متجنحين .. متجنيين .. متأرجحين
تاريخ النشر : 2014-02-25 10:25

تيار كهربائي مقطوع و الساهرون صامتون خشية أن يزعج حديثهم المسئولين الذين ناموا ليستيقظوا مبكرا إلى أعمالهم و اجتماعاتهم المكثفة لحل مشكلات بسيطة لا تضاهي مشكلات العالم المتقدم , هي فقط نسبة 65% بطالة إضافة إلى قليل من المعابر الوحيدة المغلقة و ربما يذكرون عشرات آلاف العمال العاطلين عن العمل منذ عشر سنوات فقط ..

و أنا لم أعتد النوم مبكرا و إن كنت سأصحو لخيمة اعتصام اللاجئين ضد تقليصات الأونروا خدماتها ...

و كالساهرين بصمت أحادث هواجسي التي ربما تكون ملائكية أو شيطانية لا أدري كيف يصنفها القراء , و لكل من المتجنحين و المتجنيين تصنيفات متناقضة و للمتأرجحين تصنيف خاص بهم .

هذه الليلة يحادثني هاجسي بصيغة النصيحة أن ( كفي عن التورط في استدعاء مزيد من الأفكار كي لا تحملي في ذاكرتك تاريخا مخجلا محملا بالعار متخللا الروح بكل قذارة السياسة , فما أن تستيقظي الا و حالك حال المهزوم )

هاجسي ينزل الى مستوى الانسانية مشفقا علي من تلاطم الأفكار ليخبرني أن اللعبة أكبر مني و منه و منها و منا جميعا , أكبر من مساحة 360 كم تسمى " غزة " ...

يسرد لي أخبار الساعة حسب اعلاميين العصر :

- لا مصالحة قريبة

- فصل موظفين قطاع غزة قبل نهاية 2014

- فصل المتجنحين " الدحلانيين " من حركة فتح

- وقفة ضد المتجنيين من مركزية فتح

- دحلان ينقل مقر اقامته الى مصر للاشراف المباشر على غزة

ـ أنا أيقن تماما أن ما بين شقي الوطن المحتل فصل جغرافي و متأكدة من فصل سياسي أيضا , و لكن ما هذه الكارثة التي يريد أن يوصلها لي هاجسي في ليلة خالية من الكهرباء .. أفكار كأنها الشبح الذي كنا نتخيله على الجدران و نحن أطفال حين كانت تطفئ أمي الانارة لتجبرنا على النوم , ففي الانتفاضة الأولى لم تكن تقطع الكهرباء ( ساق الله ع أيام زمان ) , يقول لي جميعكم متجنحين و ان لم تكونوا , و ان لم تريدوا هم يريدوا

هو مشهد من الفصل الأخير .. غزة جميعها متجنحة

هنا غزة .. هنا العزة

هنا حكومة .. هنا حدود .. هنا فتح أيضا

هنا كان يصدر البيان رقم 1 و هناك يصدر البيان رقم 2

أما القادم فالبيان رقم 1 غزة , و البيان رقم 1 رام الله

فتحي و فتحية انفصلوا و ( ساق الله ع أيام زمان )

و متجنيين بالملايين ع كرسي نائب الرئيس رايحين

و متجنحين بالملايين كتاب الفصل منتظرين

و ما بين المتجنحين و المتجنيين ضاعت حركة الملايين