مدير المخابرات المصرية رفض مكالمة اسماعيل هنية والقاهرة لا تستقبل قيادات حماس وتمنع ضرب غزة
تاريخ النشر : 2014-03-15 22:26

أمد/ القاهرة: رفضت المخابرات العامة المصرية، طلبا من حماس في غزة بزيارة قيادات من الحركة إلى القاهرة، لمقابلة مسئولين مصريين، لبحث التهدئة مع إسرائيل، بعد أن تدخلت الأجهزة السيادية المصرية، لعقد هدنة تحول دون تنفيذ تهديد الحكومة الإسرائيلية بشن حرب على القطاع، أشرس من حرب 2008.

وقال مصدر سيادي مصري، في تصريحات خاصة لموقع "إرم"، إن قيادات من حركة حماس، طلبت زيارة القاهرة، عبر معبر رفح للقاء مسئولين، لبحث التنسيق حول استمرار هدنة طويلة، تعمل على أساسها حركة حماس، بعدم توجيه غارات وقصف إلى القطاع من الجانب الإسرائيلي، مقابل منع بعض الجماعات الفلسطينية في القطاع، من إطلاق صواريخ داخل إسرائيل.

وقال المصدر، إن المخابرات المصرية لم تقطع علاقاتها وتعاملاتها مع حركة حماس، موضحا أن القاهرة تدخلت بشكل مباشر، لوقف ضربة عسكرية إسرائيلية موجهة إلى القطاع.

واشار إلى أن ممارسات حركة حماس مع الدولة المصرية، ودعمها لجماعة الإخوان ، وثبات تورطها في بعض الأعمال التي تمس الأمن القومي المصري، لا يسمح بالترحيب بأي وفود من قبلها، مشيرا إلى أن مصر تعي مسئوليتها تجاه الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، ولن تضع نفسها في معزل عن القضية الفلسطينية، وهذا ما كان واضحا من خلال تدخل المخابرات المصرية في الأزمة الأخيرة.

واشار المصدر، إلى وجود محاولات من جانب حركة حماس، للتقرب من القاهرة موضحا أن التعامل بين المخابرات في مصر، والحركة، يسير بشكل رسمي بحت.

وأضاف أن رئيس حماس بغزة، إسماعيل هنية، حاول خلال الأيام الماضية الاتصال بشكل مباشر مع رئيس المخابرات، محمد فريد التهامي، وهو ما لم يتم.

وقامت القوات الأمنية، بتشديد إجراءاتها بمناطق الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة، تحسبًا لتسلل مسلحين إلى الأراضي المصرية والقيام بأعمال هجومية.

وقالت مصادر أمنية فى شمال سيناء إن تشديد الإجراءات على الأنفاق ومع حدود قطاع غزة, جاء عقب ورود معلومات إلى القوات مفادها أن جماعات إرهابية عازمة على خرق الحدود والدخول إلى الأراضي المصرية لزعزعة الاستقرار واشارت المصادر إلى أن الانتشار الأمني الكبير الذي تقوم به القوات الأمنية بجميع مدن وقرى شمال سيناء أدى إلى دحر وتراجع الأعمال الإرهابية لهذه الجماعات.

كما شوهدت مدرعات ومجنزرات عسكرية بشمال سيناء، تتحرك باتجاه مناطق جنوب الشيخ زويد وشرق رفح وشرق العريش وغربها، وفقًا لشهود عيان.

واكد أحد شهود العيان من مناطق جنوب الشيخ زويد، أن مدرعات الجيش توقفت في ميدان الجورة وقامت بتجميع المجنزرات العسكرية، وهو ما يشير إلى أن القوات العسكرية تنوي القيام بعملية موسعة بتلك المناطق بحثا عن آخر فلول الجماعات المسلحة وفقا لمصادر أمنية.

وتشهد الكمائن والارتكازات الأمنية هدوءاً أمنيًا، حيث فتحت أغلب الكمائن أبوابها أمام السيارات والمسافرين بين العريش والشيخ زويد، فيما أفاد أصحاب السيارات بين الشيخ زويد ورفح بأن اغلب السيارات سلكت طريقا آخر بالقرب من شارع الساحل خوفًا من أي استهدافات أو مواجهات بين المسلحين والقوات الأمنية على الشارع الدولي العام.

ونشرت وكالة الانباء الامريكية «اسوشيتد برس» تقريرا اكدت فيه  ان نظام حكم حماس والحكومة التابعة له التي تدير القطاع منذ عدة سنوات تعاني من ازمة مالية خانقة لم تمر بها الحركة منذ عدة سنوات لدرجة وصلت فيها الامور الى ان تهدد هذه الازمة امكانيات استمرار حماس في فرض سيطرتها على القطاع.

اوضح التقرير ان حماس ونظام حكمها يواجه في الاسابيع الاخيرة انتقادات واسعة حتى من جزء من قاعدتها الجماهيرية التي ترى ان الحكومة التي تدير القطاع مقصرة في كثير من جوانب الحياة لا سيما ان اهالي القطاع يعانون بشكل كبير جراء الحصار وتشديده من قبل النظام المصري الجديد بالقاهرة.

واشارت الوكالة الى ان الاخبار من الميدان تشير الى تحركات ميدانية على الارض من قبل موظفي حكومة حماس للمطالبة بحقوقهم المالية المتعطلة منذ 4 اشهر حيث لم يتلق موظفو حماس الا جزءا بسيطا من رواتبهم.كما اشارت الى ان سائقي سيارات النقل العام اعلنوا الإضراب نتيجة رفع اسعار الوقود من قبل حكومة حماس ورفضها رفع اسعار اجرة التنقل للمواطنين مما سبب لهم خسائر كبيرة.

كما اشار تقرير «الاسوشيتد برس» الى ان استطلاعات الرأي في قطاع غزة اشارت الى انخفاض في شعبية حماس في الاشهر الاخيرة. كما اشارت التقارير الواردة من قطاع غزة الى ان اهالي القطاع عبروا عن امتعاضهم نتيجة تسليم = حماس لرواتب كتائب القسام وهو الذراع المسيطرة على قطاع غزة حيث لم يتم تأخير اي دفعة لمقاتلي القسام الذين يبلغ عددهم نحو 30 ألف مقاتل والذين يعتبرون الجهة الابرز في سيطرة حماس على قطاع غزة الى جانب جهاز حماس الامني في وقت لم تتلقى فيه قوات الشرطة المدنية والموظفين المدنيون رواتبهم منذ اربعة اشهر او انهم تلقوا جزءا بسيطا من رواتبهم.

وقالت مصادر في قطاع غزة ان قيام حركة الجهاد بخرق التهدئة مع اسرائيل واطلاق نحو 150 صاروخا في يومين اتجاه جنوب اسرائيل هو جزء من حالة فقدان حماس لسيطرتها على مقاليد الامور وزمام المبادرة كما ان توجه القيادة المصرية للحوار مع الجهاد الاسلامي هو جزء من فقدان حماس للسيطرة.