أوباما يلغي زيارته إلى الخليج بسبب 'التوترات الاقليمية'
تاريخ النشر : 2014-03-21 19:15

أمد/ واشنطن – وكالات : ذكر تقرير إخباري، الجمعة، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر الغاء جولته المقررة في منطقة الخليج نهاية مارس/اذار.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في عدد الجمعة استنادا إلى مصادر دبلوماسية أميركية أطلعت على القرار، أن التوترات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي أصبحت قوية بأكثر مما يضمن نجاح الجولة.

وفي المقابل، أضافت المصادر أن أوباما سيلتقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على انفراد في ختام جولته الأوروبية التي تأتي في خضم الأزمة الأوكرانية.

وكانت صحيفة الخليج الاماراتية قالت، في 17 مارس/اذار، أنه "ردًا على موقف دولة قطر ضد مصالح دول مجلس التعاون، وتكرار محاولات العمالة للجانب الأميركي، ألغى قادة دول التعاون الخليجي، لقائهم مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، المقرر في أثناء زيارته للعاصمة السعودية الرياض، يوم الجمعة 28 من الشهر الحالي".

وكشفت مصادر دبلوماسية خليجية في واشنطن للصحيفة، إن إدارة أوباما تفهمت ذلك، بعد أن اتجهت إرادة دولة الإمارات وشقيقاتها إلى اعتبار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ممثلاً لكل دول التعاون في لقاء أوباما.

وقال الصحفي والمحلل السياسي محمد قواص أن "ما طرأ مؤخراً بين الرياض وواشنطن ليس خلافا بين حليفين أو تباينا في وجهات النظر، بل شرخاً تاريخياً وصدعاً مفصلياً يصعبُ رأبه. فلأول مرة تشعرُ الطبقة السياسية في السعودية أن الأمن الاستراتيجي للملكة ودول الخليج مهددٌ، ليس بسبب الأخطار الكلاسيكية التي جابهتها تاريخياً بالتنسيق والتحالف مع الولايات المتحدة، بل بسبب سياساتِ واشنطن نفسها، والتي تسلكُ تحت إدارة أوباما سلوكاً مرتبكاً متردداً غريباً عن السياق التقليدي المعروف للسياسة الأميركية في المنطقة منذ فترة حكم الرئيس روزفلت".

وأضاف "وفق الارتباك الصبياني الذي طبعَ مواقفَ واشنطن منذ اندلاع الربيع العربي، فَقَدَ باراك أوباما كثيراً من شعبيته لدى الرأي العربي العام (التي توّجها خطابه في القاهرة)، كما فَقَدَ ثقة أصدقاء الولايات المتحدة التاريخيين في المنطقة".

لكن قواص يرى ان زيارة أوباما للسعودية لم تكن لتغير الشيء الكثير في خيارات البلدين الاستراتيجية. فقد اعتمدت واشنطن سياساتٍ في مصر وسوريا وإيران (ودول أخرى) تتناقضُ كلياً مع السياسات السعودية. تواكب الخلاف، هذه المرة، بظهورِ سياساتٍ خارجية للبلدين متباعدة ومتناكفة. أظهرت الرياض دعماً معلنا لخارطة المستقبل في مِصر منذ إزاحة محمد مرسي عن الرئاسة، فيما غاصت واشنطن في مواقف سلبية رشحَ منها دعمٌ للإخوان المسلمين، قبل أن يجهد وزير الخارجيّة جون كيري بصعوبة في تدوير الزوايا، دافعا القاهرة نحو التقرّب من موسكو البعيدة عنها منذ استراتيجية السادات المتوائمة مع رياح واشنطن.

واتخذت الولايات المتحدة موقفا غامضا تجاه الإطاحة بحكم الاخوان المسلمين في مصر في يوليو/تموز، وهو ما فسره كثيرون بأن واشنطن تدعم تنظيم الاخوان المسلمين.

وعلقت الادارة الاميركية جزء كبيرا من المساعدات العسكرية الأميركية التي تتلقاها القاهرة سنويا، وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى فتح قنوات اتصال مع موسكو لاستيراد السلاح بصفقة ممولة خليجيا.

وأثارت ردود الأفعال الاميركية حول القاضايا الاقليمية الهامة في مصر وسوريا وإيران تحفظ دول مجلس التعاون، التي اعربت صراحة عن رفضها لتلك السياسات.