لا تسبوا معارضا" أو مخالفا" أو مختلفا" بدين او لغة أو جنس !!!
تاريخ النشر : 2014-02-24 16:09

دائمـــا" هناك في التاريخ والسنة الشريفة ما يتسحق منا ان ننظر اليه ..قصص وعبر واحداث يُغيبها البعض ويتجاوزها البعض ...بالنسبة لي لفت نظري حديث جميــــل مروي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويتحدث فيه مبشرا" بإسلام الصحابي الجليل عكرمة بن أبي ثابت حيث يُروى بالحديث (يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا" مهاجرا" فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا تبلغ الميت ) ..ما لفت نظري هنا هو أن الرحمـــــة المهداه يدعو لعدم سب (أبي جهـــل) ...وكلنا يعلم ما فعل أبو جهل ومع ذلك (لا تسبوا أباه) .

بالطبع عكرمـــة بن أبي جهل واحد من الصحابة الذين حسن إسلامهم وقٌتل شهيدا" في معركة اليرموك وهو القائل في ذلك اليوم (قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وأفر منكم اليوم ) ثم نادى من (يبايع على الموت)فبايعه من بايع وقاتل حتى استشهد ..رضي الله عنه وأرضاه .

ما أثار انتباهي هنــــا هو دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لعدم السب ...وهنا وكما هو ظاهر فانها دعوة لعدم سب الميت والعدو ..فكيف بسب من نختلف معهم في الدين أو اللغة أو الجنس وكيف بسب من يعارضونــــا ...لسنا بحاجه للتدليل على الامر كثيرا" فأعتقد بان السب كريه ومرفوض بكل العادات والتقاليد وممنوع لدى كل الديانات فلا خلاف هنا وكمــــا أظن .

لماذا لفت نظري الحديث !!!!!! لأننا نعيش واقعا" مختلفا"...

لأن ظاهرة الفحش في الخلاف والمعارضه أصبحت مبررا" لدى البعض لسب من يريد ...ولاحظوا معي الان ماذا يحصل في فلسطين ...الكل بسب على الكل والكل يستغل الخلاف ليقوم بسب الأخر ....ظاهرة تحولت الى جزء من اللغة المستخدمة بين التنظيمات وللأسف والى جزء من خطاب مستخدم في التنظيم الواحد ...ظاهرة السب والسباب والتشنج في الخلاف والتركيز على التفاصيل على حساب الهدف والعمل على تعزيز الانقســــام بالتحريض والتشويه كلها ظواهر متزايده وتشكل شرخ واضح في مجتمعنا وبنيتنا السياسية والمجتمعية.

لم نعد نمتلك القدرة على الاستيعاب لانفسنا وللأخر ...كل شيئ بالنسبة لنا أصبح قابل للسب...تعاطينا مع الاخر على خلفية الموقف أو الديانة أو الاتجاه أو الجنس مقدمه للتقليل من شانه ومن ثم سبه ..وللأسف أصبحنا في وضع غير معقول وفيه تعصب غير مفهوم .

أين التسامح ..أين الكبير والصغير وعلاقتهم ...أين القيم ...أين الثقافة الجامعه والوحدة الوطنية ...أين التاريخ المشترك والهدف الواحد للتحرر وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس .

للأسف أصبح سبنا للاخر طريقة لتعاملنا بالغالب مع بعض... فتجدنا نهاجم هذا الشعب لفرحه بمناسبة مـــــا علما" بان ما فعلناه يوم فوز (محمد عساف) بقلب محبوب العرب فاق كل الاحتفالات العربية بمناسباتهـــــا الوطنية !!!!!نتحدث الى الاسرائيلين ونفاوضهم ونعتقد بان هذا جريمــــة على الاخرين (لا تستغرب اخي القارئ) أنا لا ادعو للتطبيع ولكن أقول بان علينا ان نعترف باننا نتحدث للاسرائيلين (وحماس طبعا" تتحدث وتفاوض ) وعلينا ان نسعى لان يكون هناك اطار لحديث العرب معهم وأن يكون هذا جزء من الحل السياسي القائم على أساس استعادة حقوقنا الوطنية ..لا عيب بهذا ولا عيب أبدا" بان يتحدث الرئيس ابو مازن بذلك .

أنا أدعو للهدوء ولفهم دوائر الانتماء ولوقف كل ما يمكن ايقافه من خلافات سخيفة وان نسعى لحل كل الخلافات الداخلية والوطنية بان نعزز من المشترك ونتجاوز عن ما نختلف عليه أو نسعى لحله بهدف تحقيق الاهداف .

نحن بحاجه الى أن نهدا ونتعاطى مع الامور بمنطق ...نستذكر التاريخ ونسعى للتعاون بالحاضر ولنعمل من اجل مستقبل أفضل .

لا تسبوا ..مخالفا" أو معارضا" او مختلفا" بلغه أو جنسية أو دين ...هذا ما أرى( فما نفعل فقط يزيد من الطين بله).