه الجمعية وتقديم الخدمات اللازمة لهم قدر المستطاع، حيث لم ينسى آلام وعذابات ‏أبناء المخيم الذي تربي وترعرع فيه، وظلت صور تدمير المخيم والقتل والاعتقال راسخة في ذاكرته ‏خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث عاش عيشه المخيم منذ نعومة أظفاره في فقر وبؤس وشقاء.‏

المناضل/ محمد عبده أبو ضاهر متزوج ورزق بولد أسماه أحمد وابنتان.‏

انتقل المناضل/ محمد عبده قاسم أبو ضاهر إلى رحمه الله تعالي في بيروت بتاريخ 31/10/2013م ‏أثر مرض عضال عاني منه فترة من الزمن وشيع جثمانه الطاهر في مقبرة الشهداء في مخيم ‏شاتيلا.‏

كان رحمه الله مناضلاً صلباً، وخلوقاً، وشجاعاً، وجريئاً، وملتزماً، محباً للجميع وله علاقاته الواسعة ‏والطيبة.‏

أمضى حياته مناضلاً منذ ريعان شبابه وقضى زهرة شبابه للأسف في المعتقلات السورية.‏

محمد عبده (أبو أحمد) كان مخلصاً لوطنه ولشعبه وقضيته الماجدة، والتي كانت دائماً نصب عينيه ‏ويتطلع إليها من أجل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ‏الشريف.‏

رحم الله المناضل/ محمد عبده قاسم أبو ضاهر (أبو أحمد) وأسكنه فسيح جناته‏.