لله درك يا إمارات الخير
تاريخ النشر : 2014-02-27 14:29

يساور الشك أحد ولا يختلف إثنان في أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول العربية التي لها مسار مميز في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية. ولنا اليوم أن نقف على هذه التجربة الفريدة في دوافعها وتجلياتها وآثارها على الشعب الفلسطيني دون إغفال أوجه المقارنة بينها وبين دول المواجهة مع الكيان الصهيوني. ما يميز موقف الإمارات العربية المتحدة من الصراع العربي الاسرائيلي أن ثابت لم يعتره أي تغير بفعل التقلبات التي لم تهنأ منها المنطقة فبالرغم من علاقات الشراكة التي أقامتها الدولة مع المجموعة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوربية وتفتحها على العالم إلا أن هذا كله لم يؤثر أبدا على ثبات الموقف من القضايا العربية الجوهرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لم تكن يوما في ميزان المساومات والمقايضات بل ظلت ثابتا شامخا مع الزمن في وجه التغيرات.ثاني ما يميز الموقف الإماراتي أنه يستند إلى مرجعية تاريخية ودينية وحضارية هي المرجعية العربية الإسلامية وينطلق من النخوة العربية وواجب التضامن والتآزر بين أبناء الجلدة الواحدة كيف لا والأسرة الحاكمة تربت في أحضان الدين الإسلامي وعناية وتوجيه القرآن الكريم وتعاليم السنة النبوية من منطلق أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين وأن النفط ليس أغلى من الدم العربي الذي يزهق على الأرض العربية مهد الديانات السماوية ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لا مجال للمقايضة والمساومة في عقيدة آل النهيان وفكرهم ولا مجال للنقاش حول الامتداد الحضاري والديني واللغوي الذي يملي دون تردد الوقوف بجانب الإخوة الفلسطينيين حتى يقيموا دولتهم على أرضهم.وما يزيد الموقف الإماراتي اتزانا هو أن الدولة ليست على خط مواجهة مباشر مع الدولة العبرية فاستثمرت في هذا الموقع بحكمة كما استثمرت علاقاتها الجيدة مع مناطق النفوذ في العالم للدفاع عن حقوق الفلسطينيين دون أية شبهة سياسية أو طائفية أو انتماء ضيق غير الانتماء الطبيعي إلى العالم العربي الإسلامي.وأخيرا وليس آخرا أن المواقف الإماراتية كلها بذل وعطاء من غير حساب من خلال إقامة مشاريع ضخمة خيرية توجه مباشرة إلى الفلسطينيين الموجودة في خط المواجهة المباشرة مع الطغيان الإسرائيلي. وتجلى هذا كله في المشاريع السكنية الكبرى التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات وآخرها مشروع لبناء مدينة للأسرى. بعيدا عن الأضواء والتشهير بل بعيدا عن المتاجرة السياسية ودون أن تعهد العملية إلى هذا الطرف أو ذاك على الساحة السياسية الفلسطينية ولعل توريث هذه القيم من الأب الأمير زايد بن سلطان آل النهيان إلى ابنه خليفة بن زايد إنما لإقامة الدليل القاطع على صدق النية وثبات المقصد وعدم انقطاع الخير الذي أصبح فيه البذل والعطاء سنة متوارثة أجمعت عليها الأمة وأثبتتها الحكمة التي ميزت ولا تزال تميز آل النهيان