أوكرانيا لمن ستكون الغلبة ؟
تاريخ النشر : 2014-03-08 14:00

تعد أوكرانيا الحليف الاستراتيجي لجمهورية روسيا الاتحادية وهي خط الدفاع الأول لروسيا من الناحية الجيوسياسية وفيها تحتفظ روسيا بأسطولها العسكري والنووي في مدينة سيفاستوبول في القرم التي انضمت إلى أوكرانيا بعد الاستقلال . تعد أوكرانيا سابقا من ضمن الاتحاد السوفيتي إلا بعد الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي أدت في النهاية إلى انهيار الدولة السوفيتية العظمى سنة 1991م و تفكيكها لتستقل أوكرانيا بعد ذلك .

أما الأحداث والثورة التي جرت في أوكرانيا والتي حدثت في بداية 2014 م بقيام ثورة المعارضة ضد الحكومة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتي جاءت نتائجها إلى سقوط حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا الاتحادية برئاسة القيصر فلاديمير بوتين، وإقامة حكومة جديدة تحل محلها والتي أعلنت بأن اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية والوحيدة في البلاد فجاء هذا القرار ليشعل فتيل النار في العاصمة كييف , أن خطوة إلغاء قانون اللغات هي دليل على أن المحتجين في كييف يحملون أجندة معادية لروسيا ولهم توجه عنصري , علما بأن أوكرانيا يوجد بها عدة جنسيات اغلبها روسية وأخرى أوكرانية والتتارية في شبة جزيرة القرم .

حيث رأي الرئيس الروسي بوتين أن عملية الانقلاب حسب وصفه التي حدثت في كييف العاصمة الأوكرانية بمساعدة أمريكا للمعارضة هو صب الزيت على النار والتي تلوح للدخول في آتون حرب بادرة من جديد مع أمريكا وحلف الناتو, حيث أصبحت الأصوات الروسية تتعالى بالتدخل العسكري لوقف الانقلاب وإعادة الأمور على ما كانت عليه في أوكرانيا والحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة وحماية مواطنيها الروس الذين يتحدثون اللغة الروسية .

إلا أن جاء الصد الأمريكي والأوربي المتمثل على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والذي ذكر أن لا يحق لروسيا التدخل في شئون أوكرانيا وأن أي تدخل في أوكرانيا من أي ناحية فهو يعتبر عدوان وانتهاك صارخ للأمن الدولي .

أن الأجواء التي يشهدها العالم في الوقت الحالي والذي يشهد أحداث كثيرة منها في منطقة الشرق الأوسط من أحداث وثورات والآن في أوكرانيا أنما يدل على دخول قوى جديدة وتحولات سياسية جديدة في العالم والتي بات من الواضح أن روسيا تحاول اللعب والعودة من جديد على الساحة لفرض سلطتها ونفوذها وهذا كان واضح في قضية سوريا وتراجع أمريكا أمام الدب الروسي والدي كانت معالمه واضحة في إرساء وحماية النظام السوري .

فالقضية الأوكرانية هي أيضا اختبار على مدى قوة وسيطرة روسيا وكيفية ثباتها وهيمنتها على أوكرانيا , فليس من المعقول أن تترك روسيا خط الدفاع الأول لها والحليف الاستراتيجي والتي تعد أهم منطقة لها من حيث الموقع والمورد لتقع فريسة تحت أنياب الولايات المتحدة الأمريكية .

لدلك ستكون بداية حرب باردة جديدة مع أمريكا إلا أن هذه الحرب حسب اعتقادي لن تطول وسيخرج كلا من الدولتين الروسية والأمريكية بتفاهمات وتسوية للخروج من هذه الأزمة كما حدث في سوريا .