السعودية وإيران على طاولة المفاوضات السرية في مسقط
تاريخ النشر : 2014-02-27 00:25

ايران

أمد/ الرياض – وكالات : تروج مصادر، على صلة بالرئاسة الايرانية، أن هناك اتصالات تجري على قدم وساق بين نافذين إيرانيين وسعوديين لتحسين العلاقات الثنائية بين طهران والرياض كملف منفصل عن الأزمة السورية، وباقي ملفات صراع النفوذ بين الجانبين.

وقالت المصادر إن الايرانيين يريدون تكرار تجربة أسلوب المفاوضات حول الملفات محل النزاع بشكل منفصل مع السعودية، بعد أن نجحوا في فصل التفاوض على الملفات مع الغرب، كل ملف على حدة، وركزوا على أن يجري التفاوض على الملف النووي بشكل منفصل عن باقي الملفات، وان سلطنة عُمان التي كانت قطب الرحى في إيجاد اتصالات أميركية إيرانية مهدت لاتفاق جنيف النووي، تساهم في كسر الجمود وإزالة التوتر بين طهران والرياض في ضوء تسريبات عن اتفاق أولي رعته السلطنة بين المملكة العربية السعودية وإيران، تم بموجبه وضع خارطة طريق لإطلاق مرحلة جديدة من العلاقات بينهما على أسس من التعاون والاحترام المتبادل.

وقالت مصادر إن عددا من الخبراء الأمنيين والسياسيين من كلا البلدين عقدوا اجتماعات في سلطنة عمان مؤخرا بحثت آلية إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، ووضعوا خارطة طريق تتضمن وقف الحملات الإعلامية، وتبادل زيارات على مستوى وكيلي وزارة الخارجية، ثم ترتيب لقاء قمة لاحقا بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني، حتى وان اختلف البلدان حول ملفات كثيرة أهمها الأزمة السورية وطرق معالجتها.

وزعمت المصادر أن بإمكان هذا التقارب المفترض أن ينجح إذا نجح العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في إضعاف، ما سمته التيار المتشدد في العائلة، الذي كان يتخذ مواقف متصلبة ضد إيران ويرفض التقارب معها حتى لا يعتبر التقارب اعترافا بدور إيران في سوريا.

وأدت هذه السياسة إلى اتخاذ التيار المتشدد خطوات تصعيدية في سوريا وغيرها ضد السياسة الأميركية "مما أدى إلى اتهام المملكة بأنها تدعم تنظيمات إرهابية في سوريا والعراق وغيرهما"، كما أن هذا التيار، في اطار مساعيه لإحباط التقارب الأميركي الإيراني، انفتح على إسرائيل وهو ما أثار حفيظة الأمير محمد بن نايف والأمير مقرن بن عبد العزيز والأمير متعب بن عبد الله وشقيقه الأمير عبد العزيز، حتى أن الامير محمد بن نايف أراد اصدار بيان رسمي يعتبر أي لقاء مع الإسرائيليين لا يعبر عن العائلة المالكة.

وقد نجح الامير مقرن في حشد تيار معتدل في اوساط العائلة المالكة ضد التصعيد مع إيران والولايات المتحدة وضد الاتصال مع الإسرائيليين، "وانضم إلى التيار المعتدل الأمير وليد بن طلال بوزنه في العائلة، وكان والده الأمير طلال من معارضي التيار المتشدد، ويقول إنهم يقامرون بمستقبل العائلة والمملكة" بحسب المصادر.

وكان العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وجه بعد فوز روحاني بالرئاسة، دعوة له لزيارة الرياض، "لكن التيار المتشدد حال دون ذلك" بحسب المصادر الايرانية.

وقالت المصادر إن الولايات المتحدة عرقلت الزيارة أيضا حتى لا يؤثر ذلك على حوارها السري مع إيران حول الملف النووي، لأن التقارب السعودي الإيراني يسقط ورقة ضغط تستخدمها واشنطن في الحوار.

وعبرت دول خليجية اخرى عن استيائها من استمرار القطيعة بين طهران والرياض ورأت فيها معركة خاسرة خاصة بعد الاتفاق حول الملف النووي مع واشنطن، ما جعل سياسة المملكة تعيش عزلة، خاصة وأن تدهور العلاقة مع واشنطن سيزيد هذه العزلة ويفقدها دورها في الخليج.

وواصلت المصادر تسريب معلومات من سلطنة عمان، القريبة جدا من ايران، وقالت "بعد اضعاف التيار المتشدد في السعودية اتصل العاهل السعودي بالسلطان قابوس وطلب منه التوسط لإدارة حوار مع إيران، فأرسل السلطان مبعوثا إلى الرياض وتم الاتفاق على ترتيب اجتماع في مسقط لخبراء أمن وسياسيين من إيران والمملكة، تم خلاله وضع خارطة طريق لمجرى العلاقات بين البلدين، وانضمت لاحقا الكويت إلى هذه الجهود التي تحظى بدعم روسي واضح".

وبحسب المصادر "كانت نتيجة هذه الجهود دائما أن المملكة أخذت تنأى بنفسها عن دعم بعض التيارات المتهمة بالإرهاب، كما أنها أعطت الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة" دون أن يمنعها ذلك من التلويح دائماً بدعم جماعات محددة في المعارضة السورية بأسلحة متطورة مضادة للطائرات والدروع تشتريها من باكستان ويتم تخزينها في الاردن، لإحداث تغيير في موازين القوى على الأرض وفرض تسوية سياسية بالمقاسات السعودية.