جريمة حرب في مخيم جنين
تاريخ النشر : 2014-03-22 13:25

القتل، وارتكاب جرائم الحرب، واسترخاص دم أطفال وشباب الضفة الغربية؛ صار عرفا، وأمرا عاديا جدا لدى جنود جيش الاحتلال؛ فما دام الضحية هو فلسطيني؛ فدمه رخيص، فهو لا نصير له ولا حليف له، وفي أضعف مراحله.

يمكن قلب المعادلة ببساطة جدا؛ وهو وقف المفاوضات؛ لان الحياة ليست مفاوضات؛ بل مقاومة، وهل سمعتم يوما عن إنسان فاوض المرض والمشاكل والتحديات والاحتلال؛ أم قاوم وتحدى كل ذلك؟!

لا يتوقف الاحتلال عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المسالم؛ وترقى جرائمه وممارساته العدوانية ضد المواطنين الفلسطينيين الى مستوى جرائم الحرب. فهو طرد الفلسطينيين الاراضي المحتلة عام 49 ، وبرغم ذلك لم يتركهم في  حالهم؛ بل لاحقهم فجر اليوم السبت الى داخل مخيم جنين البطل، وقتل ثلاثة من خيرة شبابه.

شهداء مخيم جنين صباح اليوم؛ حلموا بان يعيشوا كبقية الشباب في هذا العالم دون احتلال، وكانوا يخططون لمستقبل مشرق وأفضل، وأحلام جميلة تبخرت وقتلت كلها فجأة دون سابق إنذار، من قبل جنود حاقدين جمعوا كما تجمع القمامة، ومن دول العالم، وعبئوا حقدا وكراهية ضد كل ما يمت للشعب الفلسطيني بصلة.

فاجعة إعدام الشهداء الثلاثة صدمت وهزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت القلوب؛ فاستباحة الدماء الطاهرة الزكية صار عرفا لدى الاحتلال والتهمة جاهزة، هي: حب فلسطين، ورفض ظلم الاحتلال.

مخيم جنين الذي سطر معارك بطولية على الدوام ورفض الانكسار والذل والعار؛ يأبى الانحناء لجبروت الاحتلال، وكل مخيمات الضفة الغربية كذلك، وكل شبر وأرض ومنزل وشجر وحجر وبشر في فلسطين المحتلة؛ كلها ترفض الاحتلال، وتصرخ: كفا ظلما وبطشا بالشعب الفلسطيني,

استحضار قوة كبيرة جدا من جيش الاحتلال، ومعه جرافات وقذائف وطيران خلال عمليات الاعتقال أو عمليات قتل الفلسطينيين، هي حرب نفسية؛ بهدف إرهاب الإنسان الفلسطيني أينما وجد، وإشعاره بضعفه ومهانته أمام جبروت وغطرسة وإجرام الاحتلال .

 ليس بأمر غريب على جنود ومجندات الاحتلال القتل بهدف القتل؛ فقد تم تعبئتهم بالحقد والغل والكره على كل ما هو فلسطيني، وقتله بدم بارد حتى ولو لم يقاوم؛ كما حصل  مع الطفل الفتى يوسف الشوامره من قرية دير العسل في الخليل قبل أيام.

إعدام الشهداء الثلاثة؛ هو رسالة واضحة للكل الفلسطيني، وخاصة لمن يفكر ان يقاوم او ان يرفض الاحتلال؛ ان مصيركم القتل لا محالة؛ او ان ترضخوا لجبروتنا، وبعدها نمن عليكم بفتات وبواقي موائدنا.

أصبح كل يوم شهيد يتلوه شهيد، ودم شباب الضفة صار مستباحا لجنود جيش الاحتلال، فما دام لا يوجد عقاب ولا مسائلة ولا حسيب ولا رقيب، فلم لا يستمتع جنود الاحتلال بساديتهم وبشهوة القتل بدم الفلسطيني الرخيص، في وحشية لا مثيل لها في العالم، ويدعون زورا وبهتانا أنهم الجيش الذي لا يقهر، والجيش الأكثر أخلاقية في العالم؟!

في المحصلة؛ لو كان جيش الاحتلال يشعر ويعرف ويعلم يقينا أن هناك رد موجع على بطشه وإجرامه، وان لا جريمة بلا عقاب؛ لما تجرأ هكذا جهارا نهارا على قتل اطفال وشباب الضفة الغربية، واهانتهم وتعريتهم وإذلالهم على الحواجز اللعينة.