سحب غير معلن للسفراء بين مصر وقطر..ودبلوماسى مصرى: الدوحة تلعب بالنار وأوصلتنا لمرحلة القطيعة
تاريخ النشر : 2014-02-25 22:19

أمد/ القاهرة: "الباب موارب لكنه قد يغلق فى أى لحظة"، هكذا علق دبلوماسى مصرى على مشهد العلاقات المصرية القطرية فى الوقت الراهن، فالبلدان يعيشان حاليا أسوأ فترة بعد التباين الواضح فى المواقف بين البلدين الذى ظهر بعد ثورة 30 يونيو، والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين من الحكم، وما تبع ذلك من دعم قطرى غير محدود للإخوان وقياداتهم بالمال والإعلام.

وتحدث الدبلوماسى المصرى لـ"اليوم السابع" وطلب عدم ذكر اسمه، مؤكدا "أن مصر لم تسع إلى الصدام مع دولة عربية شقيقة، لكن الدوحة تريد أن تلعب دورا أكبر منها، فهى مثل الذى يلعب بالنار، تتحدث معنا عن دعمها للمرحلة الانتقالية، وفى المقابل تدعم جماعة الإخوان الإرهابية، وتمدهم بالخطط والأموال التى تساعدهم فى تنفيذ العديد من المخططات الإرهابية فى مصر.

كما أنها تستضيف عددا من الهاربين والمطلوبين فى مصر، وترفض حتى الآن الرد على طلبات تسليمهم، وتدفع الرشاوى لوسائل إعلام ومنظمات أجنبية لتأليب الرأى العام العالمى ضد مصر".

"نحن الآن وصلنا إلى مرحلة القطيعة مع الدوحة، فالعلاقات شبه مقطوعة إن لم تكن مقطوعة بالفعل"، هكذا وصف الدبلوماسى العلاقة بين البلدين، فرغم عدم صدور قرار رسمى من البلدين باستدعاء أو سحب سفرائهم، إلا أن الواقع العملى يشير إلى وجود قرار سحب غير معلن للسفراء، فالسفير المصرى لدى قطر محمد مرسى، موجود فى القاهرة منذ ما يقرب الشهر تقريبا، كما أن سفير قطر بالقاهرة سيف بن المقدم البوعينيين غادر القاهرة منذ يوم الخميس 30 يناير الماضى، ولم يعد إليها مرة أخرى، وأن أبلغ وزارة الخارجية المصرية أنه فى إجازة، لكن تصادف وجود السفيرين كل فى بلده.. مضيفا أن هناك تجميدا للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإن كان القرار غير معلن.

وتابع "تواجد السفيرين كل فى بلده لم يؤثر على أداء البعثات الدبلوماسية فى القاهرة والدوحة، وإن كانت السفارة القطرية بالقاهرة قللت من نشاطها، خاصة بعد حالة الرصد لما يقوم به دبلوماسيوها، واتهام بعضهم بالتدخل الصريح فى الشأن المصرى، بل والمساعدة فى إدخال أموال داخل الحقائب الدبلوماسية لعناصر إخوانية.

وأضاف "أن المؤكد حاليا أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة التجميد، لكن محاولات الصلح لم تنته، خاصة من بعض الدول الخليجية وتحديدا الكويت، إلا أن الموقف القطرى دائما ما يفسد هذه المحاولات، ووصل الأمر إلى أن دولة الإمارات العربية التى قادت محاولة جادة للصلح سحبت مبادرتها، وأرجع "مصدر عربى" ذلك إلى الهجوم الذى شنه يوسف القرضاوى على الإمارات دون أن تتخذ السلطات القطرية موقفا ضده باعتباره مواطنا قطريا، مكتفية ببيان هزيل، تؤكد فيه الدوحة أن المواقف الرسمية لا تؤخذ إلا من الدولة والحكومة فقط، وهو الرد الذى لم يعجب الإماراتيون، خاصة أن القرضاوى هو اليد الطولى للقيادة القطرية للهجوم على من يريدون مهاجمته، وأنه لا يجرؤ على مهاجمة الإمارات إلا بمباركة القيادة القطرية.

السعودية هى الأخرى أبدت غضبها الشديد من المواقف القطرية "غير المتزنة"، والتى تخالف التوجه الخليجى العام، لذلك فإنها أبلغت أمير قطر، تميم بن خليفة، غضبها الشديد من تصرفات الدوحة تجاه مصر ودول الخليج، وأنها لم تعد قادرة على تقبل الأعذار التى ساقها تميم من قبل "بأن هناك جناحا قويا داخل الأسرة الحاكمة فى الدوحة يؤيد الإخوان المسلمين، وأنه يحاول السيطرة على هذا الجناح حتى لا يسبب له مشاكل داخلية"، وأكدت المملكة لتميم أن هذه الأعذار واهية وغير مقبولة.