"مؤتمر إسطنبول" و "بدائل العالول الانقلابية"!
تاريخ النشر : 2017-02-26 09:14

كتب حسن عصفور/ منذ لحظات التحضير لما أسمى "بغير حق" مؤتمر فلسطيني الشتات، والتوجه لتركيا التي تسير بسرعة صاروخية لمأسسة علاقاتها بدولة الكيان الاسرائيلي، والمؤشرات تقول، انه ليس مؤتمر بصبغة وطنية فلسطينية جامعة، وأن الهدف منه ليس سوى "خلق حالة كيانية بديلة / موازية" لإطر منظمة التحرير الفلسطينية، رغم كل ما صدر عن بعض السابحين في هواء الرحلات السياحية نفيا أو تكذيبا، وادعاء غير ذلك..

وبعد تصريحات الناطق الرسمي باسم "مؤتمر الشتات" زياد العالول، المحسوب على حركة حماس، بات الأمر واضحا لا يحتاج الى تدقيق وتحليل وتفكير فيما يرمي هذا المؤتمر، والجهات الداعية له، حيث قالها صراحة:

* التوافق على تحويل المؤتمر لمؤسسة شرعية وانتخاب الهياكل التنظيمية الخاصة به.

* أنيس القاسم رئيسا للمؤتمر، ومنير شفيق رئيسًا للهيئة التنفيذية، وسلمان أبو ستة رئيسًا للجمعية العمومية.

*"إن المجلس الوطني انتهت صلاحيته وهو فاقد للشرعية والمؤتمر سيخاطب كل المجتمعات الدولية والخارج، إلى حين أن تفتح المنظمة أبوابها للمؤسسات الشعبية والمجتمع المدني".

الكلام قاطع، اننا أمام عمل سياسي تنظيمي لا يعترف بالمجلس الوطني، ويراه فاقدا للشرعية، وبالتالي يصبح "مؤتمر الشتات التركي" هو "الإطار البديل الشرعي"، والذي سيبدا العمل بصياغة برنامج سياسي ويخاطب العالم باعتباره "الممثل الجديد"..

استضافة تركيا للمؤتمر، هو مساهمة عملية تقدمها حكومة أدروغان الى دولة الكيان، بأنها تساهم في تعزيز "الانقسام الفلسطيني" ليس بالكلام فحسب، بل الممارسة العملية، وهو ما سيكون له مقابل اسرائيلي للخدمة التركية، خطوة سياسية تستوجب من الرئاسة الفلسطينية، وقيادة منظمة التحرير أن تتخذ خطوة عملية ردا على السلوك التركي، قبل أي رد على منظمي المؤتمر والجهات الفلسطينية الداعمة له..

مؤتمر إسطنبول، بات يمثل، بما أصدره الناطق باسمه، عملا انشقاقيا وطنيا، ما يتطلب من مختلف القوى الفلسطينية أن تعتبره خارج الشرعية الوطنية، وأول من يجب توضيح الموقف من هذا "الكيان غير الشرعي" حركة حماس، باعتبارها المتهم الأساسي المنظم لهذا المؤتمر..

حماس تخطئ جدا لو أنها اعتقدت، ان "بلادة" المؤسسة الشرعية الرسمية تمنحها حق "الاختراع" لبناء "بدائل"، وهي بذلك لن تنشأ جسدا وطنيا بقدر ما تساهم عمليا في تقديم خدمة تحلم بها دولة الكيان، وهي إنهاء الممثل الشرعي الوحيد، ومحاولات حماس لتمرير "مؤامرة اسطنبول" تحت صيغ مختلفة سقطت تماما أمام ما أعلنه "عالولها".

قد تفرح حماس بمهرجان اعلامي تتبناه وسائل اعلام قطر وتركيا والاخوان والاعلام العبري وبعض الغربي، وتقديمه باعتباره "مؤسسة موازية" للمجلس الوطني، وأن اعلان العالول بقيام القيادة الجديدة "النقاش وشفيق وابو ستة" للتحرك ومخاطبة المؤسسات الدولية، باسم الفلسطينيين في الخارج، ليس سوى تأكيد على نوايا لم تعد سرية او مجهولة، وهي ردم منظمة التحرير وإكمال المهمة الأساسية التي أنجبت الانقسام عام 2007..

**"مؤتمر اسطنبول"، كشف الحقيقة وأزاح كل الالتباسات السياسية التي هرب البعض المشارك به، بأن الهدف خلق "قيادة جديدة" بإطار فلسطيني الخارج، باعتبار أن قطاع غزة له قيادته والضفة تحت الاحتلال..

**"مؤتمر اسطنبول"، رسالة سياسية الى رئاسة المجلس الوطني والتنفيذية والرئيس عباس أن المياه لم تعد تتحرك ببطئ كما يعتقد، بل انها باتت تسيل بسرعة وقوة مدعومة من دول "حليفة" للرئيس عباس..

**"مؤتمر اسطنبول"، هو الامتداد العملي لانقلاب حماس في غزة 2007، ومؤسسة الانقسام عبر بوابة جديدة..

الرد فورا وسريعا بالعمل الجاد والحقيقي من المؤسسة الرسمية تفعيلا وتنشيطا واحياءا..

ولنا في ذلك حديث أشمل لو كان للحياة قرار آخر..

ملاحظة: أمين سر اللجنة التنفيذية ومسؤول "ملف المفاوضات في فتح" صائب عريقات وضع شرطا لتنفيذ سحب الاعتراف المتبادل مع الكيان وهو نقل سفارة امريكا الى القدس..وكأن جرائم دولة الكيان ضد فلسطين أرضا وشعبا تهويدا واستيطانا وقتلا لا تستحق..يا عاركم الذي يتراكم جبالا!

تنويه خاص: ثلاثي فلسطيني جسد وحدة الوطن في مسرح "عرب أيدول"..محمد عساف ابن غزة ويعقوب شاهين ابن الضفة وأمير دندن ابن 48 توحدوا تحت راية الوطن وغنوا له..مشهدهم الوحدوي رسالة سياسية تفوق كل لقاءات فصائل العك والكلام..يعقوب مبروك لفلسطين وأهلا بك صوتا مضافا لرسالة شعب!