ايها الفلسطينيون.. يــــآ للعــــآر !
تاريخ النشر : 2017-02-28 00:53

في الوقت الذي تزداد فيه المحاولات الاسرائيلية لفرض واقع جديد قائم في مدينة القدس المحتلة، يترافق ذلك مع حملة منظمة تتزايد فيها مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ومحيط مدينة القدس الشريف, وفي الوقت الذي نشهد فيه تراجعا للقضية الفلسطينية مع حالة من التردي لأوضاع الفلسطينيين أينما كانوا ,وخاصة في قطاع غزة تأتي السياسة العدائية المعلنة لإدارة البيت الأبيض بالانحياز الأعمى لإسرائيل ,فيما يقابله فلسطينيا انقياد أعمى لكل ما يصدر عن القصر الأميري في الدوحة وذلك من قيادة ولت نفسها علينا عنوة , ليس فقط في ظل صمت السلطة الفلسطينية التي وليناها علينا اختيارا فقط, وانما في ظل صمت جماهيري ونخبوي أيضا, فإلى هؤلاء الصامتون على عارهم وامتهان كرامتهم, ولهؤلاء الذين يتاجرون بالبلاد وبكرامة الفلسطينيين وحقوقهم وأقواتهم نقول يا للعار .
ان الواقع الفلسطيني الذي نعيشه اليوم يؤكد ما وصلنا اليه من انحدار في السلوك وسقوط في الأخلاق , فأي جهاد ذلك الذي نتشدق به ؟,وأي كرامة تلك التي ما زال البعض يتغنى بها في الوقت الذي اصبح فيه شعبنا في مقدمة الصفوف نحو الانحدار في السلوك والأخلاق لما يعانيه مجتمعنا من بطالة وفقر وجوع مع ارتفاع في نسبة الجرائم المنظمة وتعاطي المخدرات وتصاعد ظاهرة جرائم الانتحار ؟, فإلى متى هذا الصمت على ما نحن فيه من الذل والرذيلة في أوساط الشباب بسبب انعدام كل الأفق امام كل أحلامه وتطلعاته ,ليس في التحرر وبناء الدولة فقط ,وانما لاستحالة الحصول على أدنى متطلبات معيشته فوفقا لآخر تقرير صادر عن البنك الدولي فان البطالة قد وصلت في قطاع غزة لوحده إلى ما نسبته 60% وهي أعلى المعدلات, وان 80 % من سكان القطاع باتوا يتلقون الإعانة الاجتماعية ولا يزال وفقا للجنة الشعبية لمواجهة الحصار 90% وخاصة بين فئة الشباب والخريجين يقبعون تحت خط الفقر.
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية بشأن المخدرات على ان عدد مدمني قطاع غزة لوحده بلغ ما نسبته مائة ألف، فيما تشير اخر إحصائية وهي غير رسمية بأن عدد مدمني المخدرات قد بلغ ما نسبته 250,000 ألف، وهذا ما أدى وللأسف الى أن نشهد تزايدا في عدد جرائم قتل الأجنة وتصاعد رقم اللقطاء، وانتشار جرائم القتل بدافع الشرف يتبعها سلسلة من جرائم الثأر.
علينا أن نعترف وبصوت يجلجل الأرض ودون خوف أيضا بأن الكرامة الفلسطينية قد بدأت تترنح منذ ذلك اليوم الذي لم نرى سوى عشرات من النسوة الماجدات يقرعن الطناجر فجر يوم احتجاجا على حصار زعيم الشعب الفلسطيني في الوقت الذي غاب فيه الرجال، وبأن الانقسام قد قضى على تلك الكرامة وأصابها في مقتل عندما أسقط هذا الانقسام جيل كامل من تاريخ الشعب الفلسطيني وعمل على تجميد جغرافيته لانعدام الإدارة والتنمية واستحالة استمرارية الحياة وفقا لما حثت عليه كل الشرائع السماوية.
نعم انه من العار ان نهرب من واقعنا في الوقت الذي نسهم فيه بتغيير واقع غيرنا نحو الافضل، فلماذا علينا أن نكون كالقشة المحمولة وسط زوبعة من غبار في الوقت الذي يجب علينا ان نكون من المؤثرين ليس في اتجاهات الغبار فقط، بل حتى في اتجاهات الرياح؟، ولماذا يصر الفلسطينيون قيادة ونخبة وجماهير على التبعية للغير والولاء لهم في الوقت الذي يعلمون فيه اننا كنا أكثر تقدما منهم، ليس ثقافة او علما فقط، وانما كرامة أيضا، فلماذا يصر قادتنا على امتهان كرامتنا لدى هؤلاء؟, ولماذا يتعمد هؤلاء على قتل روح الولاء فينا والانتماء لهذا الوطن؟.
عار علينا ان نحذف تاريخنا بأنفسنا بفعل صمتنا على ما نحن فيه من ذل ومهانة وعلى ما تعاني منه قضيتنا من تيه وضياع، كما هو عار علينا ان نبقى أيضا بحالة من اللاحرب واللاسلم في الوقت الذي نتهاوى فيه الى مهاوي الرذيلة والسقوط الأخلاقي وعليه فقد ان الاوان ان نصرخ ونقول كفى صمتا على ما نحن فيه ويا للعار.