تقرير .. اعلاميات فلسطينيات لهن بصمة في الاعلام الرياضي
تاريخ النشر : 2017-02-11 15:00

أمد/ غزة- حنان الريفي: رغم  نعومتهن ورقة انوثتهن سحرتهن الملاعب الخضراء وشغف الجمهور  ، تجدونهن  يقتنصن الصور المميزة والمواقف المثيرة ليوثقوها بتقاريرهن وعبر كاميراتهن في كل انواع الانشطة الرياضية ، ليكتبوا اسمائهن بسطور من " تعب وجهد " وسط جيش من الاعلاميين الرياضيين الذكور فكان لهن بصمة في  الاعلام الرياضي الفلسطيني .

فمنذ أمد قريب كان وجود الصحفيات في الملاعب والانشطة الرياضية " مستنكر " في المجتمع الفلسطيني ، ومستهجن من الجمهور الذي قد لا يتفهم وجود انثي في الملاعب والمباريات ، فالمجال صعب ولا يزال محدودا  والتعليقات السلبية كثيرة ، لكن الطموح تغلب على الصعاب ، فاليوم عدد الصحفيات في تزايد ملحوظ بعد ان كانوا ( 3  )صحفيات فقط ، والمجال يتسع لزيادة العدد واثبات الجدارة  بالعزيمة وبتكاتف الصحفيات مع بعضهن البعض .

 

أول مصورة رياضية

احرار جبرين أول  مصورة وصحفية رياضية والتي تطمح أن تحصل على شهادة الدكتوراه في الاعلام الرياضي، فهي  حاصلة علي ماجستير بناء المؤسسات وتنمية الموارد البشرية ، والتي تعمل كمسؤولة الإعلام النسوي في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وهي من أوائل الصحفيات في الضفة الفلسطينية بعد زميلتيها الصحفيتين التي كانت احداهما في القدس والأخرى في غزة.

فكان السبب الرئيسي لدخولها عالم الإعلام الرياضي هو شغفها  وحبها لمتابعة كرة القدم ، بالإضافة الى انه في ذلك الوقت لم يكن هناك عدد من الصحفيات الرياضيات أسوة بالرجال، فأحببت أن تكون إحدى  المتميزات بتغطية الاحداث الرياضية كتابة وتصوير رياضي .

وارادت "جبرين "صنع بصمة مميزة خاصة بها لأنها كانت واحدة من ثلاث صحفيات في مجال أتخذ صبغة ذكورية، فحملت كاميرتها وانطلقت لتجهيز تقاريرها من الألف الى الياء ، فالصور والتقارير المكتوبة وحتى المصورة منها من تنفيذها بالكامل واستطاعت ان تلفت النظر الى كتابتها ودورها كإعلامية في تغطية أهم المباريات والنشاطات الرياضية.

وتقول " أحرار "  ان التحديات كثيرة كانت بتلك الفترة كوني أول فتاة قامت بإقتحام المستطيل الأخضر والعمل على تصوير مباريات الرجال مع باقي الزملاء ،  فكان أمر غير عادي وجود فتاة بالملعب حيث لم يتقبله الكثير من الجماهير وحتى اللاعبين  بالإضافة إلى شعوري بالخجل عند سماع بعض  ( الألفاظ البذيئة ) التي كانت تخرج أحيانا  من المدرجات كما الشعور بالإرهاق والضغط من خلال الوقت والجهد المبذول .

وتضيف ان أهم المحطات التي مررت بها كانت مرافقة المنتخب الوطني النسوي لعدة بطولات رسمية كموفدة إعلامية  وتغطية بطولة فلسطين الدولية ، والمساهمة في تغطية زيارات الشخصيات والوفود الرياضية الدولية  ومن أهمها زيارة "جوزيف بلاتر" رئيس الفيفا الأسبق واللاعب الفرنسي " توران " و الوزير  "سوسكويل" رئيس الجنة الدولية المكلفة بمتابعة التجاوزات الإسرائيلية بحق كرة القدم الفلسطينية ، الي جانب  تصوير دوري " جوال "  للمحترفين ودوري الفئات العمرية والدوري النسوي العام والدوري الخماسي كما أنني حين شاركت في دورة الإعلام الحديث والتصوير الرياضي في البحرين  كنت أحد المتميزين من أصل ( 170 ) إعلامي واعلامية من جميع الأقطار العربية حيث كنت إحدى الفائزين على المراكز الثلاثة الأولى مما جعلني افتخر كوني الفلسطينية التي مثلت دولتها أحسن تمثيل بشهادة الجميع  .

وشكرت "أحرار جبرين " سيادة اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي دعمني وفتح لي الأفق لأبدع في مجال الاعلام الرياضي و الدعم الكبير من الاخ " وائل رمانة "   الذي وضعني على أول خطوة في سلم النجاح  وشكر موصول إلى مديري غسان جردات الذي رافقني خطوة بخطوة وأشرف على تعليمي ، وكما كان كان لزوجي لاعب كرة القدم هشام الصالحيوقفة قوية في دعمي الذي بدون مساندته ودعمه لي وتفهمه لظروف ساعات عملي الطويلة وسفري خارج البلاد لما تسنى لي الوصول لما انا عليه الان .

 

 

فتاة الملاعب

 نيلي المصري  الملقبة  "  بفتاة الملاعب" الحاصلة علي بكالوريوس في اللغة العربية   وأول صحفية رياضية  تغطي المباريات منذ " 15 عاما " وأفضل صحفية رياضية لعام " 2015 " وفق استفتاء أجرته مؤسسة امواج الإعلامية الرياضية  ، كما أنها حاصلة علي عضوية اللجنة الاعلامية بإتحاد غرب آسيا لألعاب القوى ، وعضو الاتحاد الدولي و العربي للصحافة الرياضية ونائبا لرئيس لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية الفلسطينية.

نشأت نيلي  في بيت رياضي يتابع كرة القدم والرياضة، كون والدها الكابتن إسماعيل المصري لاعب منتخب فلسطين في فترة الستينات ونجم نجوم كرة القدم الفلسطينية حتة أواخر السبعينيات ، ودرب العديد من الأندية الفلسطينية وتاريخه الرياضي الكبير جعلها تعشق الرياضة وتتابعها  قبل أن تكون صحافية ، فكان  تاريخ والدها هو جواز سفر لدخولها عالم الاعلام الرياضي .

تقول  نيللي المصري حققت  تقدما ملموسا في مجال التصوير الرياضي أيضا ، فحصلت علي جائزة افضل صورة رياضية عند التقاطي صورة  اللاعب فضل قنيطة مدافع فريق إتحاد الشجاعية  في المباراة النصف النهائي لكأس قطاع غزة موسم 2014-2015 بين الشجاعية وخدمات رفح ، عندما احرز لاعب الشجاعية الهدف الأول وركض فرحا هو وزملائه لوالدته التي كانت تجلس تتابع المباراة في ملعب اليرموك واحتضنها وقبل رأسها وكذلك فعل اللاعبون في لفتة إنسانية رائعة وكانت يافطة كبيرة في الملعب ظهرت بالصورة معلقة عليها صورة الأسير المحرر عدنان خضر فخرجت الصورة بطابع إنساني مؤثر ـ وكانت هذه أول صورة لي بكاميرتي التي اقتنيتها حديثا في ذلك الحين .

وتؤكد  المصري على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، والقيود المفروضة على السفر إلى خارجه، ما زالت آسعى لتحقيق حلمي بتغطية الأحداث الرياضية خارج القطاع ، فبدأت اولي خطوات تحقيق الحلم بإصدار بحث رياضي   كان مشترك بيني وبين الدكتور عصام الخالدي الباحث في الشون الرياضية عن الحركة الصهيونية والرياضة بفلسطين فكان من منظور نسوي بعنوان " الرياضة النسوية في قطاع غزة واقع وطموح "، فعملت على تأريخ وأرشفة الرياضة النسوية في قطاع غزة اعتبراَ من حقبة الخمسينيات وحتى العام 2008 ، واعتمدت فيه على المقابلات الشفوية لرموز الحركة الرياضية وبعض من الصور الأرشيفية النادرة القديمة وحوارات مع لاعبات المنتخب الفلسطيني لكرة الطاولة في الستينيات .

وتوجه نيلي رسالة لكل الصحفيات الرياضيات  بأن هناك قبول للفتيات في الملاعب وان الساحة الرياضية مفتوحة أمام جميع الصحفيات ، وتضيف عندما كنت أول من " نزل " الي الملاعب لم يكن هناك أي مشاكل تذكر، ولم اتعرض لاي مضايقات ، ولكن صعوبات أخرى لوجستية  كعدم  توفر مكان خاص نجلس به في الملعب لتغطية المباريات فإن توفرت سيكون هناك تغطية اعلامية رياضية كبيرة وبصورة أفضل .

 

اول محللة رياضية

الصحفية تغريد العمور وهي أم لطفلين ، فرغم هذا لم يمنعها حبها للملاعب أن تكون مميزة في ترك بصمة لها في الاعلام الرياضي ، فتقول عملت في الإعلام منذ عام"  2004" كمعدة ومقدمة لعدة برامج إذاعية أبرزها " بانوراما الصباح " ، وهو البرنامج الأبرز لإذاعة الوان بمدينة غزة ، ولكن حلم كان دائما يراودني بان أكون صحفية رياضية لشغفي الكبير بمعشوقة الجماهير " كرة القدم " ، ففي سنوات العمل الأولى كنت أتمنى تقديم الفقرة الرياضية ،  وكان لي الحظ لأبدأ مشواري  بـ " بانوراما رياضة " ضمن برنامج الصباح واستكمل بعد ذلك بوجودي ضمن الإدارة التنفيذية لإذاعة ألوان الرياضية "عام 2012 " فقمت بتقديم العديد من البرامج الرياضية حتى " عام2014" .

ومن ثم انضممت لباقة قنوات الفضائية الرياضية السعودية حيث كانت المحطة الفارقة بعملي وتواجدي بشكل أوسع والتعاطي مع عدة قضايا رياضية ضمن تقارير كانت تهتم بالمنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم  " الفدائي "  وتطور الرياضة الفلسطينية ومتابعة انجازاتها ومعيقات الاحتلال ،  وتمكنت عبر شاشة الرياضية السعودية تقديم الصورة الآبهى لرياضتنا الفلسطينية .

وتؤكد العمور ان المحطة الأخرى الفاصلة كانت تقديم استديو تحليلي رياضي فكانت تجربة لا مثيل لها ،  والفضل بعد الله يعود لإدارة فضائية هنا القدس التي شجعتني وقدمتني عبر شاشتها لأكون أول إعلامية تقدم إستديو تحليلي رياضي ، فشعرت آنذاك بأن هذه اللحظة تحتاج لإعداد العدة والجهوزية وكنت كتلميذ سيقدم الامتحان الأهم بحياته.، وكان الاستعداد على قدم وساق ، من دراسة لتفاصيل اللقاء الرياضي وطرفي المباراة والاستعداد لإدارة الاستديو مع الضيوف داخله وعبر الهاتف ، فهذه التجربة تجعلك دوما أمام ضرورة اجتياز التحدي والاستفادة من محطاتها  لقادم يعتمد على تراكمية الخبرة.

وعلى المستوى الشخصي تضيف تغريد بعد تجربة التحليل الرياضي كان لابد البحث عن خطوة جديدة رياضيا كنت و ما زلت أطمح لتقديم برنامج رياضي بعد الإذاعة والمراسلة التلفزيونية فكان برنامج " هنا سبورت  " ضمن حلة البرامج الجديدة لفضائية هنا القدس ،  فهو يعتمد بالمقام الأول على الشمولية بتغطية كل الرياضات إلى جانب الشغف الدائم لكرة القدم ،.حيث اعتمد على متابعة كل الأحداث لتنويع الفقرات والاهتمام برأي الشارع الرياضي إلى جانب التحليل الرياضي لمباريات محلية وعربية ودولية وتم الاهتمام بشكل خاص برياضيي وكوادر الحركة الرياضية  من الزمن الذهبي للرياضة الفلسطينية وكما يقدم مساحة للرياضة النسوية ضمن متابعة كل الفعاليات والأخبار والانجازات الخاصة بهن أسبوعيا .

 

الشوط الثالث

ساجدة سويطي اول إعلامية رياضية بمحافظة الخليل ، وهي خريجة اعلام وتلفزة ،  بدأت عملها بمجال الاعلام الرياضي عام 2014 " " بعد تخرجها من الجامعة ، فكانت عاشقة للساحرة المستديرة ، لتبدأ رحلتها مع الاعلام الرياضي كمحررة أخبار رياضية ومقدمة موجز إخباري يومي في اذاعة منبر الحرية ، ومن ثم  اصبحت مقدمة للبرنامج الرياضي "الشوط الثالث" عام 2015 استضافت فيه اللاعبين والمحللين والناقدين في جميع انواع الرياضات الفلسطينية والعربية .

تقول السيوطي أن سبب ميولي لهذا المجال حبي ومتابعتي للرياضة من عمر خمس سنوات وبالتحديد بطولة كأس العالم " "1998 فحاولت ان أثبت بأن الرياضة ليست حكرا على الرجال وإنما هناك سيدات قادرات على الإبداع في هذا المجال، وقد حقق  برنامجي الرياضي" الشوط الثالث "  ومن أول حلقة له ضجة كبيرة علي  مواقع التواصل الاجتماعي .

وتضيف ساجدة أن من أهم  المحطات الرياضية  في حياتي  أنني مثلت فلسطين بملتقى الإعلاميات الرياضيات العربيات التاسع "2016" واستطعت ترك بصمة كبيرة على الرغم من السنوات القليلة التي عملت فيها كصحافية رياضية ، فمحبة جمهور المستمعين والاسلوب الشيق في التقديم كانا سبباَ  كبير في نجاح البرنامج والاقبال علي متابعته وخصوصا أن الضفة الفلسطينية تفتقر الي وجود  إعلاميات لتقديم برنامج رياضي عبر الأثير .

وتطمح السيوطي ان تقدم عملا مرئيا في الفترة القريبة عن كرة القدم وجميع أنواع الرياضات علي المستوي المحلي والعربي الي جانب أنها تتمني ان يزداد وجود الصحفيات الرياضيات في الملاعب ، فهن قادرات علي المنافسة واثبات الذات في كل المجالات.

و تجدر الإشارة الى  انه بالآونة الاخيرة ظهرت صحفيات جدد علي الساحة الرياضية  فقد  جمعن شمل الوطن بتقاريرهن المميزة فكان لنعمة بصلة ، وولاء ابو شريفة، وسهي الحمراوي، ونسرين حلس أثراً طيبا ووجودا ملموسا في التغطية الرياضية .