"نتنياهو" يكذب بحل الدولتين
تاريخ النشر : 2017-02-13 12:39

كان من المفترض من خلال اتفاقية"اوسلو"؛ أن تقام الدولة الفلسطينية بعد خمس سنوات من توقيعها؛ لكن الذي أقيم مكانها بعد 23 عاما من المفاوضات؛ هو دولة المستوطنين، وأربع تكتلات استيطانية ضخمة، قتلت حلم الدولة الفلسطينية.

طالعتنا صحافة الاحتلال بكذبة جديدة ل"نتيناهو"؛ من انه يقبل بحل الدولتين؛ وانه أبلغ وزراءه؛ انه ابلغ الرئيس الأمريكي عن تأييده حل الدولتين؛ لكن الفلسطينيين هم من يرفضون ذلك؛ في الوقت الذي يفرض الوقائع على الأرض بقوة السلاح، ويقسم الضفة لكانتونات معزولة بفعل النشاط والتمدد الاستيطاني الذي وصل للإعلان جهارا نهارا عن خطط لبناء قرابة 10 وحدة استيطانية جديدة خلال اقل من 40 يوما مطلع عام 2017.

من طرق المكر والخداع للرأي العام المحلي والعالمي؛ والتي يتقنها الاحتلال؛ هو تحذير نهائي لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"  من قبل وزير التربية والتعليم في دولة الاحتلال" نفتالي بينيت" ووزيرة القضاء "آييلت شاكيد" من عدم طرح فكرة الدولتين أمام "دونالد ترمب" خلال زيارة "نتنياهو" لأمريكا في 15\2.

مع احتلال الضفة الغربية عام 1967؛ طرح قادة الاحتلال بان مستقبل الضفة سيكون هو حكم ذاتي لا أكثر ولا اقل؛ وأنهم سيعطون الفلسطينيين المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وقد نجحوا في تنفيذ مخططهم، فهم سيضمون مناطق "ج" وأربع مناطق استيطانية كبرى وهي: غوش عتصيون، ومعالية ادوميم، وبيت ايل، وأريئيل".

مفارقة ومغالطه؛ ما قالته صحيفة "هآرتس" من أن رئيس حكومة الاحتلال"  بنيامين نتنياهو"  قال أمام وزراءه أن "ترامب" أجابه عن رفض تنازل الفلسطينيين :"هم (الفلسطينيون) نعم يريديون، وسوف يقدمون تنازلات"؛وكأنه بقي شيء ليتنازل عنه الفلسطينيون كما قال  كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في إحدى تصريحاته.

"نتنياهو" ليس برجل  غبي أو مسترجل؛ فهو ذكي جدا وماكر – وان كان مكرهم لتزول منه الجبال-  فقد قال لوزرائه قبل ذهابة لزيارة "ترمب":"  :"يجب أن نكون حذرين؛ وألا نقوم بأمور تقضي على الأدوات المتاحة لدينا. يجب إلا نضطر لمواجهته". وأشار "نتنياهو" إلى انه ينوي أن يعلن أمام" ترامب" التزامه بحل الدولتين، لكنه سيشدد أمامه على أن الفلسطينيين يرفضون ذلك، وان المستوطنات ليست جوهر المشكلة؛ إنما عدم رغبة الفلسطينيين الاعتراف ب"إسرائيل" كدولة يهودية هي المشكلة.

هكذا إذن يواصل "نتنياهو" خداعه للرأي العام المحلي والدولي، ويوماً بعد يوم، تنتعش حركة الاستيطان على يدي "نتنياهو"، والزحف على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، ليضمها في ظل  عجز عربي وإسلامي كاذب وصادم.

عام 2017 هو عام الاستيطان؛ فالإعلان مطلع عام 2017 عن المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة، وإقرار قانون شرعنة الاستيطان، ومحاولات تقسيم الحرم القدسي، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتجريفها، في القدس والضفة والنقب والداخل المحتل؛ كلها مؤشرات واضحة لما يريده الاحتلال، وليست بحاجة لعمق تفكير .

يوما بعد يوم يتضح أن "نتنياهو" يريد من الفلسطينيين؛ مفاوضات لأجل المفاوضات وعلى مقاساته؛ كي يستخدمها غطاءا لتهويد ما تبقى من الضفة الغربية وضمها لاحقا، وفرض الوقائع على الأرض بالقوة؛ فعالم اليوم لا يعرف غير لغة القوة والمصالح، وصار لزاما على الفلسطينيين البحث  عن مصادر القوة والتي هي بين أيديهم بكثرة؛ وأولها الوحدة وطي صفحة الانقسام والاتفاق على برنامج وطني موحد، فهل هم فاعلون!؟