أبو مرزوق يكشف أن مصر لم تجدد له الإقامة بالقاهرة ويؤكد أن العلاقة مع حماس تأثرت بعد مرسي
تاريخ النشر : 2013-10-17 03:36

أمد/ القاهرة : لم تكن الأسئلة التلفزيونية التي وجهت ليلة يوم العيد للدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس بالهينة، طالبة منه تقديم إجابات على شكل علاقة حركته بطهران وحزب الله، وسوريا، وما آلت إليه علاقات حماس في ظل تغيرات الربيع العربي بمصر التي أخرجت الإخوان المسلمين من الحكم بالسعودية التي دعمت الموقف، وأجاب الرجل عن تساؤلات حول إقامة حماس اتصالات سرية بإسرائيل.

استضافت قناة ‘الميادين’ الفضائية الدكتور أبو مرزوق من العاصمة المصرية القاهرة، التي دخلت في حالة خلاف شديد مع الحركة عقب عزل الرئيس مرسي، رغم إبقائها على خط تواصل مهم مع الحركة تمثل بالدكتور أبو مرزوق نفسه الذي لا يزال يتحرك في القاهرة.

أبو مرزوق في المقابلة أجاب عن تساؤلات قدمت له مع بداية انطلاق الحلقة. كانت الأسئلة ساخنة وتطلب الإجابة عن علاقة حماس بقضايا أكثر سخونة، كالعلاقة الحالية بعد عزل الرئيس مرسي مع مصر، وكذلك عن شكل العلاقة وما يثار حول المصالحة مع سوريا، والاتصالات بإيران وحزب الله، ودول الخليج.

بداية الحديث أبو مرزوق قال أنه لم يطلب منه الرحيل من القاهرة على خلفية الأحداث والتوتر القائم بين حماس ومصر. وقال أن وجهة النظر الرسمية في النهاية تبنى على حقائق ولا تبنى على إشاعات، في إشارة إلى اتهام الحركة من قبل وسائل الإعلام بالمشاركة في أحداث مصر لصالح الإخوان المسلمين.

وقال أن حديث وزير الخارجية المصري حول توجيه ضربات لحماس ليس في محله، وأكد أنه من الصعب بل من المستحيل أن يقوم الجيش المصري الذي هو سند لكل العرب أن يوّجه سلاحه لقطاع غزة تحديدا. أبو مرزوق قال أن حماس تتعامل مع جهاز المخابرات في الترتيبات المشتركة، منذ عهد الرئيس حسني مبارك، ثم في عهد المجلس العسكري، وفي عهد الرئيس مرسي، وحتى الآن.

وقال أن كل اللقاءات التي ترتب بين حماس والمسئولين في مصر، بما فيهم الرئيس مرسي كانت من ترتيب جهاز المخابرات.

وفي سياق حديثه قال أبو مرزوق أن حماس لم تطلب عقد لقائه مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وأوضح أن العلاقات مع مصر منذ ثلاث شهور أي بعد عزل مرسي، تأثرت ولم تعقد أي لقاءات لكنها لم تقطع.

وتطرق إلى الهجوم الذي تتعرض له حماس في مصر في هذه الأوقات، وأشار أبو مرزوق الى أن حركة حماس تثبت للجميع أنها ‘حركة مقاومة وتنشد العلاقة مع الجميع′.

أبو مرزوق سئل عن المسيرات التي نظمت في غزة من قبل نشطاء حماس تنتقد السيسي وتدعم مرسي، بما فيها وسائل إعلام حماس، فردّ ‘هناك انقسام في الشارع الفلسطيني خاصة في غزة’، لافتا إلى أن حماس ‘لا تستطيع أن تتحكم في عواطف الناس′. هنا سئل أبو مرزوق إن كان هناك خلاف في داخل المكتب السياسي حول مصر، قال ‘لم يتحدث أي مسئول في المكتب السياسي بالتدخل في الشأن المصري’، وأنه لم يتم التعرض للفريق أول السيسي، وقال مشيدا بأهمية مصر ‘مصالحنا ومستقبلنا موجودة مع مصر ولا يستطيع أحد أن يقفز عن هذه الحقيقة’وعاد وجدد كلامه بأن الجيش المصري ‘خط أحمر’ ولا يمكن أن يهاجم، وأكد أنه لا يوجد أي متورط من حماس في ساحة مصر.

ضمن تأثر العلاقة مع مصر كشف أبو مرزوق أن اللجنة المشتركة بين مصر وغزة مكونة من شخصيات أمنية وعسكرية لم تعقد اجتماع منذ 30 يونيو.

وكشف المسئول الرفيع في حركة حماس أن مصر لم تجدد له إقامته في القاهرة.

اللقاء جاء أيضا على العلاقة بين حماس وسوريا، فقال أن موقف حماس من الأزمة السورية لم يتغير منذ اندلاعها، ويتمثل بالوقوف مع حق الشعوب العربية وضد استخدام القوة من الأنظمة، وضد استخدام القوة والسلاح من قبل الشعوب. في السياق نفى أيضا أن تكون حماس قد عقدت لقاءات مع قوى المعارضة السورية، وعاد وأكد موقف حركته القائم على عدم التدخل بالشأن السوري.

وفي الإطار قال أيضا أن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل رفع عن طريق الخطأ علم المعارضة السورية.

وأقر أبو مرزوق بتأثر علاقات حماس بإيران بعد خروج الحركة من سوريا وذهاب قادتها إلى قطر، لكنه أكد على أن لحماس ‘علاقة متينة’، مع إيران وأنها كانت الدولة الأكثر دعما ومساعدة للحركة، لكنه قال أن الدعم أصبح ضعيفا بسبب الموقف مع سوريا.

ملف العلاقات الخامس كان عن السعودية، فقال أن العلاقة ‘فاترة لكنها لم تنقطع′، وقال أن الملك السعودي ‘أخذ موقفا سلبيا تجاه الحركة (حماس) وحملها ظلما المسئولية عن فشل الاتفاق (مكة)’، واستغرب من الموقف تجاه حماس، خاصة وأنها لا تواجه سياسة العداء لها بالمثل.

السعودية كانت قد رعت اتفاق مكة الذي أفضى لتشكيل حكومة الوحدة، التي انهارت بسيطرة حماس على غزة.

أبو مرزوق تطرق لملف العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، وقال أنها لم تنقطع نهائيا لكنها لم تكن قوية.

ولم يرجع السبب في سوء علاقة حماس الآن بالأنظمة العربية إلى ‘إستراتيجية’ حماس، وقال أن علاقة حماس كانت ممتازة مع محوري الاعتدال والممانعة.

وأضاف ‘وإن كانت حماس من الإخوان المسلمين، لكننا حركة مقاومة ولسنا برنامج إصلاحيا، ونحن جزء من التغيرات في المنطقة’، وقال أن المنطقة تعيش في مرحلة مخاض عسير.

وقال أن مواقف الحركة ربما تتغير في ظل ظروف المنطقة، وأن هناك مواقف ستتغير ستكون لصالح حماس.

وقال أنه ليس ضروريا تغيير خالد مشعل كمسئول أول عن الحركة حتى تكون هناك قراءة جديدة، لأن قرارات الحركة اتخذت بالشورى، وأضاف أن مشعل ليس وحدة الذي يتخذ قرارات الحركة، لكنه أهم قادة حماس، وقال أنه لا يوجد أي خلاف أو برود مع مشعل.