ايران وسورية والخيارات الاستراتيجية في دعم المقاومة
تاريخ النشر : 2014-03-13 12:26

الدولتان الإيرانية والسورية ليستا بحاجة لشهادة حسن سلوك في صدقية مواقفهما تجاه القضية الفلسطينية ومقاومة شعبها للاحتلال الصهيوني، وهما اللتان تدفعان الأثمان الباهظة ليس بسبب المواقف وحسب، بل الترجمات العملية لهذه المواقف من تبنٍ واحتضان ودعم لا متناهٍ لقوى المقاومة، وبالتالي المواجهة المفتوحة مع مخططات الإدارة الأميركية الرامية إلى إخضاع المنطقة وفق مشيئتها، وبما يحقق استمرار السيطرة على مقدراتها والنفط في مقدمتها، ناهينا عن محاولاتها الهادفة إلى تكريس الكيان الصهيوني دولة إقليمية معترف فيها من بقية دول المنطقة على حساب الحقوق والثوابت المشروعة للشعب الفلسطيني وتطلعه إلى تقرير مصيره فوق أرضه فلسطين من بحرها إلى نهرها .

وفي ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات وتحديداً في سورية، هناك من عمل ويعمل ليلاً ونهاراً على شيطنة هاتين الدولتين من خلال أنهما أبعد ما تكونان في موقع المواجهة والممانعة ودعم المقاومات في المنطقة، والمقاومة في فلسطين ولبنان في المقدمة منهم، وأن هذه المواقف ما هي إلاّ عبارة عن محاولة مكشوفة للتلطي وراء أهداف لا علاقة لها لا بالممانعة، ولا بالمقاومة، واتهامهما بأنهما تعملان من أجل تنفيذ مشروع هيمنة على دول المنطقة، لا سيما العربية منها، ولكن ما أعلن عنه الكيان الصهيوني عن تمكن وحداته البحرية من اعتراض سفينة إيرانية تحمل علم بنما ووضع اليد على حمولتها وهي صواريخ متطورة منها ما هو صناعة إيرانية، ومنها ما هو صناعة سورية، وعن أن هذه الأسلحة كانت متجهة إلى قوى المقاومة في قطاع غزة، رغم أن السفينة قد تم اعتراضها في المياه الدولية وعلى عمق 1500 كم من سواحل فلسطين المحتلة، جاء هذا الإعلان بمنزلة الرد على هذه الدول والقوى التي وظفت كل إمكانياتها، وحشدت كل الدول من أجل تشويه مواقف كل من إيران وسورية وخياراتهما الاستراتيجية في دعم قوى المقاومة .

هذا الإعلان وبغض النظر عن أهدافه، ومحاولة توظيفه "إسرائيلياً" في هذا التوقيت السياسي الذي تمر فيه المنطقة، بل والعالم بأسره بعد الأحداث والتطورات الأوكرانية، من أجل التشويش على المفاوضات النووية الجارية، ومحاولة الحصول على الضوء الأخضر الأميركي لشن عدوان واسع على قطاع غزة، وتبرير دخولها على خط المعارك التي تشهدها سورية لصالح المجموعات المسلحة، وبالتالي فإن نفي إيران لمسؤوليتها عن السفينة، لا يلغي ولا بأي شكل من الأشكال الوجهة الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعها سورية القائمة على التزامهما المقاومة ودعمها بكل أسباب القوة والمنعة لمواجهة العدو الصهيوني ومخططاته وعدوانه المفتوح على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، والوقوف بحزم في مواجهة الإدارة الأميركية وسياساتها العدوانية، لا سيما خطة كيري حسب ما أكده الرئيس السوري أمام الوفد الأردني الذي التقاه قبل أيام، على الرغم مما تتعرض إليه هاتان الدولتان الشقيقتان من ضغوط وعقوبات وحرب كونية لم تعرف المنطقة مثيلاً لها.