"إخوان" الأردن في المفترق
تاريخ النشر : 2013-10-17 10:20

لا تخفي التداعيات السلبية المترتبة علي فشل تجربة الإخوان في حكم مصر علي كثير من تنظيماتهم وجماعاتهم في بلاد أخري‏.‏
فمن الطبيعي أن تتغير نظرة قطاعات يعتد بها من الشعوب في هذه البلاد إلي تنظيمات الإخوان الموجودة فيها نتيجة ما حدث في مصر. غير أن هذه التجربة المرة يمكن أن تلهم بعض تنظيمات الإخوان ما يدفعها إلي مراجعة منهجها وأدائها وتصحيح مسارها للحد من تداعياتها السلبية, وربما أيضا لتقديم نموذج يساعد بعض أقرانهم في مصر علي محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إدراك أخطائهم واستيعاب دروسها والسعي إلي بداية جديدة. غير أنه في الوقت الذي يواصل فيه الإخوان في مصر الانصياع لإرادة القيادة التي أدخلتهم في نفق مظلم وتنفيذ أوامرها دون تفكير أو تأمل أو مراجعة, بادر بعض أقرانهم في الأردن باتخاذ خطوة لتفعيل مبادرة إصلاحية سبق أن أعلنوها دون انتظار تعليمات قيادتهم.
فقد نظم أصحاب هذه المبادرة التي أطلق عليها اسم زمزم لقاء موسعا قبل أيام رغم رفض قيادة الجماعة التي مازالت متخندقة في موقعها وعازفة عن استيعاب الدرس المصري, الذي دفع من تبنوا زمزم إلي التحرك قبل فوات الأوان. والمثير للانتباه أن مبادرتهم لقيت تجاوبا من قطاعات عدة في جماعة الإخوان, بما في ذلك الجناح الشبابي والطلابي الذي حدث انقسام غير مسبوق فيه. غير أن نجاح هذه المبادرة في تصحيح مسار إحدي أهم جماعات الإخوان في المنطقة يرتبط بقدرة أصحابها علي إجراء مراجعة موضوعية ملهمة تساعد أكبر عدد ممكن من الأعضاء علي التفكير المستقل الذي لم يتعود عليه معظمهم, وطرح خطوات محددة وواضحة لتصحيح المسار. فالمهم هو أن ينجح أصحاب المبادرة في تأكيد أنها تمثل مراجعة وليس تراجعا, وأنها تهدف إلي إعادة بناء العلاقة مع المجتمع وليس مجرد توجيه رسالة إلي الدولة التي كان رموزها حاضرين بكثافة في اللقاء الذي استهدف البدء في تفعيل هذه المبادرة.
فهذا هو السبيل إلي تصحيح يستوعب الدرس المصري, ولا يسهل الطعن في توجهات القائمين عليه وتشويههم والصاق الاتهامات الجاهزة في مثل هذه المواقف بهم. وإذا نجحوا في ذلك, ربما يقدمون درسا معاكسا لما فعله الإخوان في مصر.
عن الاهرام