تصاعد التوتر بين الصدر والمالكي في وقت غير ملائم للعبادي
تاريخ النشر : 2017-02-12 20:36

أمد/ بغداد : تصاعدت حدة التوترات بين زعماء شيعة في العراق الأحد مع ارتفاع عدد قتلى احتجاجات في وسط بغداد السبت إلى ستة قتلى وهم شرطي وخمسة من المتظاهرين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

ويشتبه الصدر في أن أعضاء اللجنة الانتخابية موالون لغريمه الشيعي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أحد أقرب حلفاء إيران في العراق.

كما يلقي الصدر باللائمة على المالكي في فشل الجيش العراقي في احتواء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014 إذ كان وقتها رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة.

وقال الصدر إن أنصاره أرادوا الاقتراب من المنطقة الخضراء لإيصال أصواتهم إلى صناع القرار ولم تكن لديهم نية لاقتحامها مجددا.

وفي بيان أصدره حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي اتهم الحزب الصدر دون أن يذكر اسمه صراحة "بإشغال الشعب العراقي بفتنة لإعاقة الجهود للتخلص من داعش (الدولة الإسلامية)".

ويجاهر الصدر بمعاداته للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط وفي الوقت نفسه يشوب التوتر علاقته مع الفصائل السياسية العراقية الحليفة لإيران.

والصدر سليل عائلة من رجال الدين عانت إبان حكم صدام حسين الذي أطاح به غزو قادته الولايات المتحدة في 2003. وفر منافسون شيعة للصدر خارج العراق وعادوا إليه عقب الغزو.

واندلعت الاشتباكات عندما حاول المتظاهرون عبور جسر يربط بين ساحة التحرير التي احتشدوا فيها والمنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم العديد من المباني الحكومية والسفارات والمنظمات الدولية.

وفي بيان ردا على مقتل عدد من أنصاره مساء السبت قال الصدر "دماء شهدائنا لن تذهب سدى"، متوعدا برد قوي.

وأصيب 174 متظاهرا على الأقل في الاشتباكات بين الشرطة وأنصار الصدر الذين احتشدوا للمطالبة بتغيير تشكيل اللجنة المشرفة على الانتخابات قبيل انتخابات محلية مقررة في سبتمبر/أيلول.

وقال متحدث باسم الجيش إن صواريخ كاتيوشا سقطت على المنطقة الخضراء مساء السبت دون وقوع إصابات. وأضاف المتحدث في بيان أن الصواريخ أطلقت على الأرجح من منطقة البلديات التي تضم الكثير من أتباع الصدر.

ويأتي التصعيد في الأزمة مع الصدر في وقت غير ملائم لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يحاول التركيز على إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل بشمال البلاد.

وأنهت القوات العراقية في يناير/كانون الثاني المرحلة الأولى من عملية الموصل التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2016. وتستعد الآن للهجوم على الشطر الواقع غربي نهر دجلة.

وأمر العبادي بإجراء تحقيق في أحداث العنف بعدما قالت وزارة الداخلية إن بعض المتظاهرين كانوا يحملون أسلحة وسكاكين فيما يصر الصدر على أن أنصاره كانوا سلميين.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن أربعة من القتلى الخمسة في صفوف المتظاهرين سقطوا بالرصاص فيما قتل الخامس لأسباب غير معروفة وتلقى أغلب المصابين العلاج من اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع.

ونظم أتباع الصدر عدة مظاهرات العام الماضي للضغط من أجل إصلاحات مناهضة للفساد واقتحموا المنطقة الخضراء بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.

ويسلط الصراع بين المالكي والصدر الضوء على الخلافات الحادة بين أضلاع الائتلاف الوطني العراقي أو التحالف الوطني الشيعي هو تحالف سياسي عراقي أعلن عن تشكيله رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري في 24 اغسطس/اب 2009 وخاض انتخابات البرلمان العراقي 2010 و2014.

ويعتبر التحالف الوطني مكملا للائتلاف العراقي الموحد، الذي كان يضم معظم التيارات الشيعية في البلاد . ويضم كلا من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم و حزب الإصلاح بزعامة الجعفري والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري وحزب الفضيلة وكتلة مستقلون بالإضافة إلى شخصيات أخرى.

ويرأس الائتلاف الوطني العراقي حاليا عمار الحكيم الذي لديه أيضا طموحات سياسية غير خافية على منافسيه أيضا.