محمد عبده قاسم أبو ضاهر من مواليد بلدة دير ميماس قضاء مرجعيون محافظة النبطية في الجنوب اللبناني عام 1953م، ترجع جذور أسرته إلى بلدة الخالصة شمال فلسطين حيث هجرت أسرته قسراً من بلدتهم عام 1948م ولجأت إلى لبنان، الجنوب ومن ثم استقر بهم المطاف في مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت.
التحق للدراسة في مدرسة بيسان في المخيم ومن ثم انهى دراسته المتوسطة في ثانوية الناصرة بنفس المخيم.
وهو في سن مبكرة التحق بأشبال حركة فتح ومن ثم توجه إلى معسكر الهامة بدمشق حيث تلقى دورة تدريبية هناك ومن ثم عاد إلى لبنان.
تفرغ في صفوف حركة فتح بتاريخ 01/06/1974م وعمل في قوات المليشيا وشارك في الدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية ومخيمات أبناء شعبنا الفلسطيني خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان عام 1975م.
شارك في الدفاع عن مخيم تل الزعتر والذي تعرض للاقتحامات المستمرة والقصف المستمر من قوات الكتائب اللبنانية وبقي محاصراً فيه لمدة (52) يوم أستشهد خلال ذلك المئات من الرجال والنساء والأطفال من أبناء شعبنا جراء قصف المخيم بالمدفعية، أصيب محمد عبده في يده وقدمه ونقل إلى مستشفى الهلال الأحمر في المخيم للعلاج.
بعد سقوط مخيم تل الزعتر غادر هو ورفاقه سيراً على الأقدام لمدة أربعة أيام في الجبال حتى تمكنوا من الوصول إلى المنطقة الغربية من بيروت.
انتقل بعد ذلك للعمل في منطقة الدامور حيث شارك في التصدي لعدة إنزالات بحرية للقوات الاسرائيلية على شواطئ منطقة الدامور.
ظل محمد عبده يمارس عمله العسكري والتنظيمي في منطقة الدامور من خلال قوات المليشيا حتى الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م والذي شارك فيه بالدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية.
عام 1983م كلف بالسفر إلى ألمانيا الشرقية وهنالك تعرض لإصابة في حادث وبقى عام في المانيا للعلاج، عاد بعدها إلى لبنان.
شارك في الدفاع عن المخيمات الفلسطينية خلال حرب المخيمات عامي 1986م-1987م.
حاول محمد عبده السفر عن طريق البحر إلى الخارج حيث أنه أصبح مطلوباً للمخابرات السورية، إلاَّ أنه وللأسف تم القاء القبض عليه من قبل تلك الأجهزة بتاريخ 16/09/1989م وتم نقله إلى سوريا حيث أخضع لتحقيق عنيف وضرب وشبح، ونقل بعدها إلى سجن تدمر سيء السيط والسمعة، حيث بقى مسجوناً حتى تاريخ 05/03/1998م هذا السجن كان يطلق عليه الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، حيث يتعرض السجناء فيه إلى التعذيب والاعتقال واهدار الكرامة الأدمية.
بعد الافراج عنه غادر إلى لبنان ومكث هنالك ثلاثة أشهر حتى تكن من الحضور إلى غزة بتصريح زيارة وبعدها تزوج في غزة.
عمل محمد عبده في مكتب القائد العام حتى أحداث الانقسام البغيض في غزة منتصف عام 2007م.
عاش معنا الحرب الأولي على قطاع غزة نهاية عام 2008م، 2009م، وقرر العودة هو وأسرته وأبناءه إلى لبنان.
بعد وصوله إلى بيروت قام بالعديد من الزيارات إلى ما تبقى من أهالي مخيم تل الزعتر في مناطق صيدا وصور والبقاع وبداء بعقد اجتماعات مع الأهالي حيث تقرر على ضوء ذلك انشاء جمعية لأهالي مخيم تل الزعتر وعين محمد عبده رئيساً لتلك الجمعية.
كان يرى أن من واجبه العمل على أن يبقى الجميع من سكان المخيم على ترابط وتواصل ومحبه من خلال هذه الجمعية وتقديم الخدمات اللازمة لهم قدر المستطاع، حيث لم ينسى آلام وعذابات أبناء المخيم الذي تربي وترعرع فيه، وظلت صور تدمير المخيم والقتل والاعتقال راسخة في ذاكرته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث عاش عيشه المخيم منذ نعومة أظفاره في فقر وبؤس وشقاء.
المناضل/ محمد عبده أبو ضاهر متزوج ورزق بولد أسماه أحمد وابنتان.
انتقل المناضل/ محمد عبده قاسم أبو ضاهر إلى رحمه الله تعالي في بيروت بتاريخ 31/10/2013م أثر مرض عضال عاني منه فترة من الزمن وشيع جثمانه الطاهر في مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا.
كان رحمه الله مناضلاً صلباً، وخلوقاً، وشجاعاً، وجريئاً، وملتزماً، محباً للجميع وله علاقاته الواسعة والطيبة.
أمضى حياته مناضلاً منذ ريعان شبابه وقضى زهرة شبابه للأسف في المعتقلات السورية.
محمد عبده (أبو أحمد) كان مخلصاً لوطنه ولشعبه وقضيته الماجدة، والتي كانت دائماً نصب عينيه ويتطلع إليها من أجل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
رحم الله المناضل/ محمد عبده قاسم أبو ضاهر (أبو أحمد) وأسكنه فسيح جناته.