الأسرى ضمن المنهاج التعليمي ومساق في الجامعات
تاريخ النشر : 2017-02-27 10:49

الأسرى ضمن المنهاج التعليمي ومساق في الجامعات، هي فكرة قديمة، اثيرت منذ عقدين من الزمن بين جدران السجون، وأُطلقت في فضاء الاعلام الفلسطيني منذ ما يزيد على العشر سنوات، ولا يمكن ان ننسب الفكرة لشخص بعينه. فكثير من الزملاء بإمكانهم ان يفخروا بمساهمتهم في ترديد الفكرة مرات عدة، حتى وصل الأمر لان يعتقد بعضهم أنه صاحب الفكرة التي أخذت حقها من الاثارة والاهتمام، وبدأ العمل على ترجمتها في الآونة الأخيرة.

وأنا لا أدعي هنا بأنني صاحب الفكرة، أو اول من أثارها في وسائل الاعلام، لكن من حقي الفخر بأنني كنت كغيري من المتحمسين لهذه الفكرة، واعتز بأنني كررت طرحها عبر الاعلام الفلسطيني مرات عدة، ولعل الأهم بأنني وقبل نحو عشر سنوات من اليوم، وجهت رسالة تحمل مضمون الفكرة الى رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق (د. سلام فياض)، وتلقيت ردا ايجابيا بشأنها.

لقد أثيرت الفكرة على المستوى الرسمي مرارا خلال العقد الأخير، وشُكلت لجان مشتركة في مراحل مختلفة لبحث الأمر، وفي كل المناسبات كانت هيئة شؤون الأسرى (وزارة الأسرى سابقا) حاضرة ومشاركة. ولكن للحق كلمة لابد ان تقال بانه ومنذ ان تسلم الوزير د. صبري صيدم وزارة التربية والتعليم العالي، بدأ العمل الفعلي في ترجمة الفكرة واتخاذ الخطوات العملية في منحها مساحة أوسع في المنهاج التعليمي وضمن المواد اللامنهجية والأنشطة المدرسية، وأخذ حضورها يزداد بدرجات أكبر في مؤسسات التعليم الجامعي والتعليم العالي، كمساق أو ضمن البحوث والرسائل الأكاديمية، مقارنة بما كانت عليه بالماضي.

وكما ذكرنا اعلاه، بأنه لا يحق لشخص بعينه ان يدعي بأنه صاحب الفكرة، فان المعنى ذاته ينطبق على مؤسسات التعليم الجامعي والتعليم العالي، إذ لا يجوز لمؤسسة بعينها ان تدعي القول بأنها اول من اعتمدت تدريس قضية الأسرى كمساق أو ضمن المواد اللامنهجية وفي البحوث والرسائل الأكاديمية. فكل المؤسسات الجامعية ومراكز الدراسات والبحوث تحركت بإيجابية، وبدرجات متفاوتة، نحو ترجمة الفكرة وتوسيعها، وهنا لا بد وان نسجل جُل احترامنا وتقديرنا لوزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. صبري صيدم وكافة المؤسسات التعليمية والجامعية ومراكز الدراسات ولكل من آمن بالفكرة وتحرك نحو ترجمتها.

إن إدراج قضية الأسرى بملفاتها المختلفة ضمن المنهاج التعليمي الفلسطيني، لكافة المراحل التعليمية، واعتمادها كمساق اساسي في مؤسسات التعليم الجامعي، من شأنه أن يرفع من درجة ثقافة الطلاب ووعيهم بهذه القضية، شأنها شان القدس والقضايا الوطنية الاخرى، باعتبارها جزء مهم من التاريخ الفلسطيني وركن اساسي من أركان القضية الفلسطينية. كما وسيعزز ذلك من تفاعلهم وتوسيع دائرة التضامن معها وانتمائهم اليها والتصاقهم بها واندفاعهم نحو الدفاع  عنها، والكتابة حولها وتوثيق تاريخها، وسيرفع من درجة تقديرهم لنضالات وصمود وتضحيات الأسرى، ليس هذا فحسب، وإنما ستزداد معرفتهم ودرايتهم بما يتعرض له الفلسطيني في حال الاعتقال، في ظل استمرار الاعتقالات واستهداف كافة فئات الشعب الفلسطيني دون استثناء.

ان قضية الأسرى تحتاج الى منظومة من الخطوات كي نعيد لها الاعتبار على المستوى الوطني بما يليق بها ويعزز من مكانتها ويفّعل من حضورها ويوسّع من المشاركة الشعبية في دعمها ويجعل منها قضية رأي عام وقضية كل بيت فلسطيني، وهّم كل مواطن فلسطيني، ولعل تفعيل حضورها اكثر في المؤسسات التعليمية في المراحل المختلفة، هي واحدة من تلك الخطوات، بل ولربما تكون هي الأهم بجانب الاعلام.