ذكرى حمام الشط بعيون حزينة وألم متجدد
تاريخ النشر : 2013-10-03 21:10

تناغمت هموم الزمن على ابناء هذا الشعب العظيم المعطاء الذين تعاملت عقولهم وتغافلت على مصائر قوم تاهت معالم النصر في اعماقهم وتنوعت لعبة الانتماء وتاهت بين ثناياها علامات الرخاء فكان للزمن تأثيره وكيف أن ابناء هذا الوطن تاهت معالمهم وتغيرت ألوان انتمائهم وتشعبت اهدافهم ,, رجالات تغيرت بوصلة الانتماء لديهم وتغيرت معالمها واهدافها وتنوعت اللعبة وتعددت مسالك البشر ....
كانت امس مناسبة اليمة نتذاكرها ونتذاكر احداثها وتعمقت في الاعماق صور اشلائها كيف لا ونحن بعد ذاك الزمن العظيم يوم الاول من اكتوبر قبل الستة وعشرون عاما يوم تراكمت غيوم الدخان وتكالبت طيور البوم الإسرائيلية على اجواء منطقة تسمي حمام الشط ,, يوم حزين قاتم كانت فيها بشائر انتشار العدوان الاسرائيلي على ارض تونس الخضراء وامتزج من خلاله الدم الفلسطيني بالدم التونسي وتعمقت الوحدة واستقر الانتماء في عمق المشاعر بين شعبين تناسب بالدم قبل تناسب المصاهرة ....
كانت تلك المناسبة في القريب البعيد تمثل عماد الوحدة والهيبة الفلسطينية وكانت عنوانها الدائم الأنتماء للثورة والوطن ودائما كانت شعارات الوحدة الفلسطينية والفلسطينية مفتاحها كما كانت عنوان وحدة وتوحد بين الشعبين التونسي والفلسطيني واصبح يوم الاول من اكتوبر عنوان اللقاء الفلسطيني السنوي على مقبرة هؤلاء الشهداء تتلاقى من خلالها الارواح بالارواح والاجساد بالاجساد ليتحول يوم الاول من اكتوبر الى احتفال نصر ولقاء امل ووحدة وكانت القاءات تتكرر ايضا وما زالت وكان التواجد الفلسطيني ملفت للانتباه عنوان للعزة ووحدة الانتماء .....
ولكن في ايامنا هذه تغيرت معالم الانتماء للوطن والتاريخ واصبحت المناسبات الوطنية في عداد المراتب الاخيرة من الاهتمام الفلسطيني واصبحت ذكرى تلك الغارة مناسبة للكثير لاظهار الأحقاد والخلافات الثانوية واعتبرت او ربما جيرت لهذا الفصيل او ذاك وتناسى الجميع ان تلك الذكرى مناسبة وطنية عامة وجب على الجميع الحضور والمشاركة ليس حبا في هذا او كرها في ذاك فالواجب الوطني يفرض على الجميع الفلسطيني التواجد اجبارا وليس طوعا التواجد فهي عنوان الانتماء لهذا التاريخ العريق وهي عنوان من عناوين نكباتنا وترحما على شهدائنا .....
حكقيقة كم كانت المفاجأة أليمة في ذكرى اليمة ,, ذاك العدد القليل المتواجد وكأن الفلسطيني في تونس استهواه البعد والجفاء وتناسى رفقاء دربه القابعون قريبا منه ولا يتذكرهم حتى في ذكرى استشهادهم وايضا كم كانت دهشتي حول الانقسام الخفي والظاهر ايضا بين الفلسطيني والفلسطيني ومن نفس الانتماء والنظرة المختلفة امام تلك المناسبات وكيفية التعامل معها لتصبح معاني القاءات مفهومة استرضاء لهذا المسؤول او ذاك وليس انتماء لهذا الوطن ووفاءً لهؤلاء الشهداء وتناسى الجميع ان المناسبات الوطنية تهم الكل الفلسطيني وليس شخص بعينه لذا لابد لنا من اعادة الحسابات واعادة توجيه بوصلة الأهداف والانتماء واعطاء المناسبة الوطنية واجبها وحقها .....
تحية الى شهداء حمام الشط وتحية الى شهداء هذا الوطن وتحية الى كافة شهداء القضية وسياتي يوماً وننتصر ....